عامل ممثلة في مؤتمرات فرنسية لمناقشة حالة العمل الإنساني في العالم


مهنا: نطالب الدول الأوروبية بفتح حدودها للنازحين كما تقضي قوانين الاتحاد الاوروبي

في إطار عملها الدؤوب محلياً ودولياً لدعم قضية النازحين السوريين، وكافة القضايا الإنسانية المحقة، في مواجهة ثقافة العنصرية و"البزنسة" في العمل الإنساني، قدمت مؤسسة عامل الدولية مداخلات عدة وأوراق عمل خلال المؤتمر السنوي حول "حالة العمل الإنساني في العالم" في غرنوبل فرنسا، ممثلة بالدكتور كامل مهنا رئيس المؤسسة والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان.

ارتكزت محاضرة الدكتور مهنا الأولى في مؤتمر غرينوبل، على عرض الوضع المأساوي لواقع النازحين السوريين في لبنان، خصوصاً في ظل الأزمات المتفجرة التي يعاني منها لبنان على مختلف الصعد الحيوية والتقنية، منتقداً الموقف الأوروبي العنصري اتجاه أزمة اللاجئين ومنعهم من دخول أوروبا طلباً للحياة والأمن، معتبراً أن أوروبا تتحمل مسؤولية سياسية في أزمة سورية إضافة إلى المسؤولية الإنسانية والأخلاقية.

كما أعلن رفضه لمقولة التدخل الإنساني، تلك المظلة التي تستخدم من قبل الدول الكبرى لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية في الدول الصغيرة والضعيفة، مؤكداً أن هذا التدخل لم يحظى يوماً بالشكل الإنساني أو الأخلاقي المطلوب، وإن مؤسسة عامل بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية بصدد إعداد دراسة موثقة وموسعة عن زيف ما تدعوه الدول الكبرى بالتدخل الإنساني. أما المحاضرة الثانية للدكتور كامل مهنا والتي استضافها مركز "ايريمييو" للدراسات فتمحورت أيضاً حول وضع النازحين في لبنان وكانت بدعوى من المؤرخ جان بول شانيلو حيث أدار الحوار الصحافي دومينيك فيدال. ودعا مهنا في محاضرته إلى ضرورة التضامن الدولي مع النازحين ومساعدة لبنان الذي يساعد سوريا، بانتظار حل سياسي للأزمة السورية، مشيراً إلى أن لبنان يحتضن أكثر من مليون ونصف نازح أي ما يوازي ثلث سكانه، مفضلاً خيار الاندماج مع النازحين على خيار العزلة الذي اتخذته تركيا والاردن، في ظل أزماته وعجزه في قضايا حساسة كالمياه والكهرباء والنفايات وغيرها من القضايا.

دعوى قضائية ضد العنصرية

كما انتقد مهنا الموقف الأوروبي المعيب اتجاه النازحين، حيث ترفض أوروبا التي يعيش فيها حوالي 500 مليون نسمة بوضع مزدهر استقبال بضعة الاف من النازحين على الرغم من وجود امكانية لاستيعابهم كقوى اقتصادية على الأقل في القرى، ضاربة بعرض الحائط اتفاقية جنيف التي تتغنى بها والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تنص المادة الثانية منها على حماية الحق في الحياة، معلناً أن مؤسسة عامل بالتعاون مع لجنة محامين فرنسيين وأوروبيين هي بصدد التواصل مع العائلات التي فقدت أحد أفرادها أثناء محاولة اللجوء إلى أوروبا إما غرقاً أو بالرصاص عند الحدود الاقليمية وذلك لرفع دعاوى قضائية بحق كافة الدول التي تسببت بمقتل هؤلاء النازحين.

محاضرة في كلية العلوم السياسية

كما ألقى مهنا محاضرة بعنوان حول أزمة العمل الإنساني في كلية العلوم السياسية في جامعة باريس لطلاب الماجستير، الذين يتطوع قسم كبير منهم سنوياً للعمل في مؤسسة عامل الدولية والاطلاع على تجربتها في العالم العربي، مشيراً إلى أن عامل الجمعية المدنية غير الطائفية، تمثل نموذجاً مميزاً في العالم العربي وسط ثقافة السلبية والطائفية، حيث ترفع المؤسسة شعار التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر، آخذه على عاتقها الدفاع عن القضايا الإنسانية المحقة محلياً ودولياً، معتبراً أن لبنان يقوم بعمل جبار حيث لم يحصل منذ مجزرة رواندا عام 1994 أن اضطر بلد بحجمه وحجم أزماته على استقبال هذا العدد من النازحين دون أن يصطدم معهم. كما أشار إلى أن عامل التي افتتحت مركزاًً لها للعمل في المجتمع الفرنسي هي بصدد افتتاح فروع لها في مناطق السود في أمريكا وفي هولندا وفي غزة قريباً حيث سيكون جزءاً من عمل المؤسسة هو تأهيل أولاد العائلات المهاجرة ومساعدتهم عبر برامج تعليمية لكي يكونوا بمستوى السكان المحليين.

النازحين قوة اقتصادية

أما محاضرة مهنا الأخيرة فكانت بدعوى من معهد العالم العربي لحقوق الإنسان، حيث أشار مهنا إلى مساهمة ألمانيا في استقبال النازحين حيث استقبلت حتى الآن 5000 آلاف طبيب سوري، ولكن ذلك يحصل في ظل صعود اعتداءات اليمين المتطرف الشعبوي ضد النازحين ، وقد سجل خلال العام الحالي حوالي 500 حالة أعتداء على النازحين، وقد أعلن اليمين حملة صريحة لرفض استقبال النازحين، سواء في فرنسا بقيادة لوبين أو في ألمانيا بقيادة اليمين الشعبوي والمتطرف. وحمّل مهنا ألمانيا كباقي الدول الاوروبية والغربية والعربية المسؤولية السياسية والاخلاقية اتجاه الأزمة السورية، وخصوصاً أزمة النازحين الذين يمكن تحويلهم إلى قوة اقتصادية فاعلة وتأهيلهم بدلاً من تركهم يموتون في عرض البحار. كما دعا إلى اتخاذ مبادرات من جمعيات وأفراد في اوروبا للتضامن مع النازحين ورفع الوعي اتجاه قضيتهم، وكفة القضايا الإنسانية العادلة.

مقابلات صحافية

وخلال وجود الدكتور كامل مهنا في باريس قامت وسائل إعلامية عدة منها مونتيكارلو وتلفزيون فرنسا 3 وصحيفة لا كروا بإجراء مقابلات صحافية معه حول قضية العمل الإنساني ومن ضمنها وضع النازحين السوريين، حيث دعا مهنا خلال المقابلات الصحافية إلى التزام العمل الأإنساني بقضايا الشعوب المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وإلى خروج العمل الإنساني من ثقافة البزنسة والنفعية في ظل وجود 60 مليون لاجئ اليوم حول العالم. وحذر من نتائج كارثية يتحمل تبعاتها كل سكان الكرة الأرضية جميعهم وخصوصاً الدول الفقيرة في حال عدم توزيع عادل للثروات على شعوب الأرض في المدى القريب، في عالم يزداد فيه الفقراء فقراً والأغنياء غنى كل يوم، مشيراً إلى أنه منذ عشرين عاماً كان عدد الفقراء 400 مليون والمليارديريين 10 فقط أما اليوم في العام 2015 فلدينا مليارين فقير و550 مليارديرا الأمر الذي يفضح سوء العقلية التي يدار بها هذا العالم، والمتمثلة بعقلية رجال المال والبنوك الذين يفكرون بالربح وليس بقضايا المجتمع والبيئة.




تعليقات: