الاعياد.. بين مجتمعاتنا والمجتمعات الغربية‎

نبارك لكل اللبنانين بمناسبة عيد الميلاد المجيد أعاده الله على الجميع بالخير والوفاق والسلام وكل عام وأنتم بخير
نبارك لكل اللبنانين بمناسبة عيد الميلاد المجيد أعاده الله على الجميع بالخير والوفاق والسلام وكل عام وأنتم بخير


جميل جدا ما نراه قبل حلول أعياد الميلاد في المانيا من تخفيض الأسعار بشكل مدهش على كل المنتجات والسلع وتسهيل أمور كثيرة أخرى بحيث يمكن لجميع الناس شراء ما يلزمهم ليبقى العيد رمز المحبة تغمره مشاعر الفرح والعطاء.

هذه القيم الانسانية التي يعيشونها، المتجسدة في أفعالهم، هي قيم من صلب ديننا وقيمنا من المفترض أن نعيش نحن هذه القيم.. فغيرنا سبقنا إليها ونحن تركناها!

لماذا نحن بعيدين عن هذه القيم بينما هم متمسكون بها ؟

هل هم اكثر وعياً منَّا، حملوا وفهموا هذه القيم ونحن لا ؟

أم أنهم اكثر معرفة منَّا بديننا !!!؟

يؤسفنا جداً أن نرى في أعيادنا عكس ما نراه في أعياد الدول الغربية بدل أن تخفض الأسعار ترتفع وتزداد أضعاف ما كانت عليه سابقاً بشكل جنوني وكأننا نعيش في حالة حرب بعيدين عن أجواء فرح العيد وبهجته.

ترى الجميع يتسابقون الى تحقيق الاهداف يريدون أن يغتنموا الفرص وأن يجنوا ثرواتهم من خلال استغلال بعضهم البعض.

من الأولى لنا أن نجسد هذه القيم في أعيادنا وفي حياتنا فمثلاً في شهر رمضان المبارك يجب أن يعمل على تسهيل كل ما يحتاجه الناس بدل أن نضع أمامهم العقبات ونضيق عليهم فرص العيش الكريم وخصوصاً الفقراء والمحتاجين وبدل أن نمد لهم يد العون نرقص على جراحهم ونزيد من آلامهم بالغلاء الفاحش الذي يتضمر منه الغني فما بالك بالفقير.

{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان... } هو شهر الله وشهر التوبة والمغفرة والعبادة شهر الخير والرحمة والتسامح شهر الصدق والتصدق والكرم والعطاء شهر الاصلاح والتغيير شهر تصوم به جوارحنا لنزكي أنفسنا ونطهرها من كل رجس وأدران عندما نعيش هذه المشاعر يمكننا أن نتحسس ونعيش هموم الاخرين وآلامهم وجوع وعطش الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم.

علينا أن نغتنم الفرص في أعيادنا الاسلامية لإعادة تقويم السلوك الإنساني لدى الفرد والمجتمع لنرتقي كما أراد الله ورسوله لنا لنحيا حياة إيمانية طيبة ننال بها سعادة الدارين الدنيا والاخرة.

نبارك لكل اللبنانين مسيحيين ومسلمين بمناسبة عيد الميلاد المجيد أعاده الله على الجميع بالخير والوفاق والسلام وكل عام وأنتم بخير.

* نوال عواضة - ألمانيا

تعليقات: