نموذج من شعر رندا عبدالله


انسكب ايها الماء على عطاشى الزمن...

ربما تروي بها عروقاً...

نشفت مع مرور الزمن...

احييها برحيق ورد...

لتعبر مسام جسد...

تركت فيه الايام...

اثلاماً من الاسى...

طوتها قساوة الغربة...

تحت رداء من ألم.

الابيات الآنفة الذكر من قصيدة قصيرة للسيدة رندا عبدالله، لكن اجمل ما فيها هذه المقدمة الذاتية المستقلة بنفسها، والتي تلفت الانتباه في حضورها الخاص.

كأن كلمات هذه القصيدة كنوز مخبؤه تتأهب لأن تبوح بأسرارها الازلية. انها كلمات عند المعاينة قد اصبحت قابلة لان تملأ قلب كل احد. ويبدو ان رندا احتفظت مع هذه الابيات الحرة بشعريتها المتوقدة وروحها المتألقة في مطلع ونهاية هذه القصيدة. اما في منتصف القصيدة فيبدو ان ثورة عارمة في وجه كل شيء قد بثّتها رندا من خلال بيت واحد الا وهو: احييها برحيق ورد.

ترى من يكون الشاعر الا ذاك الانسان الذي يتحدث عن نفسه وعالمه الداخلي بأناقة في سبك ابياته الشعرية فتأتي المقطوعات ذهبية لامعة. ذاك هو الانسان وتلك هي رندا في أدبياتها وما تحمله من رسالة اقل ما يقال عنها انها رسالة شاعرة فنّانة، واقل ما يقال عنها انها رسالة امرأة.

تعليقات: