كازينو لبنان فضيحة السياسيين

في الكازينو حالياً نحو 1500 موظف لقطاع يمكن ان يدار بنحو 500 موظف، وهذا دليل الى إهدار تمادى
في الكازينو حالياً نحو 1500 موظف لقطاع يمكن ان يدار بنحو 500 موظف، وهذا دليل الى إهدار تمادى


تسقط كل شعارات التغيير والاصلاح والتنمية والتحرير والوفاء والنضال الوطني والديموقراطية والتشاورية والمستقبل والنداءات المتكررة لمواجهة الفساد أمام المصالح الكبرى. قضية كازينو لبنان تكشف عن فساد مستشرٍ في تلك المؤسسة لا يقل عن مثيله في مصرف لبنان و"شركة انترا"، وبالطبع لدى الطبقة السياسية اللبنانية. الكل شركاء في تغطية الفساد. تحوَّل كازينو لبنان بقرة حلوباً لأعوام طويلة، وتوزعت مغانمه وتوظيفاته على الجميع من رؤساء للجمهورية ومسؤولين روحيين وعسكريين ووزراء ونواب وشخصيات ميليشيوية. لكن ما حصل أخيراً كشف، في شكل وقح، عن اساس المشكلة، اذ انه ليس في ادارة الكازينو العملانية واليومية، بل في اساس ادارة الشركة، اذ ان مجلس ادارتها كقالب الجبنة يتوزع قطعاً على النافذين، وهؤلاء يمارسون الضغوط لفرض التسيّب والفلتان والمصالح الموزعة عليهم وعلى أزلامهم.

ما حصل أخيراً في المفاوضات لاعادة النظر في الحل بعد قرار صرف 191 موظفاً لم يكن عودة عن خطأ ارتكب، ولم يكن اصلاحاً بالتأكيد، او محاربة لفساد، او كشفاً عن فضائح ادارية، بل على العكس، اذ يظهر الحل المقترح أن اللجنة التي تولت اعادة ترتيب البيت الداخلي عمدت الى نقل الصلاحية اليها لارجاع نحو 47 موظفاً، ربما من غير المستحقين، لكن ممن يملكون خطاً ساخناً يصلهم بالزعماء ورؤساء الاحزاب الفاعلين. وفي الحل الآخر للمصروفين بشكل نهائي (؟)، والذي رعاه مصرف لبنان و"شركة انترا"، فبدل ان يعاقب موظف لم يحضر الى وظيفته منذ خمس سنين واكثر، ويسحب منه المال الذي قبضه بغير وجه حق، ويحاكم أمام القضاء، اذ بالتسوية السياسية تعطيه بدل خمس سنوات يضاف الى تعويضه الاصلي في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ليكافأ كل فاسد بمبلغ يقرب من 200 الف دولار. وقد حددت إدارة الكازينو سقف التعويضات بـ11 مليون دولار.

أما استقالة عضوين في مجلس الادارة فحدّث ولا حرج، اذ بعد الكلام على فضائح وصفقات، تمت العودة عن الاستقالة في 24 ساعة، من دون ان يكشف هؤلاء عن فضيحة واحدة، ومن دون ان يبررا العودة.

في الكازينو حالياً نحو 1500 موظف لقطاع يمكن ان يدار بنحو 500 موظف، وهذا دليل الى إهدار تمادى لا ينفع معه كلام وشعارات فضفاضة عن خطط للاصلاح.

ولنتذكر ان مجلس الادارة وافق بالاجماع على لائحة المصروفين قبل ان تنكشف اسماء اضطرت بعض اعضائه الى التراجع، ومنها شقيق النائب ايلي كيروز، وشقيقا أحمد البعلبكي المساعد الاساسي للرئيس نبيه بري، وشقيق زوجة الوزير وائل ابو فاعور، وزوجة النائب زياد أسود، وابن خالة محمد شعيب رئيس مجلس ادارة "بنك انترا"، وشقيق مرافق للرئيس بري، وابن شقيق البطريرك الماروني، واقارب الوزير السابق فريد الخازن وغيرهم...

تعليقات: