رجل الأعمال محمد صفاوي إحتل غلاف مجلة كواليس
شركة "مركز المسار الفني" الشركة الأولى في الكويت متعددة النشاطات تتبنى مختلف الوكالات العالمية المتخصصة
المدير العام وصاحب شركة Al massar group
رجل الأعمال اللبناني محمد صفاوي:
جعلنا من الأبواب الحديدية ودرابزينات السلالم وكأنها لوحات فنية بريشة رسام
الذي أغرانا على البناء والحضور هو دم الشهداء الذين حرروا الأرض وخلقوا توازن القوة ما بين الكيان الإسرائيلي الذي كان يضرب متى شاء وما بين الإقتصاد الخائف الجبان
للأسف ليس من دعم أو حماية لصناعتي ولا لمنتوجاتي إذا ما فكرت ببناء مصنع في الجنوب
لم يزل حلمه يتمحور حول العودة للمكان الذي كان ولا زال يمثل بالنسبة إليه نقطة البدء الموصولة بالنهاية ضمن دائرة لا أول لها ولا آخر، لكن مساراتها تتشابك وتتواصل وتتوالي من نجاح إلى آخر مكونة بذلك مساراً تتفرع منه مسارات متخصصة حول عمله الذي ولد ونمى وترعرع في دولة الكويت الشقيقة، ولكنه يحن ويتشوق للوطن الأم ليكون موازياً كمقاومة إقتصادية لولادة الوطن ساحة الطفولة التي خرج منها قصراً، وعاد إليها عاشقاً بانياً وحالماً.
رجل الأعمال محمد صفاوي، مدير عام وصاحب شركة Al massar group الموجودة في الكويت بتفريعاتها المتخصصة المتحورة حول صناعة الحديد المشغول، الأبواب المعدنية والديكورات ودرابزينات السلالم وغيرها.. وكان السؤال:
*كيف توجز لنا تجربتك في عالم صناعة الحديد المشغول؟
عملنا بالحديد المشغول يعتبر فناً وإبداعاً ومن أصعب الفنون لأننا نتعامل مع مادة صلبة نريدها لينة بالعمل وجميلة بالمنظر، لكن بالمثابرة والخبرة والإستعانة بالتقنيات العصرية الحديثة بمجال الرسم الهندسي والكمبيوتر استطعنا مواكبة العصر، وجعلنا من الأبواب الحديدية ودرابزينات السلالم وكأنها لوحات فنية بريشة رسام.
ولعشاق التصاميم الحديثة أنشأنا منذ زمن بعيد يقارب الثلاثين سنة، ديكورات النحاس والأستانلس ستيل، هذا بالإضافة أيضاً "لجميع أعمال الألمينيوم والستائر المعدنية (رول شتر) وكل ذلك بغية أن نصنف في المسار الفني كأفضل شركة مصنعة للديكورات المعدنية في دولة الكويت الحبيبة.
ولأن راحة وسلامة عملائنا هي من أولوياتنا نقوم بتقديم أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا العصر من حلول أنظمة المنازل الذكية والحلول الأمنية أيضاً، "وبفضل تشجيع زبائننا المستمر، وثقتهم الغالية بنا ومنذ زمن ليس بالقليل بالتمثيل الحصري لشركة "شيك العالمية" الرائدة في صناعة المطابخ الإيطالية الجاهزة والمصنوعة بالكامل بأيدي أمهر الفنيين الإيطاليين.
بهذا التنوع نحقق هدف زبائننا الرئيسي بجمع أكبر قدر ممكن من الأعمال المطلوبة لبناء منازلهم أو مشاريعهم لتوفير الجهد والمال والتعاقد على جملة أعمال تحت سقف واحد. ونقدم دعوة للجميع لزيارة معرضنا بمنطقة الري ليشاهدوا أرقى وأحدث التطورات العصرية لمنتوجاتنا.
*هل لنا بلمحة تاريخية عن شركتكم "المسار"؟
تعد شركة "مركز المسار الفني" إحدى الشركات الرائدة في مجال الديكورات المعدنية ويشهد بذلك سجل حافل بالخبرة منذ انشاء الشركة عام 1976م حيث لعبت الشركة ولا تزال بنجاح دوراً رئيسياً في تجميل أهم وأرقى المشاريع في الكويت بما يخص ديكورات المعادن من درابزينات وأبواب المداخل وبوابات الحديد المشغول والمزخرف المستوحاة على الطراز الأوروبي الكلاسيكي إلى الستانلس ستيل والنحاس للتصاميم الحديثة أو المودرن والمصنعة على أيدي أمهر الفنيين والمصممين من طاقم عملنا المكّون مما يزيد عن 120 موظفاً وفنياً ومهندساً. وفي العام 1995م تم افتتاح شركة "المسار اليكتريك دور" لأبواب الشتر والأبواب الأوتوماتيكية ومحركات البوابات الأوتوماتيكية وشركة "مسار أنظمة المستقبل" لأنظمة المراقبة والانذار والحلول الأمنية، شركة "المسار للمطابخ الايطالية الجاهزة" لتكون بذلك شركة "مركز المسار الفني" الشركة الأولى في الكويت متعددة النشاطات والتي تتبنى مختلف الوكالات العالمية المتخصصة.
*قصركم في الخيام قريتكم ملفت من حيث مساحته وجماليته وفخامته الخارجية والداخلية، ألا تعتبرون بناءه مخاطرة بالقرب من عدو تاريخي بعدوانيته وشراسته؟
رغم الإحتلال لم أقطع زياراتي للوطن الذي تركته قسراً مع عائلتي بسبب الحرب الأهلية التي هجّرت الكثير من اللبنانيين وخاصة أبناء الجنوب، واليوم أصبحت أزوره شهرياً بعد أن تحررت أرضنا من رجس الأعداء، بمعنى أن استبسال اللبنانيين من جيش ومقاومة دحر العدوان/ ونحن بدورنا كرجال أعمال وأبناء أوفياء للجنوب خاصة وللبنان عامة نمارس المقاومة الإقتصادية عبر المشاريع الصناعية، وبناء الفلل والقصور التي تؤكد تمسكنا بقوة بأرضنا التي هي منبتنا وتاريخنا ومستقبلنا .
*برأيك الجنوبي جعل من المال الجبان مالاً شجاعاً حتى على خط النار؟
صحيح، فالجنوبي ما زال عفوياً، شفافاً، صادقاً، مسامحاً، مقاوماً، محباً لأرضه وأهله ومثالاً للتعايش المشترك الجميل الذي نعيشه في منطقة مرجعيون وحاصبيا التي تضم كل الطيف الطائفي اللبناني، وهي نموذج حي للبنان، وإن كان الجنوب يعيش خصوصية موقعه على حدود بلد عدو مستفز، مما خلق من كل جنوبي مقاوماً بكافة الوسائل التي من أهمها تجذره في أرضه التي أختلطت بدمه وعرقه على مدى سنين شهدت الكثير من الاحتلالات، فقاومها وحقق الإنتصارات، فكانت المقاومة من خلال البقاء بالأرض والتمسك بها، المقاومة بالسلاح التي حررت الأرض، والمقاومة بالإقتصاد الذي كان له أكبر الأثر على الصمود وعلى النهضة العمرانية التي جعلت من المنطقة نموذجاً رائعاً للتحدي وحب الحياة مثلما كانت نموذجاً بالتضحية وبذل الدم رخيصاً من أجل الكرامة والحرية. وهنا أقول صحيح أن كل ما نقدمه كرجال أعمال من مال لا يساوي قطرة دم يبذلها مقاوم دافع ويدافع عن الأرض لنعيش نحن ما نعيشه من أمن وسلام وراحة بال. وهنا أحب أن احيي المقاومة متمنياً عليها أن ترعى النهضة العمرانية والإجتماعية والصحية والطبابة الإقتصادية واحتياجات الناس الإجتماعية، ولكوني مقيماً بالخارج لا أنكر فضلها، ولكن بيننا وبين القائمين عليها شرخ بالسياسة يتمثل بالإنتخابات البلدية والنيابية والإختيارية، نحن "الطرف الوسطي" نعاني من التهميش، كوننا قضينا من عمرنا سنين طويلة في بلاد الإغتراب، بالتالي، قد نكون كمغتربين من وجهة نظر المقيمين لا نملك المعرفة أو الدراية أو القدرة على الخدمة بالشأن العام.
*إنطلاقاً من مبدأ أن القوة تمنع الحرب، ما رأيك بدور الإستثمار المقاوم، خاصة المغتربين اللبنانيين؟
اللبنانيون المنتشرون في كل أصقاع الأرض مؤثرين جداً بجهدهم الخاص، مثال - بتواضع- ما قمت به شخصياً بتحويل منطقة جرداء في بلدتي الخيام إلى جنة تضج حياة، في الوقت الذي نفتقر فيه لخدمات الدولة من ناحية الطرق والكهرباء والماء، فأنا أدفع ضريبة البلدية وكل ما يتوجب على المواطن، من دون أن أستفيد من خدمات الدولة، حتى عمال النظافة بالبلدية لا يأتون إلى هنا، وهذا أعتبره احجافاً بحق المواطن. وكيف سيكون بناء لبنان عمرانياً وإقتصادياً إذا كنا نفتقد للشبكات الأساسية والحيوية التي تمد الوطن بالحياة مثل الطرقات والماء والتلفون والكهرباء، والتي هي من مسؤولية البلديات وأنا أتكلم عن كل المناطق تقريباً وليس منطقة بعينها، لأن المشكلة عامة وليست في منطقة دون إخرى.
* لماذا لا تستفيد من كهرباء الدولة؟
لأنها لا تلبي متطلبات المكان، لذلك أستعين بالمولدات التي لها أيضاً مشاكلها الكثيرة، وبالنسبة للمياه أعتمد على البئر الإرتوازي الذي قمت بحفره.
*كرجل أعمال، كيف تنظر إلى المشاكل التي تعرقل أعمالكم من ناحية القوانين والتي تتسبب بتهريب رؤوس الأموال والمستثمرين؟
اللبناني بشكل عام يتميز بنبوغ يترك بصمة جميلة في أي مكان يذهب إليه، لكنه للأسف مظلوم في بلده، لعدم وجود من يحتضنه ويدعمه ويحميه ويستفيذ من نبوغه كما يحصل خارج لبنان، على كل منا أن يعتمد على مجهوده الشخصي، فإذا بنى أحدنا مجمعاً تجارياً لا يضمن أنه سيبقى نتيجة الظروف التي نعيشها، أنا اليوم إذا قررت بناء مصنع وأشغّل فيه أبناء الخيام وكفركلا والقليعة وديرميماس وبرج الملوك وعديسة والطيبة، للأسف ليس هناك من يقف بقربي ويحمي صناعتي ولا منتوجاتي، ولا حتى يؤمن لي أحتياجاتي من ماء وكهرباء وهاتف وطرقات، من وزارات الصناعة أو الزراعة أو الإتصالات أو الأشغال أو الطاقة. وهذا بدعم التحرير، وهذا شعار دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري الذي نتمنى عليه وعلى كتلته النيابية في "التنمية والتحرير" أن يتم ترجمة هذا الشعارالرائع على أرض الواقع، فنحن ننعم بالتحرير وعلى أمل أن ننعم بالتنمية التي هي من أبسط حقوقنا كمواطنين حتى نستطيع كرجال أعمال أن ننقل مؤسساتنا من دون أن نتحمل الحمل الثقيل من تأمين ما يجب على الدولة تأمينه لنا كما كل الدول.
*ما هو المطلوب من وزارة الصناعة حتى تبني مصنعاً؟
عندما سافرت إلى إيطاليا التقيت في ميلانو بأصحاب مصنع مقام في منطقة تشبه المكان الذي أقيم فيه في الجنوب وفيها 30 مصنعاً متجاوراً، يبعد ساعة ونصف عن ميلانو، سألتهم: "لماذا هذه المصانع موجودة في هذا المكان البعيد" أجابوني: "أن هذه المصانع تنتح صناعات لا تختص بالحاجة اليومية للمواطن، أكثر صناعاتنا نصدّرها لكل دول العالم، الدولة تعطينا الأرض مجاناً أو على شكل إستثمار لمائة سنة مثلاً وبعد المدة تصبح لنا، كما أن الدولة هي التي تؤمن لنا الماء والكهرباء والطريق، حتى نستطيع إيصال منتوجاتنا إلى المرفأ بسهولة تساعدنا على إستحضار المواد الأولية المستخدمة بالصناعة"، فلو أني بنيت هنا في الخيام مصنعاً، بالله عليكم كيف تصل على هذه الطريق الضيقة والمتشققة "ترالة" طولها 12 متراً؟!! هذا عمل الدولة، ليس عملي حتى ولو كنت أملك الملايين، لا أستطيع أن أعمل اوتستراداً ولا محطة كهرباء، لا أنا ولا غيري يمكنه أن يضع أمواله في مكان من المفترض أن تؤمنه الدولة لنا، لان ذلك ملك الجميع، بالتالي إذا كنت مستثمراً أريد أن أستمثر بخمسماية ألف دولار أو مليون دولار لا أستطيع أن أعمل طريقاً بنصف مليون وأبني مصنعي بنصف مليون، هذا ما نسميه دعم للصناعة من قبل الوزارة.
أما بالنسبة للزراعة، كلنا نسأل: "لماذا يكون عندنا هذا الإنتاج الزراعي الغزير وهذه الأرض الطيبة المعطاء ولا يوجد توزيعاً عادلاً للثروة المائية التي حبانا الله بها وبالطبيعة الجميلة؟!! بل العكس نرى أن كل مزارع يملك 20 دونم أرض عليه أن يحفر بئر ماء حتى يروي أرضه، بينما في البلاد الأخرى البئر تحفره الدولة وتوزع أنابيب جر المياه بالساعة ويتم دفع تكلفتها فقط. أما بالنسبة للزراعة التي تؤمن الأمن الغذائي لنا، يجب على الدولة مساعدة المزارعين بتقديم الأدوية الناجحة بنوعية جيدة وبسعر التكلفة وليس مجاناً، وبالتالي تنظيم الإستيراد والتصدير بحيث أمنع إستيراد المنتج أثناء موسمه، إذ من غير المعقول أن أستورد البندورة أو البطاطا من دول الجوار وأرى المزارع اللبناني كما كل سنة يرمي إنتاجه الذي يلاقي الكساد من دون أن يسترد حتى إيجار قطفه، كذلك يجب أن يكون عندنا شركات مساهمة لتوضيب الإنتاج الزراعي من خضار وفاكهه، مع مراقبة على التصدير، حتى نعزّز الثقة بالإنتاج اللبناني وهذه مسؤولية الدولة متمثلة بوزارتي الصناعة والتجارة، دون أن ننسى ضرورة سن القوانين الجاذبة للإستثمارات الخارجية وخاصة بالمغتربين الذين يبدو وكأن الدولة لا تراهم رغم العطاءات الكثيرة وإن كان ذلك من واجب مواطنيتهم وحبهم، ولكن يحتاجون شيء من الاهتمام.
*ماذا عن تسلط السياسيين على الإستثمارات التي تهرب رؤوس الأموال، من المسؤول عن ذلك برأيك؟
نصل لنتيجة واحدة أننا محكومين من فئة سياسية وإقتصادية، وليس عندنا وزارة تخطيط تنظم حاجتنا للمشاريع البناءة والمفيدة لكلا الطرفين.
*ورغم كل ذلك ما زال اللبناني مقاوماً إقتصادياً، برأيك إلى أي مدى سيبقى متأهباُ في ساحة الجهاد؟
أنا أطالب بتغيير النظام الإنتخابي، ليأتي من يمثلنا، نحن لا نحتاج إلى وزير شاطر، ولا رئيس وزراء شاطر، ولا رئيس جمهورية شاطر، نحن نريد قوانين تسمح للمواطنين بحرية الحركة وحرية الإختيار، فإذا لم يعجب ذلك الوزير أو رئيس الحكومة يمكن للمواطنين أسقاطهم في مظاهرة، ليس كما نرى أن كل التحركات محكومة من الطوائف.
*رغم هذا الوضع السوداوي ما الذي يجعلك دائم الحضور وسخي العطاء بمنطقة بعيدة؟
"الخيام" نموذجاً عن كل الجنوب بنهضتها العمرانية وتضحية أهلها، بحيث تم تدميرها ثلاث مرات، وهنا أقول أنني أقف بمالي منحنياً أمام آخرين يدفعون دمهم مقابل هذا الوجود الذي نعيشه، إذا نحن نكّمل بعضنا، ناس تستشهد وناس تبني لينمو الوطن.
*ما مدى الأمل بالمستقبل أمام هذين العطائين السخيين الكبيرين، المال والدم؟
هكذا خلق الله سبحانه وتعالى اللبناني وتحديداً الجنوبي المحروم دائماً بالفطرة ومن ضمن جيناته، محبته للأرض، ومثلما يضع روحه على كفه مضحياً ومقاوماً، يضع ماله وجنى عمره على بعد بضعة أمتار من الحدود مع عدو شرس. ولا ننكر أننا لولا الإغتراب لما استطعنا أن نقدم مادياً ما نقدمه اليوم، إذ من حسنات الحرب أنها حثتنا على الغربة التي لم نكن بواردها، لولا الحرب لما سافرت سنة 1976، من ميناء صيدا في باخرة مواشي، وزوجتي هربت مع الصغار وصديقتها على الأقدام ليصلوا إلى منطقة أمان. العمل بالخارج أعطانا فرصة تختلف عنها في لبنان، وبالتالي وظف المغترب ماله في بلده، لكنهم للأسف يحاصرون المستثمر بالعديد من الشروط التي تجعله يهرب عائداً حزيناً لينقذ ما تبقى من رأسماله هذا إذا بقي منه شيئاً. في الوقت الذي يجب أن يكون هناك دعم لبناء المصانع وحمايتها من المضاربة الخارجية حتى نقضي على البطالة بين الشباب والشابات أسوة بأوروبا التي تعتمد على العمالة النسائية، جمهورية الصين الشعبية العظمى قائمة على النساء اللواتي يعملن في قيادة الشاحنات والطائرات وفي مصانع الحديد، كذلك معامل البلاط في إيطاليا تقوم فقط على النساء، اليس أفضل للمرأة أن تعمل بكرامتها بدلاً من تكون مرهونة للزوج أو الأخ، أو تضطر لسلوك طرق أخرى.
*هل نستطيع القول أن الصين تنافسكم بالنسبة لصناعة الأبواب التي تعمل شركتكم بها؟
بالعكس الصين عمق إقتصادي لنا، نحن لسنا شيئاً لولا الصين، كنا بالماضي نعتمد على أوروبا رغم صعوبة تسويق منتوجاتها لأن اليورو ومعه اليد العاملة مرتفعة جداً، إضافة للضرائب، لذا، نرى أنهم يصدّرون لنا بضائع مرتفعة الثمن لا نحصل على ربح يذكر من بيعها، لأن المستهلك لا يقبل عليها، لذلك نتعامل ونحافظ على نوعية معينة من المواد الخام التي نشتريها من الصين ونعيد تصنيعها في مصانعنا بالكويت بإيدي صناعية فنية ماهرة، فيكون إنتاجنا مختلفاً ومتميزاً ينافس البضائع الأوروبية، لكنها بنصف السعر الأوروبي.
*لكنك لا تنافس أسعار الصين؟
قد يستطيع أحدهم أن يأتي ببضاعة تشبه صناعتنا من الصين، لكنه لن يكون بنفس المستوى، لذا، سنكون الأفضل سعراً ونوعية، نحن نعطي الزبون الباب جاهزاً، وهناك من يشتري من الصين بنصف سعرنا، لكنه ليس مقتنعاً. وممكن أن يتبع هذا المنحى من يبني تجارياً، لكننا في مصنعنا نتوجه لشريحة معينة في المجتمع الكويتي تجذبها "الخلطة العجيبة" التي هي نتاج مواد خام نأتي بها من الصين ومن ثم نصنّعها بإيدي فنية في مصانعنا بالكويت بالذوق اللبناني واليد العاملة الأسيوية، ففي مصنعنا حوالي 120 عاملاً ما بين عامل وفني ومهندس ومحاسب، أطمح أن أعمل لشركتي توأمة في لبنان.
*ما الذي يمنعك من ذلك؟
لست بوارد بناء مصنع في بيروت، بل في الجنوب، لرخص الأرض، وتوفر اليد العاملة، إضافة لحاجة المنطقة للعديد من المصانع خاصة المتعلقة بالإنتاج الزراعي. وما يمنعني ويمنع غيري من إقامة المصانع على أنواعها هو عدم وجود دولة ترعى ولا قوانين تحمي.. علماً أن السوق الجنوبي من أفضل الأسواق لما يتمتع به من الهدوء والأمن والإستقرار السياسي الذي له نتيجته الإيجابيةعلى الإقتصاد.
*لماذا لا تفكر بموقع سياسي؟
السياسة في لبنان معلبة، الموقع السياسي تكليف وليس تشريفاً، إذا كنت سأعمل بموقع سياسي يعني أنني يجب أن أخدم من خلاله بلدي ومجتمعي، بما لديّ من تجربة وأفكار إقتصادية، هذا الموقع ليس في متناول يدي ولا بيد من هم مثلي، لأنه لا أحد يأتي من خارج السرب، حتى لو قدم خدماته بالمجان فلن يستطيع الوصول إلى أي مركز وليس فقط لمواقع سياسية.
*الحرب والصدفة جعلتك تسافر، إضافة إلى أن اللبناني منذ القدم حمل الحرف وأمتطى البحر وسافر، إلى أي مدى سنبقى منذورين للسفر؟
ما زلنا نعيش نفس الظروف، الصينيون جاءوا عمالاً إلى الكويت، أمواج بشرية شاركت ببناء الجسور، كان العامل الصيني في الثمانينات يقبض 100 دولار، اليوم يقبض الصيني في بلده أكثر مما كان يقبضه في الخارج، لماذا يسافر؟!! ولنقس على ذلك..
*هذا ما نرنو إليه، لو أستثمرت رؤوس الأموال بمشاريع إقتصادية زراعية صناعية تجارية جيدة تخفف من البطالة حتى يخرج النفط الذي ننتظره؟
علينا أن لا ننتظر استخراج النفط، لأننا لن نستفيد منه، بمسألة حسابية بسيطة، علينا سداد الدين العام المتراكم عند إستخراج النفط، لأن البنك الدولي أو الدول التي استدنا منها قد تسامحنا بعد سنوات معدودة لكوننا دولة فقيرة، لكن عندما يستخرج النفط يأخذوه، ونحن نتعب ونشقي مقابل الفوائد التي علينا، الدخل القومي والإستثمار الأغلى والأبقى هو إستثمار إبداعات الإنسان اللبناني. إضافة لما يملكه لبنان من ثروة طبيعة تؤمن التزلج والسباحة في فترة زمنية لا تزيد عن نصف ساعة بين الجبل والشاطئ، كذلك جمال مناخه وتميز موقعه الجغرافي، وهذه المقومات أفضل من النفط الذي إذا أتى يوماً فإنه سينتهي.
*عندما هاجرت كان ذلك رغماً عنك، هل تشعر اليوم بشيء يشدك إلى وطنك؟
عندما ذهبت إلى الكويت أستكثرت عمل إقامة لسنة واحدة وكنت أريدها لستة أشهر أو لثلاث، وها أنا أدخل سنتي الأربعين وما زلت، لأن الوضع لم يتحسن.
*هل كنت تتصور أنك ستصل لمرحلة تعبر عن حبك بهذا العطاء؟
قلت هناك من أعطى دماً وشهداء من كل الطوائف، وكل واحد من وجهة نظره يدافع عن أرضه وعن موقعه وعن حياته وأهله وعائلته، كل واحد استشهد مقابل هدف الحياة للوطن والذي هاجر ليس جباناً، بل له وجهة نظر ثانية، وأنا منهم، أريد أن أحيي مع عائلتي التي أصبحت 17 فرداً تشكل ثروة لخدمة الوطن، أنا اليوم رجل إقتصادي على قد الحال، قد يصبح عندي من أولادي عشرة رجال أعمال، وهكذا كل الذين سافروا ويعتبرون من رجال الإقتصاد الذين يخدمون لبنان إقتصادياً ومالياً، ولأن الوضع الأمني والأهمال الرسمي يمنع عملنا في لبنان، لذلك أمارس هذا النشاط وهذه الهمة في بلد أكثر هدوءاً وأماناً حتى يأتي الوقت المناسب قد يكون من حظ أولادي أو أحفادي، بنائي كان بشرياً، أطمع بعشرة من نوعيتي وهكذا يتطور المجتمع والإنسان، خدمت الوطن بتربية جيل صالح محب، أولادي وأحفادي من المتعلمين الذين أعتبرهم دخلاً قومياً ممتازًا.
*بماذا تشعر وأنت تدخل الوطن؟
لم أعمل الواجب المطلوب مني، أتمنى أن يعطيني الله عز وجل العمر ليصبح لشركتى الموجودة في الكويت توأمة لها في الجنوب، شاكراً لدولة الكويت التي أكن لها ولحكومتها وشعبها كل احترام وحب وود، ولكن القوانين الواجب علينا احترامها لا تمنح الجنسية، لا نعرف متى يتغير القانون الذي نعيش في ظله في الكويت، ويصدرون قراراً بعدم حاجتهم لمستثمرين غير كويتين، وهذا حقهم، وهذا يتطلب أن يكون عندي عملاً في بلدي لأن ما نملكه في الكويت سيبقى هناك، وتأسيسنا في لبنان يحتاج لبناء ومعدات جديدة، ولأن خطوة الالف ميل تبدأ بخطوة، أحلم أن يأتي أولادي وأحفادي ويجدون الطريق معبدة أمامهم، لمسافة معينة ثم يكملوها.
*لماذا لم تفكر بإقامة مصنع خارج الكويت؟
أعمالي جيدة في الكويت والحمد لله، من يفكر هكذا هم أصحاب المليارات، ولست بهذا المستوى من الثروة، والوضع السياسي والأمني مهزوز ومتشابهاً عالمياً.
*إلى أي مدى أثر وجود أولادك قربك في الشركة؟
بوجود أولادي قربي ومساعدتهم لي جعل الشركة تتطور وتواكب العصر بكل تكنولوجاته لدرجة أننا قفزنا بها قفزة نوعية، منذ أكثر من خمس سنوات، عند دخول الشباب إلى الشركة (اولادي)، حيث أمتزجت خبرتي العريقة مع دم الشباب فكانت النتيجة علاقات أوسع وتطور أكبر وانتشار اسرع وبالمستقبل عند تخرج الأحفاد سيجدون هم أيضاً مواقعهم موجودة، كل حسب تخصصه لتكون شركة (Family business ) بإمتياز .
*كلمة أخيرة ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك؟
أتقدم بالتهنئة والتبريك من الأمتين الإسلامية والعربية وأخص بالمعايدة دولة الكويت حكومة وشعباً وكذلك وطني لبنان بمختلف طوائفه متمنياً أن يعود السلم والسلام والأمن والأمان وكل عام والجميع بخير.
كذلك أخص باشكر "رفيقة دربي" بعد "ربي" دائماً أم اولادي التي ربت ورعت وحضنت العائلة وهيأت الهدوء وراحة البال، فهذا الموقف هو أحد الأعمدة الأساسية لنجاح الرجل. وبشكل عام فإن نجاح أحد الشركين "الزوج أو الزوجة" هو نجاح للأثنين معاً، ولها مني كل الشكر والتقدير والاحترام.
* فاطمة فقيه - مجلة كواليس
أبو عصام محمد صفاوي والسدة عقيلته في دارتهم في الخيام
جانب من دارة أبو عصام محمد صفاوي في الخيام.. عمل معماري هندسي مميّز
أبو عصام محمد صفاوي
أبو عصام محمد صفاوي
أبو عصام محمد صفاوي
محمد صفاوي.. جعل من الأشغال الحديدية وكأنها لوحات فنية
أبو عصام محمد صفاوي
شركة \"مركز المسار الفني\" الشركة الأولى في الكويت
شركة \"مركز المسار الفني\" الشركة الأولى في الكويت
تعليقات: