علي سويد.. من ساحة الخيام إلى ذاكرة الوطن

المناضل الشيوعي علي محمد أمين سويد: أول شهداء القافلة..انطلق بسرعة البرق من منزله باتجاه مصدر صوت استغاثة محاولاً المساعدة وتقديم العون
المناضل الشيوعي علي محمد أمين سويد: أول شهداء القافلة..انطلق بسرعة البرق من منزله باتجاه مصدر صوت استغاثة محاولاً المساعدة وتقديم العون


انطلق من احد جنبات ساحة الخيام صراخ شق عتمة الليل، صراخ تداخل مع اصوات قنابل عدوة تتوالى على البلدة. بسرعة البرق انطلق الاستاذ علي سويد، المناضل الشيوعي، من منزله باتجاه مصدر صوت الإستغاثة محاولاً المساعدة وتقديم العون.

قنبلة غادرة اصابته في طريقه، فتناثر الجسد الجميل الفتي الرائع اشلاءً في باحة ساحة الخيام ومحلاتها التجارية.

ثمة رجال يمرّون

ثمة رجال يزرعون في بلداتنا مساحات شاسعة من الضياء، ثم يرحلون

ثمة رجال يهبطون من ذاكرة الوطن والايام فتحتضنهم قلوبنا وعيوننا وارواحنا

في مثل هذا اليوم من كل عام ومن هذه الذاكرة التي لا تنسى ابطالها ينزل عليٌ. يسير في شوارع الخيام متجها نحو ساحتها، يدور بعينيه في كل الارجاء مطمئنا على بلدته، يلملم دمه ونتفات جسده من معظم محلات الساحة جوانبها جدرانها وسقوفها .

كان علي معبأ بفكر وطني رائد يتحرك ويمارس تدريسه ونضاله ومقاومته ، بهمة وفتوة عالية كان يتقدم الجميع،مدافعا وطنيا واطفائيا وحارسا للقرى، معركته كانت شديدة الوضوح ضد عدوين : العدو الصهيوني والاقطاع السياسي

في مثل هذه الايام من اخر كل عام يقوم علي من موته، يزور بلدته، يطمئن على جرحى حاول انقاذهم ولم يصل اليهم، يطمئن على الخيام الابيّة الشامخة التي فشل العدو في ابادتها مرة بعد مرة، ثم يعود الى موته من جديد...

* عزت رشيدي - عضو المجلس البلدي في الخيام

تعليقات: