التقنين القاسي ينعكس سلباً في القرى الحدودية


المواطنون يلوّحون بمقاضاة «الكهرباء»

التقنين الحاد في التيار الكهربائي، انعكس سلباً على مختلف الأوضاع الحياتية والإنتاجية في القرى الحدودية، وخصوصاً اصحاب المصالح، الذين باتوا مضطرين لتشغيل مولداتهم الكهربائية على مدار الساعة، مما تسبب بتعطيل واحتراق العديد منها، نتيجة عدم تحملها التشغيل الطويل مع حرارة الطقس المرتفعة، وغير المتوقعة في مثل هذه الفترة من العام، وأدى بالتالي الى رفع النفقات، وارتفاع الأسعار بنسبة 5 الى 10 في المئة، لمختلف انواع المواد الغذائية والإنتاج الصناعي والحيواني.

اكثر من 18 ساعة

تقنين التيار الكهربائي في المنطقة الحدودية، لامس حدود 18 ساعة وما فوق في اليوم، ناهيك عن الأعطال الدورية الناتجة عن الطقس الحار، ما تسبب بأضرار بالغة للمواطنين على مختلف الصعد الحياتية، في حين عمد اصحاب المولدات الى رفع اسعار الاشتراك، بنسبة 20 الى 25 في المئة، مما حدا بالأهالي الى التلويح بالسلبية كتعبير لا بد منه عن احتجاجهم لهذا التخاذل، والاستخفاف من قبل مؤسسة كهرباء لبنان بهذه المنطقة المحاذية لخط التماس مع العدو الصهيوني، مما رتب أعباء وخسائر مادية مضاعفة، بات أبناء هذه القرى عاجزين عن تحملها في ظل ظروف الاقتصادية الصعبة.

اللجوء الى التصعيد

اصحاب المصالح الخاصة ومربو الدجاج، استغربوا هذا الوضع المتمادي من دون أن تلوح في الأفق اية حلول ناجعة، في ظل تغاضي المسؤولين في وزارة الطاقة وفي مؤسسة كهرباء لبنان، عن هذا التقنين العشوائي بحق أبناء هذه المنطقة، الذين لم يتأخروا يوماً عن دفع فواتير الكهرباء وكل الضرائب والرسوم، التي تفرضها عليهم الدولة بمؤسساتها كافة، حتى في أصعب الظروف وابان الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين الى أنهم سيلجأون في أية لحظة الى السلبية، عبر خطوات تصعيدية من أجل الحصول على حقوقهم.

سالم صاحب محل لبيع الأجبان والألبان واللحوم المجلدة، اعتبر ان رفع ساعات التقنين قرار جائر وغير مسؤول، وكان حرياً بالجهات المعنية، التفتيش عن الحلول المطلوبة لهذه المشكلة المزمنة، للتخفيف عن كاهل المواطنين، لافتاً الى ان زيادة ساعات التقنين رتبت خسائر مادية إضافية، بحيث بات المواطن مضطراً لدفع فاتورة الاشتراك في المولدات الخاصة مضاعفة، وسيضطر، اذا استمر هذا التقنين القاسي لفترة طويلة، الى رفع اسعار المثلجات بشكل تدريجي.

مسؤولية وزارة الطاقة

مشهور العامل في معمل بلوك، لفت الانتباه الى أنه، ومنذ أكثر من أسبوع، متوقف عن العمل، بسبب التقنين الحاد في التيار الكهربائي وكذلك ضعف الطاقة في ساعات التغذية، وقال إنه لا يجوز السكوت بعد اليوم عن هذه المشكلة، التي أصابت كل مواطن في هذه المنطقة وغيرها من المناطق اللبنانية بالصميم، محملاً وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان، مسؤولية وقف العمل في العديد من المؤسسات والمصانع، وناشد هؤلاء ضرورة الإسراع في إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي باتت تهدد لقمة عيشنا، وإلا سنضطر يوماً، الى مقاضاة مصلحة كهرباء لبنان، وتحميلها كل الخسائر التي نتكبّدها.

تعليقات: