مرحباً بكم آمناً فخامة الرئيس...

حسناً تفعل فخامة الرئيس أمين الجميّل في زيارة جنوب الجنوب اللبناني، وأهلاً وسهلاً بكم على أرضكم وبين أهلكم.
حسناً تفعل فخامة الرئيس أمين الجميّل في زيارة جنوب الجنوب اللبناني، وأهلاً وسهلاً بكم على أرضكم وبين أهلكم.


حسناً تفعل فخامة الرئيس أمين الجميّل في زيارة جنوب الجنوب اللبناني، وأهلاً وسهلاً بكم على أرضكم وبين أهلكم.

حسناً فعلت فخامة الرئيس بأنكم قررتم موعد هذه الزيارة بعد أن أعيانا توجيه الدعوات لكم لزيارة هذه الأرض المقدسة.

أهلاً وسهلاً بكم في جولتكم السياحية المفتوحة إلى جنوب الجنوب لتتعرفوا الى بلدات وقرى، أظن أنكم لم تسمعوا بأسمائها، اللهم إلا حين تعرضت للقصف والقتل والتدمير وارتكاب المجازر بحق أطفالها ونسائها وشيوخها. ولتتعرفوا الى بيوت هذه البلدات والقرى الصامدة، والى حواريها وحدائقها وينابيعها وسهولها وأوديتها وجبالها وشعابها وطيبة أهلها، ولتعرفوا أنها ليست موحشة وقفراء وكهوفاً صخرية لشعوب بدائية، بل هي جنة علم وشعر وإيمان وثقافة ومعرفة وعيش واحد مشترك، وهي حية نابضة إحتضنت رجالها وشبابها وأخفتهم عن عيون أعدائها وساعدتهم في مواقع الدفاع والشرف للذود عن ترابها وتحقيق النصر على عدوها الغاشم صاحب أعتى قوة غاشمة في تاريخنا المعاصر، وآخر دولة في هذا العالم التي لم تزل تجرد سلاحها في كل لحظة من كل دقيقة من كل ساعة من ساعات اليوم وعلى مدى الشهور والسنوات المتعاقبة، في وجه كل من يتمسك بحقه في أرضه وفي العيش فيها بكرامة.

أهلاً وسهلاً بكم تستمعون وتعيشون حكايات المجد التي لا تنتهي، ولقضاء ساعات آمنة على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع أرض فلسطين المغتصبة، وبحماية رجال أشداء آمنوا بأنفسهم وبشعبهم وبكرامة أرضهم.

وهي مناسبة لتتعرفوا أكثر على معنى الحرية وكيف تكون السيادة وكيف يكون الإستقلال، ولتعرفوا كيف أن الشعارات تبقى كلاماً فارغاً ومعلقاً في الفضاء، بينما ما يعيش في ضمير الناس عميقاً هو الفعل الحقيقي والوعد الصادق والإيمان والشهادة، عندما يتطلب الأمر ذلك في سبيل الأرض والعرض.

هذا هو الذي يحمي الناس ويجعلهم يتمسكون ببيوتهم وبساتينهم وسهولهم وكروم عنبهم وحقول زيتونهم وتينهم، وليس الوعظ والخطابات والشعارات الفارغة التي جربها الجنوبيون وخبروها طيلة عقود طويلة من الزمن، والتي ما علمتهم إلا الإيمان والصبر، وبأن السلاح هو وحده الذي يحميهم في وجه أعدائهم وأعداء الوطن، وأن سر نجاح هذا السلاح المتواضع هو أنه في أيدي رجال أمناء يقدسون الحرية ويعرفون معنى السيادة والإستقلال، ومعنى أن يعيش الإنسان عزيزاً كريماً على أرضه وبين أهله.

هؤلاء الذين يرحبون بكم فخامة الرئيس هم الآباء والأمهات والزوجات والأطفال والبيوت والآمال وآلام، وهم التمنيات والتلطعات نحو مستقبل زاهر وآمن محرر من الخوف والقلق والحاجة والجوع لأبنائهم وبناتهم فلذات أكبادهم.

هل تعلموا فخامة الرئيس أنه لولا هذا السلاح المقاوم في يد هؤلاء الرجال الرجال لكانت سقطت جنسيتكم وحريتكم وسيادتكم واستقلالكم، وأنه لولا هذا السلاح في يد هؤلاء الرجال الرجال كان سيحول مجتمعنا الى مجتمع من مشردين ومهجرين ومنبوذين، أو الى عملاء لدى الصهاينة وخدماً عند أبناء مجتمعه.

هل تتذكرون فخامة الرئيس عذابات القتل والتهجير والتدمير والخوف والمعاناة الذي تعرض لها أهل هذه المناطق؟ وهل تعلمون عدد ضحايا الكمائن والحواجز والقصف والخطف والقتل والتهجير الذين سقطوا من أهل هذه المناطق، ولسبب وحيد وهو أنهم لبنانيين وذنبهم أنهم رفضوا أن يتركوا أرضهم لعدوهم ؟.

هذا هو معنى السلاح في يد المقاومة، وهذا هو الخيار الأخير في حماية أنفسنا وحماية أهلنا، وفي مقاومة من يسعى الى إحتلال أرضنا وبيوتنا وقتل أطفالنا ونسائنا، وهذا هو خيارنا الذي حمى الوطن والأرض والعرض، وحرر لنا أرضنا وأسرانا بعد أن غابت الدولة وعجزت القرارات الدولية عن إعادة حبة تراب واحدة الى أهلها، أو أعادت أسيراً الى حضن أمه، أو أعادت مهجراً الى أرضه.

أهل هذه المناطق التي تطأها مرحباً بك فيها، هي من عانت الغطرسة والخوف والتشرد والذل تحت الإحتلال، ولهؤلاء وحدهم الحق في أن يقرروا خياراتهم، وهم اختاروا دولتهم وجيشهم ومقاومتهم، وهو وحده الخيار الذي يحمي قضيتهم الوطنية والإنسانية ويستمد قداسته منها.

رحم الشهداء الذين سقطوا في سبيل هذا الوطن، حتى أولئك الذين سقطوا بمحض الصدفة أو نتيجة تصفية الحسابات السياسية، ويبقى عليكم أن تعرفوا قبل الإطالة في المعلقات الفارغة أن تحترموا شعباً شهيداً عاش المرارة والخوف من عدو غاشم، وكل ذنبه أنه كسر حاجز هذا الخوف وحمل إيمانه سلاحاً في وجه جلاديه.

فسلاحنا ليس تهمةً، بل هو الوسيلة لتحقيق وحماية درة تاج شعاراتكم عن الحرية والسيادة والإستقلال، اللهم إلا إذا ندمتم على ذلك.

أهلاً وسهلاً بكم فخامة الرئيس أمين الجميل على أرض ما كانت يوماً إلا واحة سلام وجنة لضيوفها، وناراً وموتاً زؤوماً لمحتلها وغاصبها.

تعليقات: