المرحومة سعاد محمد حيدر (أم محمد) كانت تمثل الكثير من الجماليات الإنسانية والاخلاقية وكثير من النبل
شئ جميل جدا أن يصافحك الحظ فيزيّن لك تعاسة الغربة ويغير امامك دكانة المشهد فتصبح الحياة أنوار من الامل وشعاع من الدفء وصنوف من الجمال.. من الوان الشقاء والبغضاء الى الراحة والانسجام يزداد الامل، وتنقشع غيوم التعاسة ويتبدد شؤمها ويظهر الصفاء والنقاء وتتدلى قناديل السماء كوحي من فوق جبين الشمس ينبيك عن غدٍ ليس فيه جلبة امام سكون القمر وهمسات انفاس الصباح والوان قوس قزح فتتوضأ الروح من معين الأرض الطاهرة ..
سعاد حيدر صديقة العائلة وصديقة الخياميين جميعا كانت تمثل الكثير من الجماليات الإنسانية والاخلاقية وكثير من النبل...هلم ايتها النفس وقرئي في سيرة سعاد.. كانت وحيث حلت يختلف المشهد فتذوب اوجاع الغربة حين كانت تأسرالجميع بحكاياتها الجميلة ولهجتها الخيامية المميزة فتحملك الى حيث ولدتُ الى حيث يؤنسك المشهد الى تلال الخيام وروابيها ..الى مائها وهوائها وصيفها وشتائها واريج ترابها ومنازلها وحاراتها الجميلة ورائحة مواقدها وحلقات مصاطبها وينابيع غدرانها وسهلها الفسيح ومروجها الخضراء بل الى تينها وزيتونها ...تتلاشى صفحات الايام وتحدودب السنون وتبقى اسراب الطيف الجذلة تداعب فضاء الروح وترسم فوق خيالها انشودة المحبين .... بعد رحلة طويلة حملت سعاد جسدها المملوءآلاماً متوكأة على ما اعطاها الله من عزم وقوة،حملته الى حيث كانت تحملنا حكاياتها. رفضت ان ترحل قبل ان تثبت صدق اخلاصها ومحبتها لبلدها واهلها واصدقائها رفضت ان ترحل قبل ان تتلمس دفء تراب الخيام وتشرب من عذوبة مائها رغم وجعها وشدة آلامهاعادت ،حيث سكرات المنية تلتهم ايام حياتها الجميلة لكنها عادت لتقترب من اهلها في رحلتها الوداعية، كانت تتمنا ان يضمها تراب بلدتها التي احبتها وقصّت الكثير من حكاياتها اغمضت سعاد عيناه على مشهد بلدة ملأت روحها الطاهرة منها اجمل الصور والحكايات لتؤنسها في رحلتها التي لن تعود منها ابدا..ووداع ليس بعده لقاء رحم الله سعاد أم محمد....
* عبداللطيف حسن عبدالله- قطر
كلمة باسمة محمد حيدر: "سعاد يا أختاه.. لن أكفكف دموعي فهي سلواي من بعدك"
كلمة فاطمة محمد عبدالله: "إلى خالتي سعاد.. أتعبني رحيلك"
كلمة إيمان محمد حيدر: "عفوا أيها القلب.. لم تعد نبضاتك تعنيني"
سجل التعازي بالمرحومة سعاد محمد حيدر (أم محمد)
تعليقات: