حسن فقيه ابن الخامسة عشرة: خرج ليسبح فعاد في نعش!

 كيف وقعت الحادثة؟ خرج حسن صباح أمس مع شقيقه وابن خاله إلى مدينة الفرح لممارسة رياضة السباحة. هناك أمضوا وقتاً ممتعاً، لكن يومهم انتهى بمأ
كيف وقعت الحادثة؟ خرج حسن صباح أمس مع شقيقه وابن خاله إلى مدينة الفرح لممارسة رياضة السباحة. هناك أمضوا وقتاً ممتعاً، لكن يومهم انتهى بمأ


انتظر حسن فقيه ليحتفل بعيد الفطر، لم يشأ أن يمرّ العيد حزيناً على عائلته، ففرح معهم، ولعب مع شقيقه للمرّة الأخيرة، ومضى في طريق لا عودة منها. قرّر القدر أن يرسم درب ابن الخامسة عشرة ربيعاً وفق هواه، نزعه من أحضان عائلته وسلّمه إلى خالقه. أمس توفي حسن واليوم ودّعته النبطية، فأقامت له عرساً، رقصت حزناً وأسى على رحيله المفاجئ.

كيف وقعت الحادثة؟

خرج حسن صباح أمس مع شقيقه وابن خاله إلى مدينة الفرح لممارسة رياضة السباحة. هناك لعبوا معاً وأمضوا وقتاً ممتعاً، لكن يومهم انتهى بمأساة. يقول أحد أقارب الفتى لـ"النهار": "قضى حسن يومه في مدينة الفرح مع شقيقه محمد وابن خاله، مارس رياضة السباحة، وعندما خرج ليوضّب أغراضه ويعودوا معاً إلى المنزل، داس على شريط، فصعقته الكهرباء الموصولة بإحدى الألعاب، وهي عبارة عن ماكينة بوكس. صعقته الكهرباء مرّتين ورمته".

كان محمد بعيداً من شقيقه، أمّا ابن خاله فقد حاول مساعدته لكنه تعرّض للصعق أيضاً، فخاف وتراجع إلى الوراء. يتابع قريب العائلة: "عندما رأى محمد شقيقه مرمياً على الأرض، حاول مساعدته لكن من دون نتيجة، فصرخ طلباً للنجدة، لكن الوقت لم يحالفه إذ إن حسن توفي فوراً. نقل إلى مستشفى النجدة الشعبيّة في النبطية ولكن الإسعافات الأوليّة لم تنفع".

حاول أحمد والده أن يثنيه عن الذهاب، لقد أحسّه قلبه، وارتاب من الأمر، لكنه عاد وسمح له بذلك، لم يستطع تحمّل زعل حسن الذي عاند كثيراً وأصرّ على الذهاب. ذهب ولم يعد. مشى برجليه إلى مصيره المحتوم. لم ينتظر حلول أيلول ليحتفل بعيده الخامس عشر، رحل صاحب الضحكة الخجولة والقلب الطيب، رحل من غير أن يكترث لصراخ محمد، ومن غير أن يعير أهمّية لبكاء شقيقاته ألاء وبتول وليال. رحل كبير البيت تاركاً والده أحمد مفجوعاً يسأل نفسه "لماذا عدت عن قراري؟ لماذا ضعفت أمام حزنه؟ ألم يكن أفضل لو أنه حزن قليلاً بدل أن يحترق قلبي العمر كله. أمّا الوالدة زينب فمنهارة، لا تصدّق أنها لن تحضن فلذة كبدها بعد اليوم، لا تصدّق أن الغالي رحل ولن يعود.

تضارب الأسباب

توفي حسن وتضاربت الأسباب حول وفاته، إذ تشير بعض الأنباء إلى أن الفتى كان يعاني مشكلات في القلب، وأنه توفي نتيجة الجهد الذي بذله خلال السباحة وعند اللعب بماكينة البوكس، فيما تؤكّد معلومات أخرى أن الكهرباء صعقته. فما هو ردّ إدارة "مدينة الفرح" في النبطية؟

يقول المدير العام المسؤول علي طباجة لـ"النهار": "ما زلنا ننتظر نتائج تقرير الطبيب الشرعي وتحقيق القوى الأمنيّة، ما زالت الأسباب غير واضحة حتى الآن. لقد وقعت الحادثة بالقرب من المسبح حيث هناك أكثر من 400 شخص، لقد وقع الصبي أرضاً وتوفي. المسبح كان مكتظاً بالناس، ولم تسجّل أي حالة صعق مع أي منهم، اللعبة موجودة ولكن بعيداً من المسبح، لو حصلت حالة صعق لكان تضرّر كلّ من في المسبح".

تتابع "مدينة الفرح" القضية، وقد فتحت تحقيقاً داخلياً في الحادثة في كل الأقسام، وفق ما يؤكّد الحاج طباجة: "نتابع القضية منذ أمس، وما زالت التحقيقات سارية. في حال ثبت أن الصبي توفيّ نتيجة صعقة كهربائيّة، فهناك مسؤوليّة على الإدارة التي تعاملت مع مستثمر الماكينة. ما حدث للصبي وعائلته مصابنا أيضاً، ونحن سنتحمّل كامل المسؤوليّة مهما كانت النتائج والأسباب".

التقرير الأمني الأوليّ

من جهة أخرى، تؤكّد مصادر أمنيّة لـ"النهار" إلى أن المعلومات الأوليّة تشير إلى أن الصبي توفي نتيجة صعقة كهربائيّة، وأن التحقيقات ما زالت جارية، خصوصاً أن ماكينة البوكس كانت موصولة إلى الكهرباء، وتضيف المصادر: "لقد تمّ التحقيق مع المديرين التنفيذيين والمدير العام والناس الموجودين عند وقوع الحادثة، فلقد تعرّض ابن خال الصبي لصعقة كهربائيّة أيضاً، علينا معرفة إن كان ثمة إهمال، وكيف ركّبت الآلة، وإن كان فيها عيب ما، أم إن الوفاة قضاء وقدر".

تعليقات: