طرابلس أسيرة الأجواء المشحونة.. والاعتداءات تتجدد

فواز بزي على الأرض بعد إطلاق النار عليه في التبانة (عمر إبراهيم)
فواز بزي على الأرض بعد إطلاق النار عليه في التبانة (عمر إبراهيم)


لم تنجح طرابلس في تحييد نفسها عن الأجواء المشحونة طائفيا ومذهبيا التي تسيطر على كثير من المناطق اللبنانية، وتحديدا في البقاع، إذ اتخذت إحدى المجموعات المسلحة التي عادت مؤخراً إلى التبانة ونشطت على وقع أحداث عرسال من هذه الأجواء، غطاء للعبث مجددا بأمن المدينة.

وعمدت هذه المجموعة المسلحة إلى نصب كمين للمواطن فواز بزي (هو من الطائفة الشيعية ويقيم مع عائلته في التبانة منذ فترة طويلة) لدى خروجه من منزله في بعل الدراويش، واقتادته الى أحد المراكز وأجرت تحقيقا معه حول ارتباطه بـ«حزب الله» وإعطائه معلومات عن المنطقة، ثم أخلت سبيله. ولدى وصول بزي إلى أمام مدرسة «دار السلام»، جرى إطلاق النار عليه فأُصيب في صدره وفي فخذيه ونقل الى مستشفى «سيدة زغرتا»، حيث خضع لعملية جراحية ووضعه ما يزال حرجا.

وعلى الفور ضرب الجيش طوقا أمنيا ونفذ سلسلة مداهمات بحثا عن متورطين، وأقام حواجز وسير دوريات مؤللة في المنطقة.

وأوحت هذه الحادثة الخطيرة في مدلولاتها، والتي أعادت الى الأذهان مرحلة ذروة الفلتان الأمني في العاصمة الثانية، أن ثمة جهات تصرّ على إبقاء طرابلس ساحة مفتوحة لردات الفعل على مختلف الأحداث اللبنانية، بهدف الامعان في ضرب استقرارها، وتقوية شوكة المجموعات المسلحة من جديد.

وتشير المعلومات الى أنّ المجموعات المسلّحة التي عادت الى التبانة واتخذت من محور ستاركو وأحد المساجد المحاذي له مقراً لها بعد أن قام الجيش اللبناني بإخلائه، بدأت تفرض نفوذها وسطوتها وقوانينها المتشددة على محيطها.

وأفاد عدد من الأهالي أن أحد عناصر المجموعة قام أمس الأول بإطلاق النار على قدميّ أحد الأشخاص لأنه كان في حالة سكر، فضلا عن اتهامه بترويج حبوب مخدرة.

كما لم تتوانَ هذه المجموعات عن تبني عملية إطلاق النار على المواطن فواز بزي حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي بيانات صادرة عنها، تؤكد بأن ما قامت به «يأتي ردا على ما يتعرض له النازحون السوريون وأهالي المناطق السنية في البقاع»، مهددة بتصعيد اعتداءاتها في هذا الاتجاه.

وتشير مصادر أمنية لـ«السفير» الى أن التحقيقات التي جرت مع أفراد شبكة زرع العبوات الناسفة التي تم القبض عليها خلال الاسبوع الفائت، والتي نجح الجيش اللبناني أمس في توقيف عنصر جديد منها، أظهرت أنها ترتبط بهذه المجموعات التي تضع نصب عينيها استهداف العسكريين، سواء بزرع العبوات أو باطلاق النار على مراكزهم، أو بملاحقتهم خلال توجههم الى أماكن خدمتهم أو العودة منها، كما حصل بالتزامن مع معركة عرسال الأولى.

وفي إطار متصل، اتّخذ الجيش، أمس، إجراءات أمنية إستثنائية في المنطقة الممتدة من الزاهرية حتى مداخل التبانة، بعدما كشفت التحقيقات مع شبكة زرع العبوات أن هناك من يريد زرع عبوات مماثلة على هذه الطريق لاستهداف الجيش.

وضرب الجيش طوقا أمنيا حول منطقة قبر الزيني بحثا عن متورطين في هذه الشبكة، وتمكن من توقيف المدعو ط. أ. المتّهم بوضع عبوة جسر الخناق الأخيرة وتمت إحالته الى القضاء المختص، وداهم أيضا عددا من منازل المشتبه بهم.

كما انتقلت حالة التوتر الى سوق الذهب حيث وقع إشكال فردي بين عدد من الأشخاص عمل الجيش على تطويقه.

وليلا حصل إشكال في ساحة الدفتار بين عدد من الشبان استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة، كما سُجل رمي قنبلة يدوية. وضرب الجيش طوقا أمنيا وقام بملاحقة مطلقي النار.

تعليقات: