حلم قطار بركة كفرتبنيت للمختار حسن فقيه بات حقيقة


كان حلما راوده منذ طفولته الى ان دخل منذ سنتين متجرا للالعاب فوجد حلمه: مجسم صغير لقطار لونه أحمر، سريعا اشتراه وانتقل الى مرحلة الحقيقة، قرر وصمم وانتقل الى مرحلة التنفيذ.

من هنا بدأت قصة ال TIC TOC TRAIN او قطار بركة كفرتبنيت لصاحبه المختار حسن فقيه.

كل يوم تقريبا وقبيل ساعات الغروب بقليل، ينطلق "قطار المختار أبو العبد فقيه" او كما يحلو للبعض تسميته TIC TOC TRAIN في جولته، حاملا الاطفال والفتية وفرحهم وهو يطوف بهم في بعض الشوارع المحيطة ببركة كفرتبنيت وعلى ضفافها، تلك البركة المميزة التي حافظ الاهالي والمجلس البلدي في كفرتبنيت والنبطية الفوقا على وجودها من خلال صيانتها وتأهيلها ووضع المقاعد حولها لتكون واحة تنزه للمواطنين الذين يتوافدون اليها عصر كل يوم، يتلاقون وينتظرون مغيب الشمس على صفحاتها.

حلم القطار الذي بات حقيقة رغم كل الصعوبات والتكاليف، يعكس ارادة الجنوبي بحبه للحياة وتوقه للفرح والبسمة على الاقل على وجوه الاطفال والفتية، فربما ما عجزت الدولة ومؤسساتها عن تأمينه من مرافق واماكن للترفيه واللعب، وما أوجدته الحروب والاحتلال الاسرائيلي من معاناة شكل حافزا للكثيرين ومنهم المختار ابو العبد فقيه لابتكار أساليب ومعدات ترفيه بما تيسر، فمن طائرة الميراج لاحد ابناء النبطية الفوقا الى قطار كفرتبنيت.

الحلم يتجسد واستمر تحقيقه سنة ونيف، واظب المختار ابو العبد على انجازه منطلقا من تصنيع أدق التفاصيل للقطار في مستودع اشغاله، صمم من الاواني والصحون والطناجر المنزلية هيكل مقدمة القطار، واستعمل محرك جرار زراعي لتشغيله، وعمل على ابتكار هيكل متكامل مع العجلات الجانبية وأدق التفاصيل بالاكسسوارات، وصولا الى إنجاز مقصورتين تتسعان ل15 شخصا، وطغى اللون الاحمر على القطار الذي بلغ طوله 9 أمتار وبعرض متر ونصف المتر، وتكامل الزمور مع الاضاءة الى الموسيقى الهادئة التي يطلقها "ابو شهاب " من منجيرته مع ركاب القطار.

المختار ابو العبد الذي انجز القطار بدعم من عائلته ودون أي مساعدة من أحد، أمضى سنة ونصف السنة في مشروعه بتكلفة تجاوزت 8000 دولار لم تشكل له اي ضائقة مادية، فهو صاحب معمل مرايا وضع نصب عينه هدفا واحدا هو إيجاد وسيلة مميزة ومبتكرة للترفيه، على مساحة قريبة من قلعة الشقيف الواعدة بمستقبل سياحي للمنطقة، وقرب بركة كفرتبنيت التي تعتبر مكانا رائعا لتوافد المواطنين، تتلاقى فيه العائلات مع عربات بيع القهوة والنرجيلة، وتتهادى أسراب البط على اطراف البركة فيما "زورق الزوديك" يحمل الراغبين بجولة وسط البركة. 


تعليقات: