هجمة الحطابين على احراج حاصبيا تتجدد مع اقتراب فصل الشتاء

اشجار مقطعة جاهزة للبيع
اشجار مقطعة جاهزة للبيع


الاقبال على شراء الحطب تخطى 60% والحل بدعم المازوت

حاصبيا: في مثل هذا الوقت من كل عام ومع اقتراب فصل الشتاء تتجدد هجمة الحطابين الشرسة في منطقة حاصبيا لتقضي على ما تبقى من ثروتها الحرجية وغاباتها الغنية باشجار السنديان والملول والصنوبر وغيرها من الاشجار والنباتات البرية التي تشتهر بها هذه المنطقة وتميزها عن باقي المناطق اللبنانية دون ان يأبه هؤلاء الحطابون بما ترتكبه اياديهم من مجازر بحق هذه اللوحة الطبيعية وما يلحقه جهلهم بل حقدهم من ظلم وتشويه بهذه الغابات والاحراج التي غابت معالمها في بعض الاماكن وتحولت الى ارض جرداء سيكون لها حتما انعكاسات سلبية على الواقع البيئي بشكل عام وما زاد في الطين بلة وساهم في ارتفاع نسبة التشويه التي لحقت بهذه الجنة الخضراء في قضاء حاصبيا تلك الحرائق التي تتعرض لها غاباته وحقوله بين فترة واخرى خاصة خلال الصيف والتي كان آخرها الاسبوع الفائت حيث اتت نيرانها مساحات لا يستهان بها من غابات الصنوبر واحراج السنديان وبساتين مغروسة باشجار الزيتون والكرمة والتين خاصة في قرى الخلوات، الكفير، عين جرفا، الماري، وراشيا الفخار بحيث مساحتها الـ10000 دونم فهذه الهجمة الشرسة التي تتعرض غابات واحراج المنطقة تتطلب معالجات سريعة من قبل الجهات المعنية لهذه المشكلة منعا لتفاقمها والحد من تداعياتها السلبية على الطبيعة وعلى البيئة في آن إلا ان هذا الوضع الذي فاق أي تصور ما كان ليصل الى هذا الحد لولا الظروف الاقتصادية الصعبة التي تتحكم بالمواطن الحاصباني وتحاصره في كل اتجاه خاصة في شهر تشرين الاول الذي يصفه البعض بشهر المصاعب نظرا لتكاليفه الباهظة المعيشية منها والتموينية والمدرسية ناهيك عن الارتفاع الفاحش في اسعار المحروقات بحيث يتعدى سعر برميل المازوت الـ200.000 ليرة وهو لا يكفي لأكثر من 10 ايام او 15 يوما على ابعد تقدير لتدفئة العائلة الواحدة في فصل الشتاء نظرا لما تتعرض له المنطقة من موجات برد وصقيع طيلة هذا الفصل، فهذا الارتفاع الجنوني في اسعار المازوت المنزلي دفع بغالبية العائلات الى استخدام الحطب للتدفئة حيث يتطلب المنزل طيلة فصل الشتاء حوالى 2 طن من الحطب لا تتعدى تكلفتهما الـ700 الف ليرة في حين يتعدى مصروفه اذا ما استخدمت فيه مادة المازوت ضعفي هذه القيمة كما يشير علي خطار صاحب محطة لبيع المحروقات ويقول ان الناس اعتادت على تخزين مادة المازوت لاستخدامها للتدفئة خلال شهري آب وايلول في كل عام اما اليوم فالوضع مختلف تماما والاقبال على شراء مادة المازوت لهذا الموسم ضئيل ومحدود جدا من قبل المواطنين الذين تحولوا في غالبيتهم الى استخدام الحطب للتدفئة هربا من الارتفاع المتلاحق لمادة المازوت· ولفت خطار الى ان بعض العائلات تلجأ الى مزج المازوت بالزيت المحروق بقصد التوفير غير آبهة بالمخاطر الصحية التي قد تنجم عند احتراق هذا المزيج خاصة على صحة الاطفال· المواطن وديع ملحم أب لعائلة مكونة من ستة افراد يصف الوضع بالمأساوي ويقول ان الحالة باتت لا تطاق والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم في ظل غياب تام للدولة ولمؤسساتها لا سيما المعنية منها بمعيشة وحياة المواطنين وكأن شيئا لا يعنيهم فمواسمنا الزراعية لهذا الصيف اتلف معظمها نتيجة موجة الحر الشديد الذي ضرب المنطقة كما ان زيت الزيتون للموسم الفائت ما زال مكدسا في الخوابي والموسم الجديد على الابواب ولا من احد يسأل عنا لنشتكي اليه همنا كل ما نحصل عليه هو ارتفاع متلاحق في فواتير الكهرباء والمياه واسعار المحروقات وغيرها من ضرائب كل هذا دفعنا الى قطع الاشجار احيانا المثمرة منها لاستخدامها في التدفئة بدلا من المازوت في فصل الشتاء حفاظا على صحتنا وصحة اطفالنا لاننا بتنا غير قادرين على شراء 5 او 6 براميل مازوت يفوق سعرها المليون ليرة لبنانية· صاحب احد مناشير الحطب ايمن جبر لفت الى ان الاقبال الكثيف من قبل المواطنين على شراء الحطب هذه السنة وبنسبة فاقت الـ60% عن العام الفائت وذكر بان سعر طن الحطب يتراوح ما بين الـ100 دولار والـ150 دولارا وذلك بحسب نوعية الحطب الذي يتنوع بين الصنوبر والكينا والملول والسنديان لكن آخرها هو الافضل والعائلة الواحدة لا تتطلب اكثر من حمولة بيك آب واحد للتدفئة طيلة فصل الشتاء· رئيس التعاونية الزراعية في حاصبيا وصاحب احدى المعاصر الحديثة لعصر الزيتون رشيد زويهد شدد على ضرورة قمع ظاهرة قطع الاشجار في المنطقة منبها الى الانعكاسات السلبية بيئيا ومناطقيا وجماليا وصحيا لهذه الظاهرة وتساءل زويهد الا يكفي ما خسرته هذه الثروة نتيجة ما تعرضت له من قصف بري وجوي من قبل العدو الاسرائيلي على مدى اربعة قرون خلت لنقضي نحن اليوم بانفسنا على ما تبقى من هذه الثروة الجمالية، كما شدد زويهد على ضرورة دعم صفيحة المازوت من قبل الدولة خلال فصل الشتاء المقبل كما كان يحصل في السنوات السابقة كي يتمكن المواطن من شراء هذه المادة واستخدامها بدلا من الحطب· ولفت زويهد الى ان حاجة الناس الى الحطب دفعه واحد الاختصاصيين اعادة تصنيع جفت الزيتون الذي تنتجه معصرته لاستخدامه في التدفئة بدلا من الحطب بقصد التوفير على الناس وحماية للبيئة· مختار عين جرفا سالم غازية طالب الدولة وضع حد لهذا الفلتان غير المبرر على الثورة تحت اية ذريعة كانت وكذلك ضرورة التشدد في معاقبة مسببي ومفتعلي الحرائق بعيدا عن المحسوبيات والتدخلات السياسية والا ماذا سيبقى من ثروة لبنان الخضراء اذا ما استمر الوضع على هذا المنوال حيث الحرائق تقضي في كل عام خاصة خلال فصل الصيف على مساحات واسعة من احراج وغابات لبنان وقدّر غازية المساحة التي التهمتها حرائق الاسبوع الماضي التي ضربت محمية بلدته بأكثر من 002 دونم وتحوي ما يقارب الـ4 ملايين شجرة ونبتة حرجية غالبيتها من السنديان والملول والشوح وكذلك حوالى 800 شجرة زيتون و1000 شجرة اخرى من التين والكرمة· واذ طالب غازية وزارة الزراعة ان تباشر اليوم قبل الغد بتحريج المساحات المحروقة من خلال التعاون مع التعاونيات والجمعيات الزراعية في كافة المناطق ناشد ايضا الهيئة العليا للاغاثة بالكشف على املاك المزارعين التي تضررت جراء هذه الحرائق والتعويض عليهم اسوة بباقي المناطق الاخرى·

وأخرى في طريقها الى السوق
وأخرى في طريقها الى السوق


تعليقات: