ممثلة المفوضية العليا للاجئين في لبنان ميراي جيرار تزور المركز الرئيسي لمؤسسة عامل


مهنا: قضية النازحين قنبلة موقوتة

اطلعت ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار على سير البرامج الإنسانية التي تنفذها مؤسسة عامل الدولية، بالتعاون مع المفوضية وشركاء آخرين، وذلك خلال زيارة أجرتها إلى مركز مؤسسة عامل الرئيسي ولقائها بالدكتور كامل مهنا رئيس المؤسسة والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان.

وحيّت جيرار أثناء الزيارة الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة عامل وباقي منظمات المجتمع المدني اللبنانية والفلسطينية، عبر الاستجابة السريعة والفعالة لأزمة ضخمة بحجم الأزمة السورية، مؤكدة أن مفوضية اللاجئين على وعي تام بخطورة مسألة النازحين التي تتفاقم منذ السنوات الأربع الماضية، والتي قد تستمر لسنوات خمس إضافية.

كما اشارت إلى ضرورة ابتكار حلول دعم ومساعدة إضافية لاحتواء هذه الأزمة، وزيادة المشاريع التنموية والدعم الإنساني للنازحين والمجتمع المضيف على حد سواء، كاشفة أن المفوضية تعاني من صعوبات لتأمين دعم ومساعدات للبنان، ولكن هناك فرصة جديدة تعمل عليها المفوضية، عبر البنك الدولي، لتقرير خطة دعم للمجتمع اللبناني المضيف.

وأكدت جيرار أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بصدد وضع خطة العام 2016 لاحتواء ومساندة أزمة النازحين، وفق الاحياجات الملحة والتي تتضمن حماية اللاجئين والدعم الصحي والتربوي، لافتة إلى أن المفوضية ستعمل كل جهدها لحث المتبرعين على زيادة الدعم، والتنسيق مع مؤسسة عامل وغيرها من المؤسسات التي تعمل على حل أزمة النازحين.

بدوره رحب الدكتور كامل مهنا بجيرار وهنأها بمنصبها الجديد، شارحاً خطورة الموقف وجدية وضع النازحين الذي يعتبر قنبلة موقوتة في لبنان، مؤكداً أن مؤسسة عامل المدنية غير الطائفية والتي رفعا شعار التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر، تعمل بعكس الثقافة السائدة في العالم العربي والقائمة على الانتماءات الضيقة والتناحر، وخطتها الأساسية هي تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته السياسية والثقافية أو انتمائاته العرقية، وقد قدمت إلى الآن

وتابع د. مهنا مؤكداً أن عدد النازحين السوريين في لبنان البالغ مليون ونصف المليون بحسب تقدير الحكومة اللبنانية، يعادل ثلث الشعب اللبناني أي ما يوازي 20 عشرون مليون في فرنسا التي لم تستطع تحمل عبء عشرة آلاف عائلة من الغجر الروم، فطردتهم!، لافتاً إلى حسن الضيافة التي يبديها الشعب اللبناني واللاجئين الفلسطيين لاخوانهم السوريين في محنتهم.

كما اعتبر أنه تاريخياً منذ مجزرة رواندا عام 1994 ، لم يحصل قط، أن تحمل بلد صغير كلبنان، تحكمه الانقسامات الطائفية والسياسية، والعجز الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، هذا الععبء الثقيل من النزوح الذي دام لأربعة سنوات وسيدوم لخمس سنوات كتقدير أولي.

بناء على المعطيات التي قدمها د. مهنا، دعا وبشكل عاجل، "إلى تنفيذ الخطة التي وضعتها الحكومة اللبنانية بالتعاون مع المنظمات الأهلية بعد مؤتمر المانحين في الكويت، بحيث سيقدم للبنان مليارين ومئة مليون دولار، سيكون 37% منها نصيب اللبنانيين الفقراء، و63% منها ستوزع على النازحين وباقي اللبنانيين، مشدداً على ضرورة ان تصرف الأموال من قبل المنظمات الدولية على المستفيدين وليس على الإداريين والعاملين، وأن تكون هذه المنظمات شريكاً للدولة اللبنانية والمنظمات الأهلية المحلية لا أن تحل مكانها، وأن يكون عملها إنسانياً لا تجارياً".

وأخيراً طالب د. مهنا المجتمع الدولي بإجراء التدخلات الضرورية والسريعة، لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وبانتظار ذلك وفي ظل القنبلة الموقوتة الموجودة في لبنان، أن يساعد لبنان الذي يساعد سوريا.

تعليقات: