واقع منطقة العرقوب وحاجاتها ووضع مزارع شبعا

المفتي حسن دلي خلال الحوار مع الزميل هيثم زعيتر
المفتي حسن دلي خلال الحوار مع الزميل هيثم زعيتر


المفتي دلي: أشم رائحة فتنة قادمة إلينا من خارج المنطقة كشفنا بعض خيوطها

مزارع شبعا لبنانية وحدودها معروفة وكل أهلها لبنانيون ولدينا وثائق رسمية تثبت ذلك.

تمتاز منطقة العرقوب بموقعها الجغرافي المميز، حيث تشكل موقعاً متقدماً ومثلثاً مع فلسطين المحتلة وسوريا، وتمتاز بدورها التاريخي والنضالي على مر السنين، وخصوصاً بعد نكبة فلسطين في العام 1948، حيث شكلت الثغر الأول في مقاومة المحتل الإسرائيلي··

وتتغنى هذه المنطقة بمزارعها المعطاءة "مزارع شبعا" التي تكتنز ثروة مائية، وهو ما جعل الإحتلال الإسرائيلي مستمراً بقضم هذه الأراضي، على الرغم من أن القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في آذار من العام 1978، قد شملها، وبالتالي فهذا يعني أن القوات الإسرائيلية لم تنفذ هذا القرار··

واقع منطقة العرقوب، التي دفعت ضريبة غالية على مر السنوات من تدمير للمساكن والممتلكات فيها، وحرق وقطع الأشجار، وإستشهاد وجرح وإعتقال أبنائها، فضلاً عما لحقها من إهمال وظروف صعبة، وقلة مقومات ووسائل التشبث بالأرض، لم يمنع العديد من أبناء المنطقة من الصمود في أرضهم، متمسكين بالإرادة والعزيمة في مواجهة ممارسات الإحتلال الإسرائيلي أو الحرمان والإهمال··

ولأن منطقة العرقوب لها خصوصية، فإن دور مفتي حاصبيا ومرجعيون هو مميز لمتابعة هذه الملفات، فضلاً عن الظرف السياسي الراهن ومحاولات إثارة الفتن في هذه المنطقة··

من هنا جاء قرار سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني، بتكليف قاضي صيدا وحاصبيا الشيخ حسن إسماعيل دلي بمهام مفتي منطقة حاصبيا ومرجعيون، في 15 أيلول الماضي خلفاً للمفتي الراحل الشيخ مصطفى غادر، إلى حين إجراء إنتخابات لمفتٍ أصيل··

وجاء إختيار مفتي الجمهورية، للمفتي دلي، في مكانه الصحيح، وخصوصاً أن شغور منصب الإفتاء في منطقة حاصبيا ومرجعيون وقراهما، يُعطل المصالح الدينية والوقفية والإجتماعية للمسلمين فيه، أو التي يتطلب تأمين إستمراريتها عملاً دؤوباً، فكيف إذا كان المفتي دلي، الذي هو من أبناء المنطقة، ويمتاز بدماثة خلقه، فضلاً عن مستوى علمه الرفيع، والمراكز التي يشغلها أوجد فيها تطوراً ولمسات لافتة للعيان··

"لـواء صيدا والجنوب" إلتقى المفتي دلي، في أول حوار صريح ومطوّل معه، أجاب خلاله بشفافية عن واقع منطقة العرقوب وحاجاتها، وكيفية التعاطي مع القضايا الشائكة، في ظل الظروف السياسية المتأزمة·· إضافة إلى حقيقة واقع مزارع شبعا، والخطوات التي من المنتظر والمتوقع القيام بها لإسترجاعها من المحتل الإسرائيلي، وما هو الموقف من "السيناريوهات" المطروحة لهذه المنطقة··

وفي ما يلي نص الحوار مع المفتي دلي:

التكليف أعطى زخماً

بعد تكليفكم من قبل صاحب السماحة مفتي الجمهورية بمهام مفتي حاصبيا ومرجعيون، ما هي الخطوات الأولى التي قمتم بها فور تسلمكم لمهامكم؟

- إن ثقة صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني غالية جداً، وأمانة عظيمة حملناها، وهذا التكليف من قبل سماحته أعطانا زخماً لمنطقة حاصبيا ومرجعيون، وبدأنا العمل مباشرة في الوقوف على حاجات الناس نظراً للمآسي الموجودة في هذه المنطقة في ظل الغياب شبه التام للمؤسسات·

لقد بدأنا بعملية إحصاء للعائلات المعوزة، وقمنا في "مؤسسة صندوق الزكاة"، التي من مهامها الإطلاع على حاجات الناس، بإحصاء شعبي من شبعا حتى بلدة الوزاني، وتم بحمد لله إحصاء العائلات التي لا معيل لها، وقمنا بصرف جزء من هذا المال لأصحاب الحاجات كعيدية، وإن شاء الله سنستمر في هذه المؤسسة لإنجاحها، ولبلسمة الجراح، وسننطلق لإنشاء مشاريع لهذه المنطقة من خلال هذه المؤسسة، وأقمنا ولله الحمد إفطاراً رمضانياً لـ "صندوق الزكاة"، وكان تجاوب المحسنين كبيراً جداً، فلم نكن نتوقع أن يأتي الدعم لـ "صندوق الزكاة" كبداية لإنشائه بهذا الحجم·

وعلى صعيد دار الفتوى، قمنا بإستئجار مبنى، والآن نحن في طور تجهيزه ليكون موقعاً متقدماً في هذه المنطقة، وستكون دار الفتوى، إن شاء الله، مظلة لكل اللبنانيين، وليس فقط للطائفة السنية·

حاجات منطقة العرقوب

ماذا عن واقع حاجات منطقة العرقوب تحديداً؟

- حاجات منطقة العرقوب عديدة ومتنوعة، وفي مقدمها ضرورة الإهتمام من قبل الدولة، لأن هذه المنطقة وعلى مر التاريخ ما زالت في عوز دائم، فحقوقها لم تصلها كما يجب، وهناك سعي حثيث من قبل رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، والنائب سعد الحريري والنائب بهية الحريري، للإهتمام اللافت بهذه المنطقة، ولجميع طوائفها وليس للطائفة السنية كما يُشاع، وإنما لكافة الطوائف فيها، وقد أبدوا تعاوناًَ وإستعداداً لتقديم ما يلزم، من أجل مساعدة الناس لتثبيتهم في أرضهم ووطنهم، لأن الفقر هو حرب أخرى مخفية لتهجير الناس من هذه القرى·

وأطلب من الدولة وعلى رأسها الرئيس السنيورة، وضع هذه المنطقة نصب الأعين من أجل حمايتها من الهجرة والتهجير القسري بسبب الفقر·

ما هو أبرز ما يحتاج أبناء المنطقة حالياً؟

- مشاريع لتنمية المنطقة، إلى مشاريع لإيجاد فرص عمل للشباب، وخصوصاً أن هناك كمية من الشباب تحتاج إلى عمل، وهذه المشاريع تغنينا عن أمور كثيرة، لجهة إيجاد فرص العمل حتى لا يضطر الناس الى الهجرة من المنطقة، وهذا أخطر ما تمر به هذه المنطقة، وهي هجرة الشباب، وتأتي هذه الهجرة إلى حزام البؤس حول بيروت، حيث هناك تكدس سكاني، ويعيشون حالة من المعاناة حتى في هجرتهم حول بيروت، ولهذه الأسباب فإنه يوماً بعد آخر يتبين أن هناك نقصاً في التعداد السكاني في منطقة العرقوب·

لهذا، فمن أجل تعزيز وجود هؤلاء الناس، يجب إيجاد المؤسسات والمشاريع لهذه المنطقة، وهناك أمل كبير، لأن "دار الأيتام الإسلامية" أنشأت بناءً في المنطقة، وهذا مشروع على طريق إيجاد فرص عمل جزئية للشباب، لأنه يوجد في هذه المنطقة خير كثير، وخصوصاً في القطاع الزراعي والمواشي، وتحتاج إلى مصانع لتصنيع ما يُنتج فيها·

المشاريع تعزز الصمود

في ظل الواقع الراهن·· العدو الإسرائيلي على الحدود، معاناة معيشية صعبة، بُعد المنطقة عن باقي المناطق، ما هي نسبة الصامدين الباقين من أبناء المنطقة؟

- نسبة الصامدين تختلف بين الصيف والشتاء، وبين قرية وأخرى·· على سبيل المثال:

يكون في شبعا حوالى 10-12% من سكنها شتاءً بسب النزوح باتجاه أقربائهم وأولادهم في بيروت وبعض المناطق، لأن الشتاء قارس جداً، والتدفئة تحتاج إلى ميزانية بحد ذاتها، والوضع التعليمي صعب، ولا توجد جامعات، فعندما يصل أبناء المنطقة إلى المرحلة الجامعية، يضطر الأهل الى النزوح من أجل تعليم أولادهم، والذي لا سكن له ولا مكان له في العاصمة أو في المدن، يضطر الى وقف أولاده عن متابعة التعليم·

إننا نطالب الدولة بإيجاد فروع لـ "الجامعة اللبنانية"، على الأقل في قضائي مرجعيون وحاصبيا، حتى تعطي نوعاً من الراحة للناس لجهة التعليم، ودعم مادة المازوت شتاءً لأبناء هذه المنطقة، ليتمكنوا من العيش والإقامة فيها·

وتقوم مصادر الرزق في المنطقة على المغتربين، فمن له مغترب، يُمكن أن يمده بالمال، ولكن لا عمل ولا مال ينتجه أي إنسان خلال فصل الشتاء··

وأما في فصل الصيف، فإن الإنتاج الصيفي للمنطقة بالكاد يقوم بتغطية النفقات على هذه الأرض، فلذلك الإنسان دائماً بحاجة إلى الدعم المالي والإقتصادي، وحتى نخرج من هذا الأمر لا بد من وجود مشاريع، لتكون دورة الحياة الإقتصادية من خلال هذه المشاريع، التي يُمكن أن تُساهم وتُساعد الناس على البقاء في أرضهم·

غالبية أبناء منطقة العرقوب من طائفة معينة·· في ظل هذه الظروف الصعبة، كيف ينسجون علاقاتهم مع الطوائف الأخرى؟

- هذه المنطقة متميزة بعلاقاتها مع بعضها البعض، فمنذ القدم لم تشهد المنطقة أي إشكال بين الطوائف، ويعود سبب ذلك إلى الرجال الكبار والمشايخ والعلماء والأبرشيات، الذين هم على تواصل دائم ومستمر في ما بين بعضهم البعض، يتشاركون الأفراح والأتراح والمعايدات والحياة الإجتماعية المتقاربة، وهناك وعي كبير لدى القيمين على هذه المنطقة من العرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون لمنع أي فتنة طائفية تحصل، ولم تحصل سابقاً، ولن تحصل بإذن الله لاحقاً، لوعي القيمين على هذه المنطقة·

وسبب آخر هو العلاقات الإجتماعية المتميزة، فقوات الإحتلال الإسرائيلي بقيت قابعة في الجنوب أكثر من 20 عاماً، ولم تستطع الإيقاع بين أبناء هذه المنطقة، بل خرج الإحتلال، وحصل التحرير، ولم تكن هناك ردة فعل واحدة من أي جهة حتى لو كانت هناك إساءات ضمن الإحتلال في بعض البلدات والقرى، فكان التعالي على الجراح لحفظ هذه المنطقة، والذي ينظر إليها، فإنه يُشاهد فيها صورة مصغرة عن لبنان بجميع طوائفه·

أشتم رائحة فتنة

···ولكن في ظل التأزم الحالي بين القوى السياسية، هل تخشون من حدوث أي فتنة، حيث نلاحظ حصول إشكالات بين بعض أبناء المنطقة؟ وما هي الجهود التي تقومون بها لضمان عدم تفاقم هذه الإشكالات؟

- نتواصل مع الجميع من أبناء المنطقة، ونضعهم أمام مسؤولياتهم، لأنني أشتم رائحة فتنة قادمة إلينا من خارج المنطقة، وأشرت إليها في الكثير من الخطب، ولن نسمي هؤلاء الأشخاص بالقادمين إلينا بأفكارهم، وبعض الأحيان نسمع أن هناك سلاحاً يوزع، وكشفنا خيوطاً لهذه الفتنة، وحذرنا المسؤولين والقيمين بجميع انتماءاتهم، من أن هناك هجمة من خارج هذه المنطقة على منطقتنا للإيقاع بها، والوقوع بفخ الفتنة، فبإذن الله تعالى، نحن نعي ما يدور حولنا في منطقة مرجعيون - حاصبيا وبالأخص في العرقوب·

هناك بعض الأبواق التي تنطلق من حين إلى الآخر، تحاول الوصول إلى هذه المنطقة بطرق ملتوية، وبشراء بعض النفوس بالأموال تحت شعارات ظاهرها جميل، ولكن باطنها فيه إساءة، وفيه الكثير من "السم"·· وإننا نحذر هؤلاء من التمادي في إشعال نار الفتنة، وهم يعرفون أن الفتنة أشد من القتل·

هل تعتقدون أن الإتصالات ستعطي ثمارها أم أن خيوط الفتنة أشد؟

- لقد بدأت الإتصالات تعطي ثمارها، ولو بشكل بطيء جداً، لأنه هناك تواصل، وأبلغنا الجميع ووضعناهم أمام مسؤولياتهم، بأنه ستتم تسمية الأمور بأسمائها مع أي فريق من الفرقاء، وهم أيضاً يساعدون على إنهاء أية حالة من هذه الحالات، فهناك وعي ويُمكن من خلاله أن نسيطر قدر الإمكان على هذه الفتنة قبل أن تطل برأسها على هذه المنطقة·

···من شملت هذه الإتصالات؟

- شملت الإتصالات نواب المنطقة، وفاعليات ورؤساء البلديات والأحزاب بكل توجهاتها، حيث وضعناهم أمام المسؤوليات، حتى لا يكون هناك تمييز أو تمايز بين فريق وآخر·

ونحن في "دار الفتوى" يدنا ممدودة الى جميع التيارات الموجود في هذه المنطقة لحمايتها من الوقوع في فخ الفتنة·

العلاقة مع "اليونيفيل"

كيف هي علاقة أبناء منطقة العرقوب مع "قوات الطوارئ الدولية"؟

- علاقة ممتازة جداً، والذين يشيعون بأن هذه المنطقة يُمكن أن تأتي بـ "الإرهاب" بإتجاه "اليونيفيل"، فهذا كلام مردود عليهم لأنهم يشاركوننا المناسبات كالإفطارات في شهر رمضان، وأقاموا إفطارات لعلماء المنطقة، وخصوصاً السُنة، حيث حضرت جميع تياراتها: السلفية، "الجماعة الإسلامية"، المعتدلون والوسطيون، وسمعوا كلاماً جيداً من هؤلاء "إن رسالتنا رسالة سلام وأمن وإطمئنان"·

العلاقة مع "قوات الطوارئ الدولية" جيدة، وخصوصاً مع الكتيبتين الإسبانية والهندية لأن هذه المنطقة تحت سيطرتهما، فكان هناك إرتياح كبير، لأن الكتيبة الهندية أقامت إفطاراً لأهل المنطقة، والكتيبة الإسبانية أقامت إفطاراً أخر، وهذا التواصل دائم، ونشاركهم بعض المناسبات، ويقومون بالمعايدة، ونقوم بزيارتهم بشكل دائم لبحث وضع هذه المنطقة، التي هي بحاجة إلى السهر من قبلهم على أبناء هذه المنطقة·

وقد قامت الكتيبة الإسبانية بعدة مشاريع في منطقة العرقوب لتحسين وضع الناس فيها، من إنشاء مستوصفات، وتحسين وضع المقابر وتصوينها، وتزفيت بعض الطرقات، وكذلك تعليم الناس اللغات الإسبانية وغيرها، فهناك تعاون جيد جداً ما بين "قوات الطوارئ الدولية" والمواطنين، وكل ما يُشاع غير صحيح، ونرد هذا الكلام على مطلقيه، وبأنه لا إرهاب في المنطقة، ولا تُكنُّ إلا كل خير لضيوفها من قوات "اليونيفيل"·

لبنانية مزارع شبعا

وضع مزارع شبعا أثار لغطاً كثيراً في الأوساط اللبنانية والدولية، وبعض الأطراف اللبنانية لا تقر بلبنانية هذه المزارع، فيما أهالي المنطقة وقسم كبير من اللبنانيين يؤكدون لبنانيتها، فما هو تعليقكم على ذلك؟

- مزارع شبعا لبنانية، وحدودها معروفة، وكل أهلها لبنانيون، وهناك وثائق رسمية قبل الإحتلال وإنشاء الكيان الصهيوني وتعود الى أعوام: 1916 و1920 و1936 و1938 و1940، وأهم هذه الوثائق، هي وثيقة الوقف السني في "مشهد الطير" في مزارع شبعا، فهناك مخاصمة بين الدولة اللبنانية و"الأوقاف الإسلامية السنية" حول مساحة الأوقاف، الخاصة بالوقف السني لبلدة شبعا، وهذا الحكم صدر في أيام سماحة المرحوم المفتي الشيخ محمد سليم جلال الدين (يوم كان قاضياً لحاصبيا)، وهو ممهور بتوقيعه وختمه، وموثق لدى المحاكم والدولة اللبنانية، وهناك عدة أمور من الجمارك اللبنانية، حيث كانت تحصل أحداث، وعند وقوع قتيل كانت تحقق به الدولة اللبنانية عبر الدرك اللبناني، الذي يقوم بدورياته، ونحن لنا "طابو"، وليست حججاً وإنما سندت تمليك، وفي الآونة الأخيرة وبعد وفاة الوالد دفعنا للدولة اللبنانية في عقارية النبطية رسوم الإنتقال إلى الأرض في المزارع·

···ولكن هناك من يقول بعدم لبنانية هذه المزارع، فهل تعتقدون أن ذلك لأهداف وغايات سياسية؟

- طبعاً لغاية في نفس يعقوب، هذه الأرض لبنانية 100%، وطبعاً يستعملون هذه المزارع لغايات سياسية أو للوصول إلى أهداف معروفة للجميع·

ما هي الخطوات التي تقومون بها لاسترجاع هذه الحقوق؟

- المطالبة دائماً مع الجهات الرسمية، ومع الرئيس فؤاد السنيورة وكل المعنيين بالعمل على إستعادة هذه الأرض، لأنها الميزان الإقتصادي الكبير لشبعا ومنطقة العرقوب على وجه الخصوص· فهذه الأرض فيها مواسم زراعية على مدار العام، وخسرت 1200 عائلة هُجّرت من هذه المزارع والى الآن لم تلتفت إليهم الدولة بحكوماتها السابقة بتعويض ولو جزء بسيط مما خسروه من ممتلكات وبيوت ومزروعات ومواسم من العام 1967 و1968 وما فوق، بقي الناس حتى العام 1985 وهم يقومون بقطاف الزيتون في بعض المزارع، قبل أن تُضم بعد العام 1985 إلى داخل الكيان الصهيوني·

هل تعتقدون أن القرار 425 شمل هذه المزارع، أم أنه تم تحقيقه، وهذه المزارع غير مشموله به؟

- القرار 425 أتى لكامل الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل عدونا الإسرائيلي، ومزارع شبعا والنخيلة بالذات، وهي أبعد من مزارع شبعا، هي من ضمن القرار 425، لأنها أراضٍ لبنانية، أما القرار 242 فلم يختص بلبنان، وإنما إختص بالجولان والأراضي التي أحتلت من فلسطين في العام 1967، بينما القرار 425 كان واضحاً، وهو للأراضي اللبنانية·

المقاومة لها عدة أشكال

بما أن الأمم المتحدة لم تُطبق هذه القرارات، برأيكم هل المسعى السياسي يُمكن أن يُعطي ثماره، أم أنكم ترون أن المقاومة المسلحة هي السبيل لإستعادة الأرض؟

- المقاومة لها عدة أشكال، ليس السلاح هو فقط لإستعادة الأرض، يُمكن أن تجدي المقاومة السياسية نفعاً، وإذا كانت هناك مصداقية لدى الأمم المتحدة يُمكن أن تعود هذه الأرض· ونسمع في الآونة الأخير أن هذه الأرض يُمكن أن تكون تحت وصاية الأمم المتحدة حتى البت بترسيم حدودها مع الجولان السوري المحتل·

···هل تعتقد أن أهالي المنطقة يوافقون على وضعها تحت وصاية الأمم المتحدة؟

- بداية نوافق لكي نستعيد أرضنا، لأن الأمم المتحدة بالنهاية هي جزء من الأمن الدولي، وبذلك نستطيع أن ندخل ونخرج الى أرضنا ونعيد إعمارها حتى تحل مشكلة ترسيم الحدود، ليس كل الحدود فقط مزارع شبعا·

ما هي الكلمة التي توجهها إلى أهالي منطقة العرقوب والجنوب واللبنانيين؟

- أتوجه بكلمة إلى أهلي في منطقة العرقوب والجنوب بأن نكون جميعاً لوطننا لبنان، وعلينا حقوق ولنا واجبات تجاه الدولة، ونطلب منهم التشبث بالأرض مهما كلف ذلك من أثمان· ونتمنى على المسؤولين والقيمين أن يلتفتوا ولو بالجزء اليسير، وخصوصاً في هذه الآونة، إلى هؤلاء الناس لإعطائهم حقوقهم، وهم لا يطلبون صدقة، ولا يأخذون من الدولة إحساناً، بل لهم حقوق مكتسبة لدى الدولة· وإذا أرادت الدولة أن تُبقي الناس في أرضهم ووطنهم عليها أن تقوم بواجباتها تجاه أهل هذه المنطقة·

ونقول لأهلنا في المنطقة: كما تحملتم سابقاً ظلم العدوان الإسرائيلي، علينا أن نتحمل قليلاً من أجل أن نبقى في وطننا وأرضنا وقُرانا، حتى لا يكون هناك تفريغ للناس من هذه المنطقة، وتكون لقمة سائغة للآخرين للتغيير الديموغرافي في هذه المنطقة·

HZ@janobiyat.com

المفتي دلي في سطور

الشيح حسن إسماعيل دلي:

- مواليد: شبعا 1957 · - متأهل: ولديه 4 أولاد التحصيل العلمي: - الإبتدائية في "مدارس المقاصد" في شبعا· - والثانوية الشرعية في "أزهر لبنان"، تخرج في العام 1976 · - الليسانس من "جامعة الملك عبد العزيز" وتخرج 1980/1979 · - الماجيستير من "المعهد العالي للدراسات الإسلامية" في "المقاصد" - بيروت بتقدير جيد جداً في العام 1990 · - دكتوراه تحضيرية في "جامعة بيروت الإسلامية" التابعة لدار الفتوى 1996-1997 · المراكز التي شغلها: - ناظر عام ومدير "أزهر لبنان" في بيروت من العام 1982 ولغاية 2000 · - قاضي شرع حاصبيا وصيدا 2000/5/25 ولتاريخه· - عضو "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى" عن منطقة حاصبيا - مرجعيون 2005/12/25 · - عضو في اللجنة التشريعية في المجلس الشرعي· - عضو في اللجنة القضائية في المجلس الشرعي· - رئيس صندوق الزكاة لمنطقة مرجعيون وحاصبيا - كُلِّف من قبل سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني بمركز إفتاء حاصبيا ومرجعيون بتاريخ 2007/9/3 ·

المفتي حسن دلي
المفتي حسن دلي


تعليقات: