اعتقال أحد مطلقي الـ «كاتيوشا» على الجليل..

عنصران من الجيش ينقلان صاروخاً لم ينفجر (طارق أبو حمدان)
عنصران من الجيش ينقلان صاروخاً لم ينفجر (طارق أبو حمدان)


الاحتلال يستهدف الأراضي اللبنانية.. ويشكو

شهدت المنطقة الحدودية تطورات أمنية مفاجئة، سرعان ما تم احتواؤها من قبل الجهات الرسمية اللبنانية و«اليونيفيل»، وذلك في أعقاب إطلاق صواريخ «كاتيوشا» من محور الماري في القطاع الشرقي، باتجاه الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة.

وقد اعترفت إسرائيل بسقوط صاروخ واحد بين مستوطنتي المطلة وكريات شمونة من دون تسجيل إصابات في صفوف المستوطنين، غير أن ردّها لم يتأخر، فقامت مدفعيتها باستهداف أطراف البلدات والقرى اللبنانية في هذا القطاع. كذلك سارعت لفتح تحقيق وتقديم شكوى إلى «اليونيفيل».

وفي التفاصيل، فقد سمع دوي انفجار مصدره الجهة الجنوبية لبلدة الماري حوالي الساعة الواحدة من فجر أمس، ثمّ تبعه عند السادسة صباحاً إطلاق صاروخين من طراز «كاتيوشا» من المكان نفسه باتجاه شمالي فلسطين.

وعلى الأثر، اتخذ الجيش اللبناني إجراءات عسكرية واسعة، كما سجل استنفار واسع لعناصره وللأجهزة الأمنية الأخرى، حيث أقيمت حواجز ثابتة عند مداخل العرقوب، خصوصاً في سوق الخان ــ راشيا الفخار ـــ كفرشوبا وعين عرب عملت على تفتيش السيارات والتدقيق بهويات الركاب، في حين توجهت قوة أخرى تابعة لمخابرات الجيش، الى محور الماري ـــ ريحانة بري، وعملت على تحديد نقطة إطلاق الصواريخ، التي تبين أن مصدرها كان من بستان زيتون محاذٍ للطريق العام بين الماري وريحانة بري.

وأثناء عملية التمشيط اكتشفت مخابرات الجيش زجاجة مياه عليها آثار دماء ليتبين أن لهيب أحد الصواريخ الذي أطلق عند الواحدة فجراً، أصاب أحد مطلقيه بجراح عدة، ألزمت رفاقه بنقله للمعالجة في عيادة طبية. وتمكن الجيش أيضاً من تعطيل صاروخين في المكان نفسه ولم يُطلقا، وعثر على بطاريات عدة وأجهزة توقيت وأسلاك كهربائية وحقيبة تحتوي على: جهاز لاسلكي، بوصلة، وخرائط تشير الى زوايا إطلاق الصواريخ والمنطقة المستهدفة، ومعدات وأجهزة تستخدم في إعداد الصواريخ وإطلاقها، إضافة الى حذاء وملابس ممزقة وقفازات.

وفي وقت لاحق، وصل الى المكان قائد اللواء التاسع في الجيش اللبناني العميد احمد بدران الذي أشرف على عملية التمشيط. كذلك قامت عناصر من الأدلة الجنائية برفع البصمات عن الأعتدة المصادرة. ولاحقاً، اعتقلت الأجهزة الأمنيّة المدعو (س. ح. ا. ق)، من بلدة الهبارية، وصودرت السيارة التي كان يقودها من طراز «رابيد» حمراء اللون، بعدما عثرت بداخلها على آثار دماء.

ونتيجة التحقيقات وعمليات التفتيش المكثفة التي أجرتها الأجهزة الأمنية المعنية، تبيّن أن الجريح الذي أصيب خلال إطلاق الصواريخ يدعى (ح. ع. ع.) من الهبارية وهو ينتمي الى «الجماعة الإسلامية»، وتمّ اعتقاله في أحد مستشفيات البقاع، وبرفقته شخصان فلسطينيان.

وعلى الجهة المقابلة، رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي من درجة استنفاره في القطاع الشرقي، واستهدفت مرابضه المدفعية في زعورة وعمفيت في الجولان السوري المحتل، اطراف قرى: كفرشوبا، حلتا، الماري، المجيدية وكفرحمام. وقد أحصي سقوط حوالي 25 قذيفة عيار 155 و130 ملم اقتصرت أضرارها على الماديات.

وتزامن القصف الإسرائيلي مع تحليق مكثف للمروحيات وطائرات الاستطلاع دون طيار، في أجواء مزارع شبعا والجولان المحتلين، وفوق قرى العرقوب المحاذية للخط الحدودي، ولكن من دون وقوع إصابات في الأرواح، وذلك بحسب ما أكّد بيان الجيش اللبناني الذي أعلن عن بعض تفاصيل إطلاق الصواريخ والإجراءات الأمنية التي اتخذها.

أما جيش الاحتلال، فقد أعلن أن «صاروخاً أطلق من جنوب لبنان سقط في شمال إسرائيل (بين مستوطنتي المطلة وكريات شمونة) من دون أن يؤدي إلى إصابات أو أضرار»، مؤكداً قيام مدفعيته بالردّ عبر قصف مناطق في جنوب لبنان.

كما أوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال بيتر ليرنر، خلال مؤتمر صحافي، «أنّنا سنجري تحقيقاً لمعرفة إن كان عملاً رمزياً أو تحركاً أكثر جدية».

واستبعد مسؤولون عسكريون، في حديثهم إلى الإذاعة الإسرائيلية، أن يكون «حزب الله» المسؤول عن إطلاق الصواريخ، «لأن لا مصلحة له (الحزب) على الإطلاق في الدخول في مواجهة مع اسرائيل»، معتبرين أنه «لا بد أن تكون منظمة فلسطينية صغيرة تريد إبداء تضامنها مع حماس». وأعلنت الإذاعة أنّ إسرائيل تقدمت بشكوى الى «اليونيفيل».

في المقابل، أكّدت «اليونيفيل» أنها عززت دورياتها على الحدود بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وفي بيانها، نقلت عن قائدها الجنرال باولو سييرا قوله إن إطلاق الصواريخ «يمثل حادثاً خطيراً وخرقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، ويهدف بشكل واضح الى زعزعة الاستقرار في المنطقة».

مواقف

وفي المواقف، ندّد النائب قاسم هاشم، خلال تفقّده بلدة عين عرب ومنطقة العرقوب التي تعرضت للقصف الإسرائيلي، بـ«العدوان السافر على السيادة اللبنانية»، معتبراً أنّ «مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تخدم مسيرة العمل المقاوم من فلسطين الى لبنان إلا من خلال خطوات تعرف الحركات المقاومة متى وكيف يجب توظيفها».

كما وصف النائب محمد الصفدي عملية إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية بـ«العمل المشبوه الذي لا تنطبق عليه صفة المقاومة، ويخدم إسرائيل التي تريد صرف نظر العالم عن المجزرة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

تعليقات: