تحلم كل فتاة بإمتلاكه لترتديه ليلة الزفاف في أجمل ليالي العمر

تحلم كل فتاة بارتدائه ليلة الزفاف، أجمل ليالي العمر
تحلم كل فتاة بارتدائه ليلة الزفاف، أجمل ليالي العمر


فستان العرس تحول بسبب الضائقة الإقتصادية وتبدل الأولويات

من الشراء إلى الإيجار·· والشباب اعتمد نمطاً جديداً بالتقسيط

الجنوب - تحلم كل فتاة بأن ترتدي فستان العرس الأبيض في حفل زفافها لتظهر به بأبهى حلة، ترقص وتتباهى أمام صديقاتها وأهلها، على إعتبار أن ليلة الزفاف أجمل ليالي العمر، وهي واحدة ولا تعاد·· وثوب العرس الذي كان يحاك للعروس قبل الزواج بأشهر، ينتهي به الحال عادة في الخزانة كتذكار، تمر الأيام والسنوات عليه ليبقى شاهداً أمام الأولاد بأنه فستان الزفاف الذي تزوجت الأم به· لكن الحلم الجميل - التذكار بات في هذه الأيام يصطدم بواقع مرير، عنوانه الضائقة الإقتصادية الخانقة، التي تجعل العائلات من ذوي الدخل المحدود ترتب أولوياتها وتحرمها من شرائه والإحتفاظ به، نظراً لارتفاع ثمنه، وخاصة أمام رواج نمط جديد في حياة جيل الشباب للتأقلم مع ضنك العيش يرتكز على التقسيط في كل شيء·· "لـواء صيدا والجنوب" يسلط الضوء على آراء عدد من الفتيات اللواتي على وشك الزواج وما زلن في العزوبية وذويهم في مدينة صيدا، للاطلاع منهم على نظرتهم الى فستان العرس وليلة الزفاف، واعتماد التقسيط نمطاً جديداً في الحياة·· إستئجار ·· لا شراء بين الغلاء والتقسيط، تبدل حال فستان العرس وأصبح له حكاية أخرى شعارها إستئجاره وإعادته بعد انتهاء حفل الزفاف، الأمر الذي كان وراء انتشار هذه الظاهرة في بعض المحال، وهو الأمر الذي يساعد العروس على تحقيق حلمها دون إسراف أو تحميل أهلها أو عريسها أعباء هم بغنى عنها، لأنها لا تلبس الثوب إلا ليلة واحدة وبعدها لا حاجة له· بيد أن إستئجار الفستان ليس الطريقة الوحيدة لتمرير ليلة العمر، اذ تعمد بعض الفتيات الى استعارة الثوب الأبيض من أقارب لها، فترتديه دون أن يكشف أمرها أحد، ويتكرر الأمر مع أكثر من عروس· وتقول الحاجة فاطمة حبال، التي تزوجت منذ خمسة عقود وأصبحت اليوم جدة لعشرين حفيداً: في الماضي كان للعروس قيمة أكبر من هذه الأيام، فبدلة العرس كانت تُحاك لها قبل 3 أشهر كي ترتديها ليلة الزفاف، وتحتفظ بها كتذكار كما فعلت بفستان زفافي، ما زال حتى اليوم رغم أن "العت" أصابه إلا انه ذكرى من جدتي التي كانت خياطة·· أما اليوم، فإن العروس لم تعد لديها رغبة في اقتنائه، وبتنا يفضلن استئجاره لأن هناك أمور أكثر إلحاحاً لشرائها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة· المصري·· والأسعار ويتفاوت سعر فستان العرس ما بين 150-400 دولار أميركي، فيما يمكن اسئجاره ما بين 75-200 دولار، أما بدلة الخطوبة فيمكن شراؤها ما بين 100 و300 دولار أميركي، واستئجارها ما بين 50-150 دولار، وتبقى عند الزبون نحو 5 أيام، فيما يفضل بعض الناس التوجه الى سوريا لشرائه بأسعار أقل كلفة مع ما يحتاج من كمليات واكسسوارات وسواها· ويقول بلال المصري الشياح (صاحب أحد أبرز المحال التجارية في صيدا لبيع وتأجير بدلات "العرائس"): نشهد إقبالاً على شراء أو الإيجار في موسم الصيف وأثناء العطل المدرسية، حيث تكثر مناسبات الخطوبة والزواج وتحديداً خلال أشهر الصيف الست: من أيار حتى تشرين الأول، ويتوقف العمل خلال شهر رمضان المبارك وأيام عاشوراء والصوم لدى المسيحيين، وباتت هذه المهنة شبه موسمية ولا يستطيع الإنسان الإعتماد عليها وحدها مع تراجع إقبال المواطنين على الشراء بسبب انعدام القدرة الشرائية· داخل محله تنتظم الفساتين البيضاء الجميلة الى جانب عشرات بدلات الخطوبة المتنوعة الألوان والأشكال، يؤكد "يهمني بيع البدلة لا تأجيرها حتى لا تُصاب أي تلف وتبقى لدى الزبون نحو 5 أيام دون أي ضمانة أو عربون مالي، وأحياناً نطلب هوية أو إخراج قيد إذا لم يكن معروفاً أو من خارج حدود المدينة"· وروى المصري بعض الطرائف التي كانت تحصل داخل محله أثناء البيع، فيقول: غالباً ما يدور نقاش وجدال بين أهل العروسين حول شراء البدلة أو الإيجار، ولكن ينتهي الى توافق، ونادراً ما كانت تدب الخلافات حتى "تفرط" الخطوبة أو الزواج·· ضائقة·· وعادات ويؤكد بعض مصممي الأزياء "أن الغلاء والضائقة الاقتصادية الخانقة والتراخي في الحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة، جعلت فستان العرس يفقد رونقه تدريجياً أمام إحتياجات أكثر إلحاحاً"· وتقول الشابة ياسمين بديع المخطوبة منذ 3 سنوات: لقد آن الأوان أن نتزوج، جلت على محال بيع بدلات "العرائس" وقد وقع إختياري على فستان زفاف حديث الخياطة وقررت استئجاره·· قبل ان تستطرد ضاحكة وتضيف "لقد بات البدلة لا تعني لي شيئا سوى ليلة الزفاف، هناك أمور أكثر ضرورة، إذ نعيش اليوم خلافاً للماضي على أيام أجدادي، لماذا أشتريه بمبلغ كبير ويُمكن استئجاره وهكذا تكون حماتي راضية أيضاً"·· وأشارت الى "أن فستان العرس يمثل للفتاة الدخول الى مرحلة النضج والإستقرار في حياتها، فالعروس هي الوحيدة التي تستطيع أن تفهم احتياجها من شكل الفستان، والمهم أن تتألق فيه سواءً كان شراءاً أم إيجاراً·· من سيعرف من الحضور؟"· وعلى خلاف رأي ياسمين، ترى بعض "المخطوبات" "أن الفستان هو أهم شي في جهاز العروس الى جانب حفل الزفاف، وهو الذي يميز العروس عن غيرها، وأن لون ثوب الزفاف الأبيض هو فأل خير على بداية حياتها العائلية، التي لا تعلم مستقبل مصيرها هل تكون فيها سعيدة أم تعيسة؟"· وتقول الطالبة الجامعية حنان قبلاوي المخطوبة منذ عام: أحلم بيوم العرس لأنه يوم لن يتكرر أبداً، كذلك ثوب الزفاف، فلا بد أن يكون شيئاً أتباهى به وأفتخر، كيف ألبس فستاناً لبسته فتاة قبلي، لا أحبذ هذا أبداً وخطيبي يشجعني على ذلك وإن عرفت صديقاتي أنني استعرت فستاناً ماذا سيقلن عني؟ يهمني أن أشتري فستان العمر، مع أنه لليلة واحدة فقط·? وأضافت: إن فستان الزفاف يمثل أهمية خاصة لدى العروس، لذلك نحرص على حسن اختياره، والتأكد أنه لا يشبه تصاميم من سبقنا في الزواج من أجل أن يلفت نظر المدعوات يوم الزفاف، لذلك كنت حريصة على اختيار الفستان بنفسي دون أي تدخل من أحد، وبالفعل كان جميلاً وملفتاً للنظر· تقسيط·· وتوفير ومع الإختلاف بالآراء، بات جيل الشباب يعتمد نظام "التقسيط" نمطاً في الحياة أمام العجز عن تأمين كل الإحتياجات نقداً، فكل شيء أصبح بالتقسيط بدءاً من شراء المنزل والأثاث الى التجهيزات، وصولاً إلى لزوم الزفاف وسواها· وتؤكد الوالدة نهاد بغدادي، وهي أم لثلاث فتيات أنه "ليس عيباً أبداً أن نستأجر ثوب الزفاف، لدي 3 فتيات، اثنتان مخطوبتان وأصهرتي شباب متعلمون، لكن ليس لديهم الكثير من المال، لهذا استشرتهم في أن ننزل إلى السوق ونبحث عن فستان مناسب للإيجار، وبالطبع ابنتاي مثلي لا تحبان المباهاة بل السترة، فالفرق كبير جداً بين الشراء والإيجار، ثوب الزفاف يساوي الكثير بينما قيمة الإيجار قليلة وأكون قد وفرت ويمكن أن تشتري ابنتي ذهباً للزمن لا ثوباً لليلة واحدة ويرمى"· ويقول حسين قبرصلي، وهو شاب على وشك الزواج: لست ضد أو مع، المسألة ليست بهذا المعيار، أعتبر أن هذا الأمر خاصاً بخطيبتي، وحماتي تريد فستاناً جديداً لابنتها، وقد حددت لهم قدرتي المالية، وبإمكان كل عروس شراء ثوب الزفاف بسعر معقول بعيداً عن المغالاة وحب الظهور، وبذلك أحقق لها ما ترغب ولا أدفع الكثير، لقد استأجرت أختي ثوباً لزفافها وكان جميلاً جداً، ولم تمانع أمي ذلك، خصوصاً أن مصيره الخزانة، وهناك أولويات في الحياة أهم من الفستان، وقديماً كان من الصعب مجرد قبول فكرة استئجار فستان العرس، لكن اليوم الفكرة أصبحت منتشرة، وواردة لدى الكثير من الفتيات·? عرس وتاج وطرحة·· وباقات ورد وزغاريد·· وأنغام وموسيقى، وبينهم عريس وعروس يتألقان في "كوشة" الزفاف·· أيام تمضي، يتكرر المشهد بأسلوب مختلف، يناسب كل زمان ومكان لتبقى الذكرى خالدة·

تعليقات: