شاعر الألوان محمد مخزوم: \" متى عيناك يا وطني ستنتقمان ؟؟؟\"

متى عيناك يا وطني ستنتقمان ؟؟؟

إن صُلب الوطن....

وعلقوا أشجاره ...

وأغصانه ....

وأزهاره ....

وترابه ...

وجباله ...

وأوديته ..

على خشبة الموت ...

ودقوا ألف ألف مسمار

في جسده ...

ليمنعوا الطيور من التغريد ...

والرياح من الرقص

عارية على

أوراق العنب ....!!!

فحتما

سيخرج

من كل ثقب للألم

مجاهد ...

وإستشهادي ...

وبطل ...

ومحارب ...

ومطالب للحرية ...

وشاعر ...

وسينزف من كل جرح

أمل ...

وثورة ...

وصرخة ...

وحياة...

وجنين للنصر....

وسيكون للألوان حرب ...!

وللأقحوان ثورة.....!

ولأواني الفخار معركة .....!

وللسنديان جولة.....!

فلا تخشي من عيون وطن

ترى ما لا تراه

الشياطين ....

وتبصر ما لا يبصره

المجانين ....

فالوطن يرى ببصيرته

لا بالبصر ...

لهذا فخخنا أعشاش العصافير

واكواز الصنوبر ..

وزهر الليمون ..

وأفئدة الكرز ..

واحلام الفستق ..

ورئة البساتين ...

لتكون ثورة للطبيعة ...

تتبع ملتها حرارة السلام

وعشق الحرية للصلاة

في مساجد الآمنين ...

فلا تضع قبل كلماتك

كلمة للاستفهام (متى)

ونحن نعي ان الأجوبة

لن ترضي كل شغفنا ...!

حينما نشتاق لوطن

خال من جراثيم الشر ...

ومطعم بلقاح التفاح ..

ونكهة الياسمين ...

ولا تتدخل في مشاعره

توابل حارة ..

تؤكسد عاطفته ..

وتهيج يأسه واستسلامه....

فمنذ متي يا شاعر الألوان

ننتظر من يهبنا قلما لنرسم اوطاننا

كما نريد ...؟

ومنذ متى تكون الحياة سهلة ...؟

دون خذلان ..

او كر وفر ...

او مد وجزر ....

او هزيمة وانتصار .....

او دمعة حلوة ......

ودمعة مرة .......

يكفي ان تكتب عن لبنان

بقلمك

ليتحول الى منتجع للحب ..

حتى وان كان هناك الف غراب

ينعق تحت حبر قلمك وقلمي..

وما بين سطرك وسطري ..

فحتما ستشرق الشمس

من ضمير حرف ..

ومن لهفة كلمة ..

ومن اشتياق عبارة ..

لوطن نريده يقظا

خارج احلامنا ..

حينها لن نحتاج للثورة

كما سنحتاج للحب

لابقاءه حيا بداخلنا ...!

لعلنا نبصر بعيناه

هوياتنا بالابعاد الثلاثية

دون الحاجة لعدسة مكبرة....؟

او لنضارات طبية....؟

او لقطرة عين....؟

أو لكمادات مياه ساخنة ....؟

فمتي ما ارتفعت حرارة الغضب ..!!؟؟

ومتى ما اشتعلت حمى الإنتقام ..!!؟؟

حينها ستتحول عيون الوطن الى

ثورة تجيب على علامات استفهامك

يا شاعر الألوان ؟؟؟

موضوع ذات صلة:

كلمات الشاعر محمد مخزوم "متى عيْناكَ يا وطني ستنْتقمانْ؟!"