في قلوب أهالي العرقوب وذاكرتهم


حاصبيا ـ

«ما حدا أكبر من بلده» مقولة الرئيس الشهيد التي ما زال صداها يتردد بقوة لدى أهالي مناطق العرقوب وحاصبيا ومرجعيون، بعد عشر سنوات على استشهاده بيد الغدر والكره لكل انسان يحب ويعمل من اجل وطنه.

عنه يتذكر كبير مشايخ خلوات البياضة الشيخ فندي جمال الدين شجاع «ذات مرة قصدناه، ابان الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1997، مع المغفور له مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ مصطفى غادر وشرحنا له ما كنا نعانيه من اوجاع فلمسنا منه كل حرص وغيرة ومحبة لأبناء هذه المنطقة، ونشكره حيا واليوم نشكره ميتا على ما قدمه للمنطقة ولأبنائها من خدمات ومنح دراسية ومساعدات، فكانت الدولة بتوجيه منه تلبي جميع مطالبنا، وكنا نتمنى ان يكون بعد التحرير في سدة رئاسة الحكومة حتى يعوض على منطقتنا ما فاتها من حرمان وبؤس وتغييب وتهميش، فلو كان حاضرا ما كنا لنعاني ما عانيناه«.

ويضيف شجاع: «كان الحريري رجل دولة بكل معنى الكلمة، فهو رجل الوطن لا رجل الطائفة وانسانا منفتحا متزنا لا تشده نزعة جاهلية ولا عصبية قبلية بل كان الإنسان العاقل الحكيم الذي ابحر وسط الأنواء والعواصف قاصدا الشاطئ الأمين، لكن يد الغدر أبت إلا ان تفسد على اللبنانيين راحتهم وأملهم ومستقبلهم فنالوا منه، ونتمنى ان يستمر الشيخ سعد في نهج وسلوك والده وفي رسالة المحبة والانفتاح والاعتدال ليبني وطنا لجميع ابنائه، فهذا التعدد والتنوع في لبنان هو نعمة ويجب ان نحافظ عليها«.

ويؤكد شجاع :«اننا مع تعدد الثقافات ولكن مع وطن واحد ودولة واحدة قوية عادلة تحمي جميع ابنائها، والشهيد رفيق الحريري هو الذي قال ما حدا اكبر من بلده، لذلك نتمنى ان يطغى صوت العقل والاعتدال على النزعات والشهوات كي يستمر لبنان الوطن والرسالة، ونحن في هذه المنطقة لا ننسى شقيقة الرئيس الشهيد النائب بهية الحريري التي تحمل عقل وفكر ونهج الرئيس رفيق الحريري فلها منا كل التقدير والاحترام«.

ويؤكد مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي ان «لبنان والعالم العربي والإسلامي والعالم اجمع يفتقد الى قامة كقامة الرئيس الشهيد بما كان يمثل من صمام أمان لكل الوطن العربي والإسلامي وينعكس ذلك على لبنان، ولذلك بعد استشهاده، الوطن العربي ولبنان أصبحا في أزمات تلو الأزمات وكأن الشهيد كان المتراس الأول في وجه هذه الفتن والأعمال الإرهابية، لأنه كان رجل السلم والسلام، رجل الأمن والأمان، وكان يطمئن الى وجوده المحب وغير المحب ولذلك الشواهد كثيرة وكبيرة بدءا من تعليمه أكثر من 35 الف لبناني واعماره الوسط التجاري والمطار والمستشفيات والمؤسسات وغيرها فكلها شاهدة على صدق هذا الرجل الكبير«.

ويضيف دلي: «اننا ولما نشهده اليوم من ارهاب وارهابيين على المستويين العربي والإسلامي، تفتقد الأمة رجل الاعتدال والوسطية للوقوف في وجه أولئك الإرهابيين، ونحن اليوم نعول على خلفه الرئيس سعد الحريري الذي يحمل هذه الراية والعمل بما كان يقوم به والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري من اجل الأمن والاستقرار في لبنان والعالم العربي، ولا ننسى أيضا شقيقة الرئيس الشهيد النائب بهية الحريري بما تقوم به من اكمال لمسيرة شقيقها الرئيس الشهيد«.

ويرى راعي ابرشية صيدا وصور وتوابعهما للروم الأرثوذوكس المطران الياس كفوري أن «رفيق الحريري الذي حارب بالقلم والبناء لا بالسيف، آمن بأن من يبني الدولة هم المثقفون وليس الجهلة، فالرئيس الشهيد كان رجل اعتدال وعلم ان لبنان بلد الوسطية والاعتدال، ولا يمكن ان يبنى على التعصب والتطرف إذ هو مثال العيش المشترك ولا يقوم إلا بجناحيه المسيحي والمسلم، ولا شك نفتقده في خضم هذه الهجمة الظلامية المتطرفة، والتي تجاوزت كل حدود العقل والمنطق والتي تدعي التدين والدين منها براء«.

ويلفت منسق تيار المستقبل في حاصبيا ومرجعيون عبدالله عبدالله الى أن الرئيس الشهيد» لم يعرف الطائفية، ودائما يعمل على الخطاب الوطني الجامع، رفض التقوقع والانعزال المذهبي، علّم جيلاً بأكمله على المحبة والألفة والولاء للوطن، ورسّخ فكرة العيش المشترك والتغاضي عن الإساءة والترفع عن الصغائر في سبيل مصلحة الوطن«، مشيرا الى ان «رفيق الحريري «الذي انتفض على المذهبية والطائفية والتعصب وسعى الى بناء الدولة من خلال مؤسساتها المتطورة والحديثة، عمل لجعل لبنان الواجهة العربية المميزة للسياح العرب والأجانب، وسعى جاهدا لإيصال الوجه الحضاري للوطن، متمسكا في الوقت نفسه بحق لبنان بالمقاومة واسترجاع الأرض من العدو الاسرائيلي، هو من شرع للمقاومة العمل على تحرير الأراضي المحتلة، وأنجز اتفاق نيسان الذي حيد المدنيين في مقاتلة اسرائيل، وفي الوقت عينه عمل على إعمار وسط بيروت، وأزال شبح الحرب الأهلية وأضاف رونق الحب والسلام في عروسة العواصم بيروت، وقام بتثبيت مكانة لبنان الاقتصادية والسياحية في العالم العربي والغربي، نفتقد اليوم الى الرجل العملاق الذي جعل لنا الحلم حقيقة، وعشنا معه الشغف للمستقبل، حلم الأمل والحب والسلام والأمن والأمان، والوطن الواعد، وطن لكل أبنائه، وطن بكامل حدوده الجغرافية، ليبقى شعبه مقداماً في حب الانتماء الى لبنان أولا...«.

وعن المحكمة الدولية، يلفت عبدالله الى انها «لا زالت تسعى لاظهار الحقيقة التي كلنا ننتظرها بعد أن حاول الكثيرون تعطيلها وتشويه صورة عملها، لكن مهما كان الظلام دامسا فلا بد من فجر جديد، والحقيقة ستظهر ولبنان الواعد مع الرئيس سعد الحريري لبناء لبنان الحضارة والاعتدال والمساواة«.

.......... .......... ..........

العرقوب وحاصبيا ومرجعيون.. مكملين

ـ عمر يحيى

«مكملين المسيرة التي استشهد لأجلها الرئيس الكبير رفيق الحريري، مسيرة بناء الوطن والمواطن والدولة والمؤسسات»، هذه هي حال أهالي مناطق العرقوب وحاصبيا ومرجعيون الذين أصرّوا على المشاركة في إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.

منذ ساعات الصّباح تقاطر المحبون والمناصرون والأصدقاء إلى بيروت، للمشاركة في هذه الذكرى الأليمة التي أصابت الوطن بالصميم وكل من آمن ببناء الدولة الحرة السيدة المستقلة. وعلى الرغم من الطقس المثلج والعاصف، انطلقوا باكراً لوضع زهرة على ضريح من أحبوا تأكيداً منهم أنّهم سيكملون المسيرة مع نجله الرئيس سعد الحريري الذي يشدّد مراراً وتكراراً على نهج الاعتدال والوسطية، وعلى أن همّه الأول لبنان، لأنه وكما قال الرئيس الشهيد «ما حدا أكبر من بلده».

أرادوا أمس أن يثبتوا تمسّكهم بالمحكمة الخاصة بلبنان لمعرفة الحقيقة، حقيقة من اغتال رمزاً وطنياً عربياً ودولياً قلّ نظيره.

وأكد منسق عام «تيار المستقبل» في حاصبيا ومرجعيون عبدالله عبدالله أنه «رغم الظروف الصعبة التي مر بها وطننا الحبيب لبنان، أثبتت 14 شباط بعد عشر سنوات من القتل والاغتيال وقوة السلاح غير الشرعي الذي فرض الفوضى وحروب الغير العبثية، أثبتت أن خط الاعتدال هو الثابت وهو لبناء الوطن الواحد الجامع لكل أبنائه، وستبقى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قلوب ونفوس محبّيه مع خط نجله الرئيس سعد الحريري».

وتابع: «نحنا مكملين مهما اشتدت الصعاب والأزمات، ويبقى العدل والحقيقة هما أمل ومستقبل لبنان، ولن نسمح إلا لكلمة العلم والثقافة وبناء الإنسان ضمن مشروع الشهيد رفيق الحريري الذي لم يهتز، وبناء عليه نحن مع الدولة ومؤسساتها والجيش والقوى الأمنية وبسط سيادتها على كامل الأراضي، ورفضنا التام لأيّ سلاح غير شرعي مهما كانت مبرراته وتوجهاته».

تعليقات: