سيرة الخيام ومسألة الدعم العربي وأهمية هذا الموقع كما تراه بلديتنا

تقول الحكاية، ان بضعة بيوت نبتت بين الصخور وعلى اكتافها، بين حقول من البلان والزعتر البري، وأطلق عليها من سكن فيها، ومن مر قربها، اسم الخيام ...

هذه الخيام سرعان ما امتدت، لتزنرها حقول من الذرة والقمح، وقلاع من التين والصبار، وبيادر واسعة، ومئذنة وكنيسة، وعيون من الماء كثيرة...

رسمت البلدة على صفحتها مدارس فأشرقت بالعلم،غذّت نفسها بالكرامة والأباء وانتصرت لعروبتها ولوطنيتها ولقوميتها، فناصبها العدو العداء. إجتاحها العدو مرة فدمر منازلها، وارتكب فيها ابشع مجازره: ستون عجوزاً، هم كل من تبقى فيها تحت ضغطِ التنكيل، تم إعدامهم بوحشية كانت تحاول ان تعلن موت الخيام الابدي... لكن الخيام قامت - كطائر الفينيق - من موتها، معيدة ًبناء نفسها حجراً حجرا، وشجرةً شجرة، ووردةً وردة. ..

وعادت الخيام من جديد، خط دفاعها الاول الإباء والشمم. وخط دفاعها الثاني العلم والمعرفة، فتالقت بمئات المهندسين والأطباء والصيادلة والاساتذة والادباء والمثقفين واصحاب المهن الحرة المميزون في نجاحاتهم، ومثلهم المغتربون الذين بلغت شهرتهم الآفاق، والذين رفدوا الخيام بطاقة دعم هائلة، ساعدتها على قيامتها وتطورها وتحسن أحوال ذويها . اما خط دفاعها الاخير فهم فلاحوها الاشداء، عرقهم، وسواعدهم وتجليات ايديهم في حقول الخيام العامرة.

الخيام الابية هذه، اوقفت العدوعاجزاً أمام ابوابها في عدوان 12 تموز، فقصفها بكل آلة حربه، أفرغ فيها حقداً بغيضاً لطالما تعودته منه، وتركَ فيها دمارا وخرابا هائلين... حتى المستشفى، متحفها التاريخي والذي بذلت جهوداً جبارة لإحيائه، والذي كان قيد الافتتاح، ومثله مشروع القرية النموذجية الرائع الذي امتطى الجبل وتربع في مدخل الخيام الجنوبي متحدياً، هذين المعلمين البارزين، لتاريخ الخيام ولمستقبلها، لم يسلما من بطش العدو الحاقد، وبقيت الخيام منارةً عصيةً على الاحتلالِ، قويةً ،منيعةً ، رائعةً وسيدةً للقلوب...

وها هي تنهض من جديد بمساعدة الشقيقة المحبة دولة قطر، الرائدة في تقديم الدعم، والسباقة في اعادة إعمار الجنوب. قطر هبت للمساعدة، اما دورنا، دور اهل البيت فعظيمٌ وشديدُ الاهمية . وهنا تبرز كم هي مقدسة مسؤوليات بلدية الخيام وأنديتها وجمعياتها وفعالياتها، بل مسؤوليات كل أبنائها المقيمين والمغتربين،اتجاه بلدتهم الرائعة، من اجل ان تصبح اجمل واكثر بهاءً، منازل تسكن فيها العافية، حدائق وأشجار ومجالات رحبة حول البيوت، بنية تحتية متكاملة وطرقات أيسر للناس ومشاريع إعمار وتنمية لكل مؤسساتها العاملة، أو المتعثرة.

دولة قطر الشقيقة تقدمت، فلنتأهب لمشاركتها في اعادة إعمار مدينتنا، وهذا يحتاج لعيوننا الحالمة أولاً، ولقلوبنا المحبة، ولأيدينا المعطاءة، ولتكاثفنا، ولمبادراتٍ كثيرة كمثل هذه المبادرة الفردية: صفحات على الانترنت في خدمة الخيام، بل نافذة على العالم تشد أواصر الصلة بين ابناء البلدة وتنقل صوت الخيام الى كل أنحاء العالم.

عاشت الخيام دائما حرة وابية وعامرة. عاش لبنان

تعليقات: