اسرائيل ترفع حالة التأهب الى الدرجة القصوى

الجيش الاسرائيلي عزز قواته على الحدود الشمالية ( مع لبنان) ونصب منظومات \
الجيش الاسرائيلي عزز قواته على الحدود الشمالية ( مع لبنان) ونصب منظومات \" القبة الحديد\" لاعتراض الصواريخ من دون ان يشوش الحياة الطبيعية في


بعد أسبوع من الغارة الجوية التي استهدفت 6 قياديين من "حزب الله" مع جنرال اسرائيلي في هضبة الجولان السورية، هدد وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون بضرب "حزب الله" اللبناني او اي دولة تهاجم اسرائيل رداً على تلك الغارة. وأكد يعالون في مقابلة اذاعية ان" الجيش الاسرائيلي عزز قواته على الحدود الشمالية ( مع لبنان) ونصب منظومات " القبة الحديد" لاعتراض الصواريخ من دون ان يشوش الحياة الطبيعية في المنطقة".

وقال: "ان اسرائيل ستضرب كل من يعتدي عليها - دولا ومنظمات على حد سواء - وستجعله يدفع ثمنا باهظا".

وعن الغارة الجوية في الجولان قبل أسبوع، قال يعالون ان "الدوائر الامنية الاسرائيلية لا تتخذ قرارات لغايات سياسية انتخابية".

وأضاف ان "المجموعة التي تمت تصفيتها خلال الغارة خططت لارتكاب اعتداءات نوعية ضد إسرائيل انطلاقا من هضبة الجولان، من خلال التسلل الى تجمعات سكنية داخل البلاد واطلاق صواريخ على اهداف إسرائيلية".

استنفار غير مسبوق مع لبنان

من جهة ثانية، ذكرت المواقع الالكترونية العبرية، ان "الجيش الإسرائيلي أجرى بعد ظهر الجمعة، مناورة عسكرية كبيرة شمال اسرائيل في مشاركة طائرات حربية، وذلك في إطار رفع حالة استنفار القوات في مرتفعات الجولان وعند الحدود مع لبنان على خلفية الهجوم في القنيطرة". ونقل عن مصادر في الجيش الاسرائيلي قولها إن "المناورة تجري في اعقاب تقييم للوضع اجري في الايام الاخيرة".

وأشار موقع "روتر نت" الاسرائيلي الى ان "حالة إستنفار قصوى في صفوف الجيش الاسرائيلي على الحدود مع لبنان لم تشهدها الجبهة الشمالية منذ حرب 2006 .

وأوردت المواقع الالكترونية الاسرائيلية انه "لوحظ خلال ساعات بعد ظهر الجمعة حركة يقظة لاليات عسكرية في شوارع منطقة الشمال. وانتهى التدريب في ساعات المساء. واطلق وزير الدفاع الاسرائيلي يعالون ورئيس أركان الجيش الجنرال بيني غانتس، تهديدات لحزب الله وإيران وسوريا، خلال زيارتهما إلى مقر قيادة الجبهة الشمالية في مدينة صفد، الجمعة. وقال غانتس: "نحن جاهزون جدا ومتأهبون جدا ومستعدون لتنفيذ أي عمل مطلوب".

من جانبه، قال يعلون إن "ثمة أهمية لأن نحافظ على برودة أعصاب وصبر، وأن نعرف كيف نرد بالشكل المناسب بحيث يوضح لكل من يحاول المس بنا أنه لن نتحمل استفزازات في أية جبهة كانت". واضاف ان 'إسرائيل ترى في الحكومات والأنظمة والمنظمات الموجودة خلف الحدود الشمالية (أي لبنان وسوريا) انها مسؤولة عما يحدث في اراضيها، وتعرف كيف تدفع الثمن في اي حالة يتم فيها المس بسيادة إسرائيل ومواطنيها وجنودها'.

وكتبت صجيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان" الجيشالاسرائيلي يواصل تعزيز قواته في الشمال وقرر اتخاذ تدابير تعد جزءا من دفع جاهزية الجيش لاحتمال الرد على الهجوم على الحدود الشمالية، منها نشر بطاريات القبة الحديد، وسيتم نشر قوات داخل البلدات الحدودية كي تعمل في ساعات الطوارئ، بالإضافة الى القوات الدائمة في المنطقة الحدودية".

وكان الجيش الاسرائيلي اعلن عقب الهجوم في الجولان "الغاء الاجازات في عدد من وحداته العسكرية في الشمال، وينوي توسيع ذلك". وقال ضابط رفيع في الجيش "انه لم يتقرر حتى الان الغاء كل الاجازات بشكل جارف، لكنه تقرر الغاء قسم من النشاطات العسكرية التي تم التخطيط لها مسبقا لهذه الفترة. وقام قائد شبكة الدفاع الجوي في سلاح الجو، الجنرال شاحر شوحاط، الخميس، بزيارة مواقع نشر بطاريات القبة الحديد في الشمال، وقال ان "نجاحنا او عدم نجاحنا يمكن ان يؤثر على التطورات المستقبلية. وحاليا نحن نواصل تعزيز قدراتنا للحفاظ على تواصل المهام في حال حدوث تطورات".

ليبرمان

وبدأ وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اليوم جولة خارجية تشمل روسيا والصين. قالت الاذاعة الاسرائيلية انه "من المقرر ان يبحث الوزير ليبرمان في موسكو الاوضاع المتوترة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

واضافت "يُتوقع ان ينقل عبر روسيا رسائل طمانة غير مباشرة الى سوريا و"حزب الله" وايران تؤكد عدم رغبة اسرائيل في تصعيد الاوضاع، الى جانب رفضها السماح باقامة قاعدة للارهاب على حدودها في هضبة الجولان".

وتابعت الصحف الاسرائيلية خلال الايام الماضية تغطية خدث الغارة في الجولان ومقتل 6 قياديين من حزب الله مع الجنرال الايراني .

الراكب السابع

وتحت عنوان الراكب السابع، كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عاموس هرئيل، ان "ستة من رجال حزب الله كانوا في القافلة التي تعرضت الى الهجوم الجوي في الجانب السوري من الحدود في مرتفعات الجولان، الاحد (قبل) الماضي. جهاد مغنية، القوة المتصاعدة على حلبة الارهاب مع خمسة من رجال حزب الله، وصف بعضهم بأنهم شخصيات رفيعة.

ويعتبر مغنية الابن شخصية معروفة لاجهزة الاستخبارات المختلفة على انه شكل قاعدة عسكرية جديدة بمرافقة ايرانية في مرتفعات الجولان. ويمكن التكهن بأن اغتياله هدف الى احباط ما بدا وكأنه قنبلة موقوتة .واذا صحت المعلومات التي تنسب العملية لإسرائيل فإنها ستكون عملية اخرى من سلسلة طويلة من اعمال العداء بينها وبين حزب الله. فالجانبان يتبادلان الضربات في سوريا ولبنان منذ عامين، ولكنهما يحرصان على عدم خروج الامور عن السيطرة وعدم التدهور الى حرب اخرى.

لكن المسألة تصبح معقدة بسبب وجود الراكب السابع في القافلة، الجنرال الايراني محمد علي الله دادي، والذي عمل كرجل ارتباط بين فيلق "القدس" في الحرس الثوري، وقاعدة حزب الله بقيادة جهاد مغنية. حتى اليوم، كان يبدو ان اسرائيل تحذر من المواجهة المباشرة مع الايرانيين على مقربة من البيت، رغم النشاط المكثف للحرس الثوري في سوريا ولبنان. لقد تم توقيع عمليات الاغتيال في طهران بمستوى استخباري منخفض، ولم يتم ابدا توضيح هوية المسؤولين الحقيقيين عنها. لكن الظروف في هضبة الجولان تختلف، خاصة وان قوة الامم المتحدة، التي هربت الى الجانب الاسرائيلي من الحدود بعد تخليصها من ايدي متمردي القاعدة قبل عدة اشهر، اهتمت باصدار بيان رسمي يشير الى تشخيص طائرات بدون طيار وصلت من إسرائيل وقصفت القافلة. وهذه المرة، يبدو من الامور كما تراها طهران، ان اسرائيل فتحت حسابا جديدا.

لقد عكس السلوك الاسرائيلي في الشمال منذ العملية، محاولة لتحقيق اكبر ما يمكن من تهدئة الاجواء، بما يتفق مع التوجه السائد في الجهاز الامني. والى جانب تعزيز الحماية والتيقظ، تم تقليص التحركات غير الضرورية على امتداد السياج، في سبيل تقليص اهداف العملية. ويدعي التكهن المعقول ان حزب الله سيرد على العملية على احدى الجبهات الكثيرة التي يمكنه العمل عليها. وتنوي اسرائيل محاولة امتصاص التوتر – أي العمل اولا، لتقليص اضرار العملية، وثانيا، لمنع الانجرار الى معركة ثنائية طويلة ومتصاعدة.

هجوم انتخابات

وكتبت سيما كدمون في "يديعوت احرونوت" انه منذ اغتيال الجنرال الايراني ومسؤولي حزب الله، ومن بينهم نجل عماد مغنية، تسمع هنا اصوات تتحدث عن العلاقة، ظاهريا، بين هذا الحادث، الذي يتضح بأنه نجم عن خطأ، وبين الانتخابات التي ستجري هنا بعد اقل من شهرين.

هذه مسألة ليست جميلة. فهل يتم تقديم المصالح الحزبية على المصالح الأمنية؟ اين سمعنا شيئا كهذا. هل يمكن تصديقه؟ الجواب هو نعم. يمكن تصديق ذلك. العلاقة بين الهجوم في سوريا والانتخابات يعتبر صدفة تماما مثل دعوة الجمهوريين لرئيس الحكومة لإلقاء خطاب في الكونغرس قبل الانتخابات. من يبدي استعداده للتضحية بالعلاقات الخارجية لإسرائيل مقابل مسائل داخلية، ومن لا يتردد بالمخاطرة بعلاقات اسرائيل مع الادارة الامريكية بشكل فضائحي ومخجل، لن يتردد في استغلال أمن اسرائيل كي يحرف الكفة لصالحه".

واضافت "لكن حتى وان كانت عملية الاغتيال ستحدث، فإنها لولا الانتخابات لما كانت قد حظيت بمثل هذا التوقيع الرفيع المنسوب الى إسرائيل، وانما بذات الطريقة التي استخدمتها اسرائيل عشرات ومئات المرات في الماضي، كما نسب اليها، في حين يتغلب السري على العلني، وكل امر علني يتم نشره عبر جهات اجنبية. ولكن نتنياهو، كما نتنياهو. لقد سارعوا في جريدته المجانية( "اسرائيل هيوم ") الى الاعلان بأن قواتنا هاجمت في سوريا، ضاربين عرض الحائط بأوامر الرقابة. هكذا هو الامر. ففي فترة الانتخابات تغيب الرقابة، خاصة حين يتعلق الأمر بسيادة رئيس الحكومة".

واضافت "هل يصدق احد ان إسرائيل لم تعرف عن وجود جنرال ايراني في القافلة، وان الاغتيال قد يورطنا، وان الثمن الذي سندفعه سيكون باهظا اضعاف الفائدة التي سنجنيها من العملية؟ هل هناك من لا يفهم بأنه تم التآمر المخجل من وراء ظهر الادارة الامريكية، بين الجمهوريين وديوان نتنياهو كي يتاح لنتنياهو الظهور امام الكونغرس؟ سوف نرى لاحقا الضرر الذي سينجم عن هاتين الحادثتين".

تعليقات: