أحمد الأسير وظروف قرار المغادرة والتخفّي والتنكّر ورحلة العودة من الشمال إلى صيدا

الشيخان أحمد الأسير وسالم الرافع... فشل مبادرة الإخراج استبدل بالإيواء
الشيخان أحمد الأسير وسالم الرافع... فشل مبادرة الإخراج استبدل بالإيواء


الشيخان أحمد الأسير وسالم الرافع... فشل مبادرة الإخراج استبدل بالإيواء

بعد فشل مبادرة «هيئة علماء المسلمين» وفتح جبهة محور تعمير عين الحلوة... الأسير قرّر الفرار

أمجد الأسير طلب من الشيخ محسن الشعبان تأمين سيارة ولباس شرعي لتسهيل فرار «الشيخ أحمد»

فادي السوسي أحرق كافة المستندات لأسماء المجموعات قبل سقوط «المربّع الأمني»

أخذ إمام «مسجد بلال بن رباح» - عبرا الشيخ أحمد محمد هلال الأسير الحسيني قراره صباح الإثنين 24 حزيران 2013، بمغادرة المربّع الأمني، فتفرّق أفراد مجموعاته بين مَنْ بقي معه، أو سبقه بالمغادرة أو تلاه، ومَنْ عاد والتقاهم لاحقاً خلال فترات تواريه...

ومردُّ القرار النهائي للمغادرة يعود إلى جملة من الأسباب والمعطيات، خاصة بعدما تقطّعت به السُبُل، و»لم ينطبق حساب الحقل عَ حساب البيدر»، حيث اعتبر أنّه «خُذِلَ» ممَّنْ كان يراهن على أنّهم سينصرونه سياسياً أو ميدانياً بتحرّكات وقطع طرق، وعسكرياً بفتح أكثر من جبهة لتخفيف الضغط عنه...

لم تثمر المبادرات التي طُرِحَتْ والاتصالات التي جرت بإيجاد مخرج وتسوية كما كان يعتقد، وكما كان يجري سابقاً بعد كل اعتداء أو حادث يحصل مع مجموعته، حتى ولو كان هجوماً كلامياً، واعتداءً بحق ضبّاط وعناصر القوى الأمنية والجيش، وكان يتم «تقطيب» و»لفلفة» القضية ومسحها بـ»الذقون» بعد تعهدات إلى قادة أمنيين وعسكريين بأنّه «مضبوط» الحركة و»تحت السيطرة»...

لكن ما جرى يوم الأحد 23 حزيران 2013، كان مغايراً، بالاعتداء على حاجز للجيش اللبناني، واعترف الأسير بعد توقيفه، كما كان قد اعترف سابقاً أفراد من مجموعته وممَّنْ أوقف بأنّه أعطى التعليمات إلى الشيخ أحمد الحريري بإزالة الحاجز، وأنّ مَنْ أطلق النار على النقيب سامر طانيوس المسؤول عن الحاجز هو أمجد محمد هلال الأسير (مواليد 1973) - أي شقيق الشيخ أحمد - حيث كانت شرارة اندلاع المواجهات الدامية، ولم تؤد الاتصالات التي جرت من سياسيين ورجال دين مع وزراء ونوّاب ومسؤولين، وفي طليعتهم قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى وقف إطلاق النار، فالحصيلة كانت قد ارتفعت إلى 6 شهداء للجيش اللبناني عند الحاجز وفي الملالة التي تعرّضت لصاروخ «لاو» أطلقه محمد هلال النقوزي...

تمكّنت مجموعات الأسير في اليوم الأول من تنفيذ الخطة التي وضعها المسؤول العسكري لمجموعاته فادي السوسي قبل يومين من اندلاع الاشتباكات، تنفيذاً لقرار مجلس الشورى لدى الأسير بوضع خطة لمواجهة الجيش، وقد نجحت هذه المجموعة بتنفيذ الخطة، بما في ذلك الالتفاف على الجيش في محيط «مسجد بلال بن رباح» و»التقنيص» على خطوط الإمداد في أكثر من منطقة في مدينة صيدا، ما يفسّر فداحة الخسائر التي مُنِيَ بها الجيش اللبناني وفاقت الـ 18 شهيداً وأكثر من 120 جريحاً...

كيف غادر الأسير وتوارى؟

فشل توسيع رقعة الاشتباكات

قبل فرار الأسير، حاول عبر أكثر من وسيلة تخفيف الضغط عن مربّع «مسجد بلال بن رباح» في عبرا، من خلال:

- الاستفادة من المبادرة التي طرحتها «هيئة علماء المسلمين» برئاسة الشيخ سالم الرافعي، والتي زارت مدينة صيدا ليل الأحد، استجابة لنداء الأسير بفك الحصار عنه، لكن لم تثمر جهودها، خاصة بعدما رُفضت المبادرة التي قدّمتها الهيئة إلى قيادة الجيش، وتقضي بوقف إطلاق النار، وتسليم العناصر التي اشتبكت مع الجيش، وتمكين وفد «هيئة علماء المسلمين» من مقابلة الأسير لسماع أقواله في ما جرى بالحادثة.

وطرح أحد أعضاء وفد الهيئة المؤلف من خمسة أفراد (وهو الشيخ خالد حبلص) فتح المساجد في مدينة صيدا، وتوجيه دعوات للانطلاق بتظاهرة إلى عبرا، لوقف اطلاق النار... لكن لم يأخذ بهذا الطرح.

- دعوة الأسير أبناء الطائفة السنية في الجيش للانشقاق عنه، وهو ما لم يلقَ آذاناً صاغية نظراً لعقيدة الولاء للمؤسّسة العسكرية التي أرساها قائد الجيش العماد قهوجي.

- محاولة فتح جبهة على محور تعمير عين الحلوة - مخيّم الطوارئ بين مجموعات مسلّحة ضد الجيش اللبناني بهدف تخفيف الضغط عن عبرا، لكن لم يُكتب لهذه المحاولات النجاح، على الرغم من تعرّض مراكز الجيش في المنطقة لإطلاق نار من قِبل مجموعات مسلّحة، لكن القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، عملت على منع ذلك ووأد محاولة جر المخيّم إلى فتنة، بعدما بدأ البعض يغمز من قناة مذهبية وطائفية، ويحاول تصوير الأمور على غير حقيقتها، وكأنّ ما جرى هو اقتتال لأنّ الأسير يمثّل مذهباً معيناً، وليس أنّ أفراداً من مجموعاته اعتدوا على الجيش اللبناني.

ولهذا، حاولت بعض المجموعات من «جند الشام»، ومن بينها عناصر وضعوا أقنعة على وجوههم، المشاركة في إطلاق النار ضد الجيش، ولاحقاً اعترف عدد من الموقوفين بذلك، فتم تحويل ملفاتهم إلى ملف موقوفي عبرا.

وقد اعترف الموقوفون: درويش مصطفى الرز، درويش محمد الرز، درويش أحمد الرز بأنّهم استلموا سلاحاً من مرافق فضل شاكر (فضل عبد الرحمن شمندر - مواليد 1969) فادي رازيان من عناصر «جند الشام»، الذي طلب منه فتح معركة مع الجيش اللبناني لجهة التعمير التحتاني في عين الحلوة، حيث أعطى هيثم الشعبي (هيثم مصطفى) الأمر بإطلاق النار باتجاه مراكز الجيش، خاصة الحاجز المقابل لحي التعمير التحتاني، وقد شاركوا في إطلاق النار مع هيثم الشعبي، صالح أبو السعيد ويحيى أبو السعيد (والثلاثة كانوا مقنّعين)، فؤاد عفارة، محمد الصباغ، سعد الملاح ودرويش بسام الرز، وكلّما كانت تنفذ الذخيرة كان يقوم هيثم الشعبي (الذي تمركز بمنزل فادي رازيان) بتزويدهم بأخرى، كما شاركت مجموعات أخرى بإطلاق النار من المنازل المطلة على الحاجز.

- محاولة أمجد محمد هلال الأسير (مواليد 1973) تأمين سيارة لنقل الشيخ أحمد ومرافقيه وتمكينهم من الهرب، حيث اتصل أمجد بالشيخ محسن جديع الشعبان (مواليد 1985) من منطقة البقاع، وكان مسؤولاً إعلامياً في المنطقة لـ»مجموعة الأسير»، وطلب منه إحضار سيارة عليها رقم «دار الإفتاء» وألبسة شرعية للرجال والنساء، من أجل تمكين الشيخ أحمد ومرافقيه من الهرب، لكن لم يتمكّن من ذلك، ولم يُكتب لهذه المحاولة النجاح.

والشعبان، هو الذي عرّف الأسير على عدد من قادة «الجيش السوري الحر»، ورتّب له زيارة إلى بلدة جوسيه، ونقله بسيارته الخاصة، خلال شهر تشرين الثاني 2012، واجتمع مع مسؤولين هناك، وجرى الاتفاق على بيعه أسلحة، وإرسال مجموعات للقتال في سوريا، وتولّى الشعبان نقل المقاتلين إلى سوريا لمساعدة المعارضة والخضوع لدورات هناك، وقام بنقل الأسلحة إلى عبرا، كما حاول تأمين هويات سورية مزوّرة لتهريب مناصري الأسير، ولكن لم يوفق.

كما إنّ الشعبان كان صلة الوصل مع خالد عدنان عامر «الكيماوي» (سوري الجنسية من مواليد 1994) خبير بالمتفجرات، حضر إلى عبرا وقام بتدريب «مجموعات الأسير» على المتفجرات، بعد إعلانه تشكيل «كتائب المقاومة الحرة» في القسم الأخير من العام 2012.

وبالفعل تواصل «خالد الكيماوي»، الذي كان محارباً ضمن «كتيبة الفاروق» في سوريا، مع المسؤولين العسكريين لدى «مجموعة الأسير» فادي السوسي «نوح» ومحمد النقوزي «أبو حمزة»، وقام بتدريب العناصر التابعة للأسير في مستودع السلاح المقابل للمسجد على تجهيز العبوات، بعدما أقنعه قائد «فتح الإسلام» أبو أحمد حمية، بأهمية دوره، بعد سقوط بلدة القصير في أيدي الجيش السوري و»حزب الله»، وقرار نقل المعركة إلى الداخل اللبناني ومحاربة «حزب الله» ردّاً على مشاركته في الحرب على القصير، حيث أكد له «أبو أحمد» حمية «إذا بدنا نرد القصير وجوسيه، لازم نفوت ونشتغل بلبنان».

- مقتل وجرح عدد كبير من مقاتلي الأسير، خاصة «القناصة» الذين كانوا قد اعتلوا أسطح المباني أو احتموا خلف الدشم، في ظل كثافة إطلاق النار الذي كان يتعرّض له المربّع الأمني.

- استخدام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، علماً بأنّه كان قد سبق معركة عبرا تأمين كمية كبيرة عُثِرَ عليها داخل مستودعات تحت «مسجد بلال بن رباح»، وفي المستودع المقابل، بعدما كان قد تم تأمين كمية من ضمنها 70 بندقية كلاشينكوف، و50 ألف طلقة من مختلف العيارات، و40 قذيفة هاون، وعدد من البنادق الحديثة والمسدسات قام عبد الرحمن شمندر بإحضارها على دفعات بسيارته من نوع جيب 5x وسلّمها إلى زاهر البيلاني، وذلك بإشراف مباشر من فضل شاكر، وقد تولّى راشد محمد شعبان (مواليد 1970) ومحمد جميل حمدان توزيع الأسلحة والذخائر على المقاتلين.

- إقدام فادي السوسي على حرق جميع الملفات العائدة لقيادة وهيكلية وتوزّع وحدات مجموعة الأسير، والتي كان قد قام بتجهيزها المسؤول الإداري راشد محمد شعبان بإشراف مسؤول الانضباط هادي سهيل القواص (مواليد 1978).

وكان الأسير يشارك في القتال ويتولّى تأمين حراسته في عبرا علي عبد الواحد (مواليد 1983) ومحمد عبد الجبار حسن (مواليد 1980)، فيما كان فضل شاكر يشارك بالقتال أيضاً، حيث يؤمّن الحراسة له وليد البلبيسي ومحمد أحمد بديري (مواليد 1981).

وبعدما قرّر فضل مغادرة المربّع الأمني مع مرافقيه، رفض الأسير بدايةً ذلك، لكن فضل عاد وأرسل أحد مرافقيه من آل حنقير، وأبلغه بأنّ الطريق سالكة، فانتقل الأسير ومَنْ معه بالتجمّع إلى أمام فرن عبيد في صيدا، ومن هناك باتجاه شارع الزكازيك لدى أحمد محمد هاشم (مواليد 1981)، حيث قام بحلق لحيته وتنقّل متوارياً.

التواري بمظاهر متعدّدة

تنقّل الأسير متوارياً في عدّة مناطق بين عبرا والهلالية وصيدا وشرقي صيدا ولبعا والشمال وبرمانا ومخيّم عين الحلوة وشرحبيل وجدرا، وكان يتنكّر فيها كثيراً وبأشكال متعدّدة، حيث حلق ذقنه وأطال شاربيه، وأطال شعره ليصل إلى كتفيه، وارتدى لباساً غير زيّه الديني، ووضع في بعض الأحيان قبعة على رأسه.

بلغت الأماكن التي تنقل إليها الأسير 11 مكاناً، تنوّعت بين:

- الإيواء لساعات أو أيام.

- الالتقاء بمجموعات وخلايا لاستهداف الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ورجال دين وسياسة ومسؤولين حزبيين وأمنيين، ودعا في تغريداته عبر تسجيلات يتم وضع روابطها على حسابه الشخصي على «تويتر» إلى «الجهاد»، وكان آخرها تسجيلاً صوتياً يشير إلى أنّه أصبح بحالة الخطر الشديد، وضُيّقت الخناق من حوله، حين قال فيه: «في حال قتلت أو اعتقلت لا سيما أنّ الأجهزة الأمنية تبحث عني، ولكنها عجزت بفضل الله إلا أن الأمر ليس مستحيلاً أن أعتقل أو أن أقتل».

- تقديم دعم مالي لتشكيل مجموعات مسلّحة ودعم الخطة العسكرية للشيخ خالد حبلص (خالد مصطفى محمد - مواليد 1974) في بحنين وتأييد أحمد سليم ميقاتي في مشروعه إقامة إمارة إسلامية في منطقة الضنية في الشمال.

- التواري تحضيراً لمغادرة الأراضي اللبنانية، والتي توزّعت بين مخيّم عين الحلوة وجدرا.

خلال تواري الأسير كان يقدّم له مناصروه المساعدة باستضافته في منازلهم، أو يقومون بنقله بسياراتهم مع عائلاتهم حتى لا يلفتون الأنظار، أو في شاحنات أو في صناديق سيارات، وقد استطاع النجاة أكثر من مرّة كانت تداهم فيها الأجهزة الأمنية اللبنانية أماكن كان قد غادرها قبل يوم أو أكثر، ومنها في منطقة شرحبيل في صيدا، حيث تمّت مداهمة منزل معتصم سعد الدين قدوره، الذي كان قد أمّن نقله من الشمال إلى صيدا، لكن الأسير كان قد غادر المنزل قبل يوم واحد.

محطة الأسير الشمالية الأولى كانت في منزل الشيخ سالم الرافعي في البحصاص، الذي أمّن له الإيواء في منزله لمدّة 3 أشهر، قبل أنْ يؤمّن له الشيخ خالد حبلص مسكناً في باب التبانة ولدى تطبيق الخطة الأمنية قام بنقله مع عائلته وبعض مرافقيه إلى شقة في بحنين، والذي تلقى منه دعماً مالياً لمشروعه العسكري، فاشترى أسلحة رشّاشة ومتوسّطة وذخائر وقذائف «آر. بي. جي» ومواد أولية تُستخدم في صناعة المتفجّرات من عكار كان يؤمّنها له مهرّبون من الداخل السوري.

وكانت تتوزّع مجموعات حبلص إلى 3 أقسام: المنية وأحياء طرابلس، وتولّى أبناء الأسير وعدد من أفراد مجموعاته في عبرا تدريب مجموعات حبلص.

وخلال أحداث أسواق طرابلس شارك الأسير وأبناؤه في القتال، كما انتقل من صيدا إلى هناك شاهين سليمان (مواليد 1982) يرافقه كل من أيمن مستو ومحمّد هلال النقوزي (مواليد 1976) وفادي بشير البيروتي (مواليد 1984)، وشاركوا في الأحداث قبل أنْ يعودوا بعد انتهاء المعارك.

وخلال أحداث المنية شارك الأسير وأبناؤه في القتال قبل اللجوء للاختباء في شبكات الصرف الصحي في المنية، ثم المغادرة منها.

قرار العودة إلى صيدا

وقرّر الأسير العودة إلى صيدا التي تولّى تنسيقها معتصم قدورة وشاهين سليمان وعبدالله محمود العجمي (مواليد 1976).

وقد تمّت عملية نقل الأسير وعائلته من الشمال إلى صيدا بتاريخ 27 تشرين الأول 2014، وفق ما أظهر التحليل الفني لأرقام هواتف أمنية، كان يستخدمها سليمان والعجمي، وتلكارت كان يستخدمه قدورة.

فقد تبيّن أنّ قدورة أجرى اتصالاً بكل من سليمان والعجمي، حيث انطلق سليمان الذي كان يستخدم الرقم 76828480 من صيدا باتجاه المنية ودير عمار عند الساعة 16:20 ليصلها عند الساعة 19:12، وعند الساعة 19:30:33 اتصل سليمان من رقمه المذكور بالعجمي على رقمه 70939790، وأنّ العجمي اتصل من رقمه المذكور عند الساعة 19:33:57 بالرقم الأرضي 07731809، وعند الساعة 19:42:37 تلقى العجمي اتصالاً من الرقم الأرضي ذاته، وعند الساعة 19:46:14 اتصل قدورة بسليمان على رقمه بذات الرقم الأرضي، ثم اتصل العجمي من رقمه بسليمان على الرقم ذاته عند الساعة 19:48:16، وعند الساعة 20.33:31 اتصل العجمي من رقمه بالرقم 71388864، واتصل بعدها عند الساعة 20.59.28 بسليمان، ليتلقى سليمان بعدها اتصالاً من قدورة عبر بطاقة تلكارت من الرقم الأرضي 07729342، عند الساعة 21.07.19، وبعدها اتصل قدورة عبر بطاقة تلكارت من الرقم الأرضي 07731809 عند الساعة 21.47.07، ليعاود قدورة الاتصال من الرقم الأرضي عينه بالعجمي عند الساعة 21.50.30، وعند الساعة 22.09 انطلق سليمان من الشمال باتجاه صيدا مقلاً الأسير وعائلته.

وتولّى علاء سعيد المغربي (مواليد 1987) عملية مساعدة الأسير وأفراد مجموعته على الدخول إلى مخيّم عين الحلوة، وأيضاً إخراجهم من المخيّم، كما تحوّل منزله الذي استأجره منه شاهين سليمان ببدل إيجار شهري بقيمة 400 دولار أميركي، إلى مكان لإيواء المطاردين والمتوارين، وعقد اجتماعات بين الأسير وأفراد مجموعاته وخضوعهم لتدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجّرات.

واستقبل المغربي أيمن مستو في منزله وساعده على الدخول إلى مخيّم عين الحلوة، وبعد يومين ساعد كل من محمد النقوزي وفادي البيروتي على الدخول إلى المخيّم، وبعد يومين حضر إلى منزله معتصم قدورة، وطلب منه إدخال أحمد الأسير وإبنه محمّد إلى مخيّم عين الحلوة ففعل، دون المرور عبر حواجز الجيش حيث كان يركن سيارته من نوع أوبل أوميكا سوداء اللون أمام بستان ليمون، مقابل «حسبة صيدا الجديدة»، ونقله سيراً على الأقدام إلى داخل البستان، حيث حمل المغربي الأسير على كتفه ليقفز من فوق إحدى البوابات الحديدية المغلقة - التي كان قد تعرّف إلى هذه الطريق - من خلال محمد الشيشاني (والمقصود به محمد جمال الفارس، الذي قُتِلَ لاحقاً في سوريا خلال عملية انتحارية ضد النظام في الحسكة)، حيث كان في انتظاره قرب البوابة من الجهة الأخرى أيمن مستو.

وكان المغربي قد التقى معتصم قدورة فجراً قرب «مدرسة عائشة أم المؤمنين» - قرب بنك عودة في صيدا، الذي وصل بسيارته من نوع هوندا CRV لون جردوني، وكانت تجلس إلى جواره في المقعد الأمامي زوجته أمل، وفي المقعد الخلفي كان يجلس الشيخ أحمد وإبنه محمد وكان حليق الذقن وشعره طويل ووضع على رأسه قبعة، حيث كان يُقيم في منزل تم استئجاره له خلف «مسجد النور» في المخيّم.

وبعد شهر قام المغربي بإخراج أحمد الأسير وإبنه محمّد من المخيم بطلب من معتصم قدورة، الذي كان ينتظرهما بسيارته الجيب في ذات المكان، ثم أدخلهما مجدّداً إلى المخيّم بعد حوالى شهرين.

وبعدها أحضرت امرأة منقبة (هي زوجة أسامة شريتح ومعها ابنتها لارا) إلى منزل المغربي، فأمجد الأسير، ثم فادي البيروتي وحسن عصام الدغيلي (مواليد 1980، أوقف في أيار 2015)، ونقل المغربي أمجد الأسير والبيروتي إلى المخيّم فيما عدل الدغيلي عن الدخول وغادر، قبل أنْ يتم توقيفه لاحقاً.

وبعد مداهمة منزل معتصم قدورة، لجأ إلى منزل المغربي وبات ليلته لديه قبل مساعدته على الدخول إلى مخيّم عين الحلوة، حيث تواصل مع المغربي الذي دخل إلى المخيّم والتقى بأيمن مستو قرب «مدرسة بيسان»، ونقله إلى مكان إقامة قدورة الذي أبلغه بأنّ الأجهزة الأمنية لدى مداهمة منزله عثرت في محفظته على تلكارت، كان يستخدمها للتواصل مع المغربي على رقمه الأمني طالباً إليه، تلف الخط والانتباه وهو ما قام به المغربي بعد عودته إلى المنزل، ولاحقاً جرى توقيف المغربي بتاريخ 17 تموز 2015.

كما أقدم عبد الرحمن فضل الشامي (مواليد 1970) على نقل الأسير بسيارته من نوع بيجو 504 إلى مخيّم عين الحلوة وإخراجه أكثر من مرّة بعدما كان قد غيّر مظهره الخارجي وتزوّد ببطاقة هوية مزوّرة قبل أنْ يقلّه في المرّة الأخيرة إلى منزله في جدرا في رحلته قبل توقيفه.

اعتُقِلَ الأسير من قِبل الأمن العام اللبناني خلال محاولته السفر عبر «مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي» - بيروت إلى نيجيريا عبر «مطار القاهرة الدولي» على متن الخطوط المصرية الجوية (مصر للطيران)، صباح يوم السبت 15 آب 2015، بوثيقة سفر فلسطينية مزوّرة بإسم خالد علي العباسي، وتأشيرة صحيحة إلى نيجيريا.

..

لاحقاً سر العلاقة

بين الأسير وفضل شاكر

مواضيع ذات صلة لنفس الكاتب:

هذا ما جرى في حادثة اعتداء «مجموعة الأسير» على الجيش في عبرا

هكذا غمزت «صنّارة» اللواء ابراهيم باصطياد الأسير بعد «طعم» حنيني!

تعليقات: