ملكة جمال المغتربين في كندا من جديدة مرجعيون


مرجعيون

على شرفة منزل جدّيها في جديدة مرجعيون، المنزل الحجري ذي القرميد الأحمر المطلّ على الشارع العام وسهل مرجعيون والخيام، تقف كريستينا سلامة ملكة جمال المغتربين في كندا متأمّلة مشهدًا لا تراه عيناها في بلدها الثاني كندا. وبلغة عربية تتسلّل اليها لكنة أجنبية تعبّر عن هذا المشهد الذي يجمع بين جمال الطبيعة وحسن ضيافة اهل البلدة والمنطقة، وتاريخ عمره آلاف السنين وإرث حضاري يفخر به أبناؤه أينما كانوا حتى في المهجر.

"النهار" التقت كريستينا(20عاما) قبيل مشاركتها في ملكة جمال المغتربين التي ستُقام يوم غد السبت في بلدة ضهور الشوير، للحديث عن تجربتها في مسابقة ملكة جمال المغتربين في كندا وعن الوطن والانتماء. لا شكّ في أن الغربة لم تبعدها قلبا وقالبا عن وطنها الأم، رغم انّها وُلدت في كندا ونشأت وترعرعت فيها، الا انّ عائلتها وأقاربها الذين يقيمون قريبين من بعضهم ويصرّون على المحافظة على جوّهم اللبناني وعاداتهم وتقاليدهم، ما انعكس على كريستينا التي باتت تجمع في شخصيتها مزيجا من حضارتين وثقافتين يغلب عليها في كثير من الاحيان جانبها اللبناني.

والدتها ماري التي ترافقها في لبنان مع شقيقتها تؤكّد أنّها سعت دوما لتوفير بيئة لبنانية لعائلتها في كندا، وتزور لبنان باستمرار كي تزيد من تعلّق اولادها بوطنهم الأم. وتوافقها ابنتها الرأي قائلة: "انا احب وطني كندا واحترمه كثيرا، ولكن الدم الذي يجري في عروقي جديداني".

سفيرة مزدوجة

في المسابقة التي شاركت فيها بكندا، ردّت بثقة على سؤال عن الاسطورة بالنسبة لها: "انها فيروز"، وعلّل ذلك بالقول: "تأثرنا بفيروز منذ صغرنا لأنّ والدتي كانت تردّد دوما اغانيها وتخبرنا عنها. أن أفخر بها لأنّها سيّدة عظيمة رفعت اسم لبنان في كل العالم". وردًّا على سؤال ماذا اعطاها لبنان قالت: "جذوري لبنانية كذلك تاريخي وثقافتي ومحبة الآخرين، كلّها صفات يتمتّع بها اللبناني. صحيح انني اعيش في كندا واحبها كثيرا لكن هذا لا يمنع انني لبنانية وكلّ العادات اللبنانية نحافظ عليها في كلّ ما نقوم به ونعيشه". وعمّا ستقدّم هي للبنان اجابت: "اريد ان اكون صوت لبنان، سفيرة من نوع آخر. احبّ ان اعرّف عن وطني حيث اعيش، وهذا ما أقوم به منذ سنين خصوصا من خلال دراستي الجامعية لاختصاص علوم الحياة حيث اخبر رفاقي عن لبنان واشجّعهم على زيارته سواء الكنديين ام اللبنانيين الذين لم يتعرّفوا بعد الى لبنان. انا "copy" عن وطني. لا شكّ انّه بعد فوزي بالمسابقة في كندا ازداد فضول كثيرين للتعرّف الى لبنان، وما اقوم به منذ وصولي هو تصوير المناظر الجميلة والقرى والآثار... لعرضها عندما اعود الى كندا في الجامعة او في اي مكان استطيع ان اخبر فيه عن لبنان".

ترى كريستينا نفسها سفيرة "مزدوجة"، ففي كندا حملت اسم لبنان في المسابقة، وغدا ستحمل اسم كندا، وفي رسالة احبّت توجيهها لجيل الشباب: "لا تخافوا من خوض التجارب، فان لم تجرّبوا لن تتعلّموا، وحتى ولو فشلتم لا تخافوا، لأنّ الحياة تمنحنا فرصا عديدة".

(تصوير رونيت ضاهر)



تعليقات: