أول حوار مع منسق \"تيار المستقبل\" في الجنوب يوسف النقيب

يوسف النقيب مع الزميل هيثم زعيتر
يوسف النقيب مع الزميل هيثم زعيتر


منذ تعيينه تناول أسباب توقيت الإعلان وآلية التحرك

نسير على نهج الشهيد الرئيس رفيق الحريري ويكمل المسيرة الأمين عليها النائب سعد الحريري

إتخذنا مركزاً للتيار في صيدا وسنتواجد في مختلف المناطق الجنوبية ويدنا ممدودة إلى الجميع

جاء إعلان "تيار المستقبل" عن انطلاقته السياسية، في ظروف دقيقة وحساسة يمر بها لبنان والمنطقة، في ضوء التطورات المتسارعة منذ جريمة إغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري· والإعلان عن إنطلاق التيار سياسياً أكد الإستمرار بنهج مؤسسه الشهيد الرئيس، ومتابعة المسيرة مع الأمين على نهجه النائب سعد الحريري·

وإذا كان إنتشار التيار في مختلف المناطق اللبنانية، فإن لمدينة صيدا والجنوب خصوصية مميزة، لعدة عوامل، في مقدمها أن المؤسس والأمين على المسيرة مسقط رأسهما صيدا، وإن كان نشاطهما يتعدى إلى المناطق اللبنانية الأخرى، وخارج حدود الوطن·

وكذلك فأبرز قادة التيار هم من أبناء "عاصمة الجنوب"، التي تشكل بوابة للجنوب بما تعني، والتي تتميز بموقع جغرافي وخليط سكاني، بحيث تجسد نموذجاً فريداً في العيش الوطني الطبيعي بين مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية، والتي تكرست على مدى عقود من الزمن، فكانت بمنأى عن تجاذبات وأحداث شهدتها مناطق أخرى في أحلك الظروف وأصعبها، أضف إلى ذلك أن منطقة صيدا تشهد أكبر كثافة لتواجد فلسطيني في لبنان، والذي أضحى فيها متجانساً ومتأثراً ومؤثراً بما يجري في المنطقة، هذا فضلاً عن العمق الجنوبي بتشعباته الطائفية والسياسية والحزبية·

وما يميز المرحلة الآن، أن التحالفات السياسية القائمة حالياً اختلفت عما كانت عليه سابقاً، وخصوصاً في الإنتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في العام 2005 ·

من هنا جاء تعيين المهندس يوسف النقيب منسقاً عاماً لـ "تيار المستقبل" في الجنوب، كإختيار موفق، لما عُرف عنه من ديناميكية، ودماثة ورفعة أخلاق، مكنته من نسج علاقات ممتازة وصادقة وشفافة خلال الحقبات السابقة، بحيث ساهم في "هندسة" الكثير من الملفات والإستحقاقات، التي أعطت ثماراً ونتائج إيجابية·

لماذا توقيت إعلان الإنطلاقة السياسية لـ "تيار المستقبل" الآن؟ وما هي الثوابت والخطوط العريضة التي يسير عليها؟ وكيف سيتم التعاطي مع القوى المنتمية الى 14 آذار، والقوى الجنوبية الأخرى المتواجدة في صيدا والجنوب والمخيمات؟ وماذا عن نظرته إلى الملفات المتعددة والمتشعبة خلال المرحلة المقبلة؟

هذه الأسئلة حملناها إلى المهندس يوسف النقيب، الذي أجاب عنها بصراحة وشفافية، في أول حوار صحافي له بعد تكليفه مهام المنسقية في الجنوب··

وفي ما يلي نص الحوار··

إيجاد مركز للتيار

مـتـى سيتم الإعلان عن الإنـطلاقة الــسـيـاسية لـ "تـيـار المستقبل" في الجنوب؟ - من حيث المبدأ إنطلق "تيار المستقبل" منذ فترة، ولكننا نحضر لإيجاد مركز للتيار في صيدا وبعض المناطق الجنوبية· وقد إتخذنا مركزاً مؤقتاً للتيار في بناية المقاصد في صيدا، وبعد فترة سيتم بناء مركز للتيار في مقابل "جامع الحاج بهاء الدين الحريري" عند مدخل صيدا الشمالي، وسيكون مقراً لمركز محافظة الجنوب ويتضمن جميع الأقسام والقطاعات المتعلقة بالتيار·

لماذا التوقيت الآن؟

- نحن لم نتوقف في الفترة السابقة، وكان عملنا على الأرض ملموساًً وموجوداً، ولكننا لم نكن نعلن عنه· أعتقد أن النائب سعد الحريري أوعز منذ حوالى الشهرين لورش العمل في التيار أن تبدأ عملها على نطاق كل لبنان، وعيّن منسقين عامين لكل الأقسام والمحافظات وبعض الأقضية·

على نهج الرئيس الحريري

ما هي الخطوط العريضة لـ "تيار المستقبل"؟

- خطوطنا العريضة، هي السير على النهج الذي إتبعه الشهيد الرئيس رفيق الحريري، وسيكمل المسيرة بإذن الله، الأمين عليها النائب سعد الحريري، إن كان على الصعيد الوطني أو العربي والدولي، أو على صعيد الدولة كدولة، لإقامة دولة قوية قادرة على أن تحفظ وتحافظ على الوطن بأجمعه·

كيف سيتعاطى "تيار المستقبل" تنظيمياً ومع أي فئات؟

- "تيار المستقبل" هو لكل فئات المجتمع، من عمال وفلاحين وأصحاب مهن حرة وشباب ونساء ومثقفين، وهو تيار جماهيري شعبي وليس بحزب محدد، بل هو تيار جامع لكل الأطراف من اليمين إلى اليسار، ومن كل الفئات العمرية، وربما النظام يحدد أن يكون المنتسب إلى التيار من 20 سنة وما فوق وأن يكون هناك شباب وكشافة سيبدأون من عمر 12 سنة حتى 20 للإنضمام إلى "تيار المستقبل"·

هل سيكون هناك تضارب مع "منظمة شباب المستقبل"·

- أبداً·· "شباب المستقبل" هم جزء من التيار، وكذلك "نساء المستقبل"، وأصبح التيار قطاعات ومحافظات وأقضية تتبع جميعها لهيكلية واحدة·

التحالفات والخصوصية

هل ستكون تحالفات "تيار المستقبل" في مختلف المناطق على ذات المستوى؟

- نحن مع التحالفات اللبنانية التي يُتفق عليها على مستوى الوطن، فجميعها واحدة ومتواجدة في كل المناطق·

···ولكن هناك خصوصية لمنطقة صيدا والجنوب، كيف سيتم التعاطي مع القوى السياسية الموجودة في صيدا، والتي لا تتواجد في مناطق أخرى؟

- لدينا علاقات جيدة مع جميع الأطراف، ويدنا ممدودة الى هذه الأطراف، ولا يوجد في السياسة ربط دائم ولا قطع دائم، بل هناك "أخذ ورد"، ونحن قلوبنا وصدورنا مفتوحة للجميع، ومن يريد ويحب التعامل معنا سنبادله التعامل بالمثل إن شاء الله·

هل جرت إتصالات مع أي من القوى السياسية الموجودة في صيدا؟

- حتى الآن لم تجرِ أية إتصالات بين التيار وقوى أخرى، لأن مواقفها السياسية المعلنة واضحة المعالم بإتجاه التيار وحلفائه·

هل سيولي "تيار المستقبل" إهتماماً بالقضايا البلدية والإقتصادية والإجتماعية والنقابية؟

- طبعاً الإهتمام بهذه القضايا واجب، لأنه كما ذكرنا، بناء الدولة يعني بناء الشارع والمنطقة والمدينة، وهو يبدأ من القاعدة الى الهرم·

الإنتشار جنوباً

···وهل سيتم أيضاً تطبيق الواقع نفسه على منطقة الجنوب لجهة الهيكلية التنظيمية؟

- توجيهات النائب سعد الحريري، أن نكون متواجدين في جميع المناطق، في الجنوب وبيروت والشمال وجبل لبنان والبقاع·

ألا تعتقد أن ذلك قد يؤدي إلى تصادم مع بعض القوى في هذه المناطق؟

- هذه القوى موجودة في مناطق عدة، ومنها ما يغلب فيها الإجماع لـ "تيار المستقبل" ولا توجد أية مشاكل، فلماذا سيكون العكس سبباً للمشاكل؟

في السابق كان هناك تعاون مع قوى جنوبية، ولم يكن هناك تواجد علني لـ "تيار المستقبل"، ما الذي تغير الآن حتى تضطروا إلى التعاطي من خلال هيكلية تنظيمية في هذه المناطق؟

- لأنهم متواجدون، ولم يكونوا متواجدين قديماً لا في منطقة صيدا ولا بيروت ولا في بعض المناطق، فتواجدهم الحزبي يفرض أن تكون موجوداً، لأن هناك مؤيدين وحلفاء للتيار في هذه المناطق، ولنكن جزءاً من هذه التركيبة السياسية·

الموضوع الفلسطيني

كيف سيتم التعاطي مع الموضوع الفلسطيني، وخصوصاً أن منطقة صيدا تشهد الكثافة السكانية الأكبر؟

- علاقتنا منذ فترة بعيدة جيدة مع الأخوة الفلسطينيين، إن كانوا من "فتح" أو "حماس" أو كل الفصائل الأخرى، ونحن دائماً وخصوصاً النائب بهية الحريري لديها خطوط دائمة معهم، وتعمل دائماً على الوفاق الفلسطيني - الفلسطيني، والوفاق اللبناني - الفلسطيني، لكي نحافظ على العيش سوياً في منطقة مثل صيدا·

الواقع اللبناني يمر بمرحلة متأزمة، برأيكم كيف يُمكن الخروج منها؟

- الحل الوحيد بإنتخاب رئيس للجمهورية من خلال الأنظمة الدستورية المعمول بها في لبنان، ولكي يحصل ذلك يجب إنتخاب رئيس للجمهورية، إما بالتوافق عليه أو الإنتخاب·

إنتخاب رئيس للجمهورية

···ولكن هل أنتم مع الإنتخاب بالثلثين أو النصف زائداً واحداً؟

- أعتقد أن الإنتخاب بالنصف زائداً واحداً حق، ولدينا تجارب سابقة بإنتخاب رئيس الجمهورية سليمان فرنجية، الذي تم في البرلمان بفارق نائب واحد، وأصبح رئيساً للجمهورية·

برأيكم قانونياً هل يجوز عقد جلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية إذا لم يكن النصاب مكتملاً؟

- هنا نقطة الخلاف التي يجب الإتفاق عليها، نحن في "تيار المستقبل" بقيادة النائب سعد الحريري، نؤمن بعملية الإتفاق والتحاور، وعندها نصل إلى حل لإنتخاب رئيس للجمهورية أو إتفاق على رئيس للجمهورية·

لماذا التعديل لمرة واحدة؟

صدرت عدة دعوات لتعديل "إتفاق الطائف" أو لإنتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، كيف تنظرون إلى ذلك؟

- أعتقد أن ذلك لو حصل، فلا يجوز أن يحصل لمرة واحدة، فليُعدد، ليس الإقتراح هو التعديل لمرة واحدة، وإذا تم التوصل إلى على إتفاق جديد للطائف أو إتفاق جديد يُتفق عليه، على الأقل علينا الجلوس والإتفاق، فإنتخاب رئيس للجمهورية لا نستطيع الإتفاق عليه، والإستفتاء دائماً يُمكن أن يكون صحيحاً أو يُمكن أن لا يكون صحيحاً· وكما قلت سابقاً لو حصل أن الإقتراح الذي قاله الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، أنه لو الشركاء في الوطن قال بعضهم إسم أحدهم وآخرون قالوا اسماً آخر، وهناك من امتنع، فما العمل؟

هناك مشكلة، والحل الأفضل الإجتماع والتوافق وإنتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، لحل كل المشاكل العالقة في الوضع السياسي الحالي·

هل تعتقدون أنه سيتم في جلسة 23 تشرين الأول الجاري إنتخاب رئيس للجمهورية؟ - نتمنى ذلك من كل قلبنا، ونسعى ونحث الناس جميعاً على ذلك، ونتمنى للبطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير والمطارنة الموارنة في بكركي، التوصل الى حل يُرضي الجميع، وأن نتوافق جميعاً على رئيس جمهورية جديد للبنان، لتبدأ المرحلة الجديدة في بناء لبنان الجديد·

درء الخطر عن لبنان

كيف تقيمون جولة النائب سعد الحريري إلى عواصم القرار ولقاءه مع عدد من المسؤولين، وما هي إنعكاساتها على الساحة اللبنانية؟

- دائماً الإجتماعات مع أصحاب القرار في العالم وليس في لبنان هي لصالح لبنان، ولإبعاد الشر والأذى عن لبنان· ونحن نعرف أن أميركا من البلاد المؤثرة فعلياً على "إسرائيل"، ولإبعاد شر "إسرائيل" عن لبنان ودرء الخطر الخارجي عن لبنان، يجب أن نتعاطى مع أميركا وأوروبا والفاتيكان والبلاد العربية الشقيقة·

البعض إعتبر أن موقف الرئيس الأميركي جورج بوش وكلام النائب سعد الحريري "أن أميركا تحقق الديمقراطية هو إنتقاص لطائفة معينة"، فكيف تفسرون ذلك؟

- من أي ناحية إنتقاص؟

···من ناحية إعطاء الأميركان صفة تطبيق الديمقراطية في المنطقة؟

- لم يعطها أحد ذلك، ولا أحد يستطيع أن يفرض علينا أي شيء، نحن بإتفاقنا مع بعضنا البعض، إما نأخذ البلد إلى التهلكة أو نأخذه إلى الديمقراطية·

نحن نحاول الإستعانة بالبلاد صاحبة القرار لدرء الخطر عن لبنان، هذا ما فعله الشهيد الرئيس رفيق الحريري، وهذا ما يفعله النائب سعد الحريري، وهذا ما يفعله "تيار المستقبل" لدرء الخطر عن لبنان، وإيصال بلدنا إلى بر الأمان، وإنشاء دولة قوية قادرة حرة مستقلة·

الإغتيالات والمحكمة الدولية

السيد حسن نصر الله لم يسقط في كلامه من الحسابات الإتهام الإسرائيلي في بعض الإغتيالات بدءاً من الشهيد الرئيس رفيق الحريري وصولاً إلى النائب أنطوان غانم، فكيف تنظرون الى ذلك؟

- نتمنى أن يكون هذا الإستنتاج صحيحاً، وإذا كان صحيحاً لماذا نخاف من المحكمة الدولية؟ ولماذا نحاول تعطيل المحكمة الدولية؟ فلتكن "إسرائيل" ونعمل على إيصال "إسرائيل" إلى المحكمة وجر كل القيادات فيها للمحاكمة· ومن لديه ملفات فليقدمها، وشخص مثل السيد حسن نصر الله، لا بد وأن لديه معلومات، فنكون له من الشاكرين إذا قدمها·

مع تشكيل لجنة لإختيار القضاة في المحكمة الدولية، كيف تنظرون إلى عمل هذه اللجنة، وهل تتوقعون أن تسير المحكمة إلى النهاية؟

- هناك تجارب سابقة، وعلينا أن لا نستبق حكم المحكمة، وكل ما يقال عن المحكمة هو إستنتاج·

تمنياتنا أن تكون هناك محكمة وتوصلنا وتوصل آل الحريري و"تيار المستقبل" إلى الحقيقة، وهذا كل ما نريده، وسببه كما قال النائب سعد الحريري هو لن يجدي شيئاً لرفيق الحريري، بل لإيقاف القتل الدائم منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ومحاولة إغتيال الوزير مروان حمادة حتى اليوم، وإيقاف هذه المجازر·

لا أدري إن كانت هناك من دولة تخبئ نوابها وتنقلهم من مكان إلى آخر كما يحصل في لبنان اليوم· كنت في بيروت فرأيت أمراًً عجيباً وغريباً، نواب الأمة الذين يجب عليهم حماية الأمة، يختبئون من قبل الأمة في فندق لحمايتهم من الإغتيالات·

العمقان العربي والإسلامي

ما هي نظرة "تيار المستقبل" إلى العمقين العربي والإسلامي؟

- نحن نؤمن بالقومية العربية رائداً وطريقاً ومنهجاً، وبمد إسلامي كبير نحن جزء منه، وكل ما نتمناه أن نعيش في لبنان، في بلد يجمع كل الطوائف، بأمان وتفاهم لتجسيد العيش المشترك·

مع عيد الفطر المبارك، ما هي الكلمة التي توجهها الى أهالي صيدا والجنوب مع إعلان "تيار المستقبل" لإنطلاقته السياسية؟

- أتمنى لجميع اللبنانيين رمضاناً كريماً، وعيداً سعيداً، وكل عام وهم بخير، وإلى أن نلتقي جميعاً في كشف الحقيقة، عندها سيكون أفضل عيد للبنانيين ولنا·

المهندس يوسف النقيب
المهندس يوسف النقيب


تعليقات: