سوق الخان.. زبائنه من النازحين

بسطة ونازحات في سوق الخان (طارق ابو حمدان)
بسطة ونازحات في سوق الخان (طارق ابو حمدان)


لم يكسر كرم رمضان، الجمود في سوق الخان، الذي اقتصرت الحركة فيه وبنسبة كبيرة، على النازحين السوريين، الذين يقصدونه بهدف التوفير، في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشونها. فسوق الفقراء، كما يلقبه أبناء القرى المحيطة، يرقد منذ فترة في ركون، تفاقم مع ارتفاع أسعار مختلف معروضاته، الموزعة بين ألبسة، وأدوات منزلية، ومكسرات، وحبوب، وخضار وفاكهة من إنتاج حوض الحاصباني.

بلدية حاصبيا كانت وبتموين خارجي، قد عملت على ترميم خان السوق القديم، الذي كان محط رحال قوافل التموين بين فلسطين والشام. كما تم استحداث محال تجارية سقفت بالقرميد، إضافة إلى حديقة عامة مزودة بألعاب ترفيهية للأطفال. وذلك في محاولة لتنميته وتشجيع التجارة فيه. لكن وعلى الرغم من كل ذلك التوجه، بقي الفتور يحكم حركة السوق، انعكاساً للوضع الاقتصادي المتردي والأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشها البلد بشكل عام، والتي أدت إلى تراجع القدرة الشرائية عند الفرد، وحصرها بالضرورات الملحة، كما تقول المواطنة سلوى فياض، التي قصدت السوق مطلع شهر البركة، في محاولة للتوفير ولتتسوق فقط الحاجيات الضرورية وبكميات محدودة.

النازحة من إدلب سلوى الحجي، قصدت السوق لشراء حاجيات شهر رمضان، من خضار وفاكهة والقليل من اللحوم. تفاجأت، كما تقول، «بارتفاع الأسعار، وبنسبة وصلت إلى نحو عشرة في المئة عن الأسبوع الماضي، علماً أن الحركة هنا خفيفة، وليس هناك من زحمة للزبائن». تضيف: «الفوضى تحكم أسواق لبنان الشعبية، والتاجر يتحكم بالأسعار على هواه من دون رحمة او شفقة».

تاجر الألبسة علي اليوسف، يتأسف على أيام زمان، حين كان سوق الخان يعج بالزوار من جميع المناطق اللبنانية. يقول «الحركة معدومة والزبون مفلس، كذلك التاجر، الفقر يضرب الجميع والآتي أعظم، يضيف: كنا نأمل أن ينتعش السوق في الشهر الحالي، لكن الواقع مرير، فبالكاد نستطيع أن نبيع بخمسين ألف ليرة. وذلك يعني خسارة، فتكلفة المشوار من البقاع إلى هنا يلزمه صفيحة بنزين أي ما يعادل 30 ألف ليرة، ناهيك عن ضريبة البلدية وبعض المصاريف الأخرى».

علي نصار بائع سكاكر متجول، يتحسر كما يشير على السنوات البعيدة الماضية، يوم كان للأسواق الشعبية عزها، كانت أم الفقير، واليوم باتت هماً على التاجر والزبون معا، كنا نأمل أن يتحسن الوضع قليلا مع بداية شهر رمضان، لكن للحقيقة كل شيء إلى الوراء، فأيام العيد حقاً لا تختلف عن الأيام العادية، الناس في ضيقة، وتأتيك الأوضاع الأمنية المتنقلة، لتزيد من ثقل الوضـع المعيشي على المواطن، الذي بات همه حياة أمنية هادئة قبل الطعام والشراب.

الشيخ علي ياسين، يعرض منذ الصباح إنتاج بستانه في الحاصباني، من خس إلى بقدونس وفجل وخيار وباذنجان، وما شابه من خضار. السوق جامد، كما يقول، كل ما بعته اليوم لا يتجاوز خمسين دولاراً، بالرغم من أيام شهر رمضان المباركة، الزبون يشتري بالقطارة، والخوف أن أعود عصراً إلى منزلي، بالكثير من منتوجاتي الزراعية. سأوزعها على المعوزين والنازحين مجاناً، قبل أن تتلف من حرارة الطقس المرتفعة.

تعليقات: