«الموساد» خطط والـ«مايسترو» تولى التنفيذ بأيدي العملاء من الجواسيس والإرهابيين

الاعلامي هيثم زعيتر يسلم نسخة من كتابه \
الاعلامي هيثم زعيتر يسلم نسخة من كتابه \"زلزال الموساد\" للقاضي عوني رمضان - أرشيف


اللواء عباس إبراهيم

انهيار شبكات التجسس شكل ضربة قاصمة للعملاء... والاحتلال يحتاج لفترة لإعادة تجنيد خلايا جديدة

محاولات اغتيال مدير عام الأمن العام وأسامة سعد والشيخين حمود وحبلي وأهداف في صيدا

اللواء إبراهيم: سيتم خلال الفترة المقبلة الكشف عن المزيد من الشبكات

السيد بلغ العدو بالمعلومات عبر الـ«فايسبوك» بطريقة مشفرة

...

شكل انهيار شبكات التجسس لصالح العدو الإسرائيلي، ضربة قاصمة للجهاز الذي كان يعتبر من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، بعدما نجحت الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية والوطنية من تفكيكها، خاصة في النصف الثاني من العام 2008...

وخلصت دراسات العدو إلى ضرورة «إيجاد عدو داخل العدو» لتحقيق المبتغى» - أي إيجاد مجموعات تعمل في صفوف من بيئة مناهضة للعدو الإسرائيلي، وأن يتم اختيار أسماء لها لتتلاءم وتحقيق الغاية بسهولة بهدف اختراق صفوف من يعتبر أن الكيان الإسرائيلي هو عدو، في محاولة لشق الصفوف، وإيجاد فتن بأسماء يمكن أن يستفيد منها العدو بعدم ثبوت تورطه في الأحداث، وإن كانت هذه الأدوات تنفذ مخططاته، وتحقق مآربه، ولذلك كان بروز ظواهر مثل «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من الأسماء الذي تقتل وتدمر باسم الدين، وهو منهم براء...

وقد أصيب جهاز «الموساد» الإسرائيلي، إثر توقيف شبكاته التجسسية بزلزال أدى إلى استقالة رئيسه مائير داغان في العام 2010، في أكبر هزيمة سجلت في تاريخ هذا الجهاز الذي وضعت له كافة الإمكانيات لتحقيق هدف الكيان الصهيوني، وهو استطاع تنفيذ عمليات بالغة الأهمية والدقة ورفيعة المستوى لمن استهدف، سواء في لبنان أو سوريا والأردن وتونس وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة...

كثير من الجرائم التي ارتكبها «الموساد» بشكل مباشر تم كشف عملائه لاحقاً، وكثير من العمليات لم يكشف عنها النقاب إلا منذ فترة، والكثير ما زالت ملفاتها حبيسة الأدراج، ومنها من تورط في تنفيذ اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي استشهد في مثل هذا اليوم من العام 2004، بدس السم له، في جريمة، ما زالت تحتاج إلى إدانة المحتل على تنفيذها، على الرغم من محاولات التهرب وحتى عدم كشف الحقيقة فيها، سواء من القضاء الفرنسي، أو بعض المختبرات التي لم تعطِ النتيجة الحقيقية بوجود مادة الـ«بولونيوم 210»، التي عثر عليها لاحقاً في مقتنيات الشهيد «أبو عمار»...

منذ فترة طغى على التوقيفات إلقاء القبض على مجموعات إرهابية تعمل لصالح «داعش» و«جبهة النصرة» و«كتائب عبدالله عزام»، وجميعها وليدة تنظيم «القاعدة»، وذلك بعدما أوقفت الأجهزة الأمنية عدداً كبيراً من أفراد شبكات التجسس الإسرائيلي، التي من دون شك يحتاج الاحتلال إلى فترة من الوقت لإعادة تجنيد أفراد، وتشكيل شبكات وتدريبها مع تغيير قواعد العمل سواء بالتدريب والاتصال، وإن لم تتغير كثيراً المخططات التي تستهدف شخصيات سياسية وأمنية ودينية والجيش اللبناني والقوى الأمنية وقوى حزبية لبنانية وفلسطينية، ولكن تتطور وفقاً للتطورات...

ويتضح أن الـ«مايسترو» واحد، وهو الذي يخطط الأولويات من «بنك الأهداف»، وإن تعددت أدوات التنفيذ، فالمهم هو النتيجة، تحقيق مآرب ومخططات العدو الصهيوني...

نجح مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بتوجيه ضربة إلى شبكات التجسس الإسرائيلي، وهو الذي أوقف العديد منها في المراكز التي تولاها، سواء منذ أن تسلم مهامه مديراً عاماً للأمن العام اللبناني، وقبلها مساعداً لمدير مخابرات الجيش اللبناني، وقبل ذلك يوم كان يتولى منصب رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، والتي كانت باكورة انجازاته توقيف شبكة العميل محمود رافع، بعد تنفيذه جريمة اغتيال القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي» محمود محمد المجذوب وشقيقه نضال في صيدا (بتاريخ 26 أيار 2006، حيث أوقف رافع بتاريخ 7 حزيران من العام ذاته).

شبكة السيد وأهداف متعددة

ويتضح أن «الموساد» يختار العمل والوظيفة لعملائه بما يتيح مراقبة الأهداف المحددة، وهي التي تسبق مرحلة التنفيذ.

وفي الشبكة الجديدة التي أوقفها الأمن العام اللبناني، وهي برئاسة السوري رامز نجيب السيد (مواليد حلب 1980) وزوجته اللبنانية سلام إبراهيم شكر (مواليد قب الياس التحتا 1969) أنه على الرغم من عمله لصالح «الموساد»، إلا أن الحوالات المالية التي كانت تصله كانت تتم من خلال بعض الفصائل السورية المعارضة التي كان يعتبر أحد داعميها، بل المروجين لها، وهو ما كان يبعد لفت الأنظار عن وضعه، على اعتبار أن نشاطاته هي لدعم العائلات النازحة من سوريا إلى لبنان.

وجرى تجنيد السيد من قبل مسؤول ملف تجنيد العملاء في «الموساد» طانيوس الجلاد (اللبناني الذي فر إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة)، بعدما زكى اسمه لديه الموظف اللبناني لدى قوات «اليونيفل» هاني مطر، فأوكل إلى السيد مهمة جمع معلومات ومراقبة عدد من الأهداف، في مقدمها:

- اللواء إبراهيم، لجهة مراقبة موكبه لدى عبوره مدينة صيدا متوجهاً إلى مسقط رأسه كوثرية السياد، وأثناء العودة منها إلى بيروت.

- أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد.

- إمام «مسجد القدس» في صيدا الشيخ ماهر حمود.

- رئيس «جمعية ألفة» الشيخ صهيب حبلي.

- مراكز نقاط تمركز الجيش اللبناني في صيدا وتحركات دورياته العسكرية.

- «مجمع الزهراء» الذي يرأسه العلامة الشيخ عفيف النابلسي.

- عدد من المراكز التابعة لـ«حزب الله» في مدينة صيدا وحارة صيدا، وتحركات عدد من مسؤولي الحزب.

وقد افتتح السيد مقهى كان قد استأجره بقيمة 1.700.000 ليرة لبنانية شهرياً حمل اسم «ديلكا» في الشارع المؤدي من ساحة القدس إلى «مستشفى الدكتور غسان حمود» وسط مدينة صيدا، كما استأجر شقة في مبنى في المنطقة ذاتها بالقرب من «مسجد القدس»، وهو ما سهل له حرية التحرك، بأن أصبح وجهه مألوفاً في المنطقة.

واتخذ من مكان عمله وسكنه وكراً لمراقبة الشيخ حمود والشيخ حبلي، الذي حاول معرفة تفاصيل مكتبه من خلال زيارته وعقد قرانه على سلام شكر لديه، مدعياً أنه من الطائفة السنية، من خلال إخراج قيد مزور، علماً أن رامز هو مسيحي ومواليد السبعينات، وليس من الطائفة السنية كما ادعى، حيث أظهرت التحقيقات أنه يحمل صليباً في عنقه.

وقد أثيرت الشبهات حولهما نظراً إلى الأسئلة العديدة التي كانا يطرحانها في المنطقة، فضلاً عن الظروف الاجتماعية التي لا تتوافق ووظيفتهما، فتم مراقبتهما إلى أن طلب الأمن العام موافقة القضاء المختص على توقيف رامز لوجود ملاحقات قضائية بحقه بجرم السرقة، فضلاً عن الاشتباه به.

كان السيد يهدف إلى كسب المال وبسرعة، مبدياً استعداده لتقديم خدمات لأي كان، حتى لو كان العدو الصهيوني، فأصبح لقمة سائغة للتجنيد، الذي تم بعدما وافق الجلاد على طلب السيد وخطيبته شكر في العام 2014 عبر الـ«فايسبوك» بعد تزكية اسميهما من قبل مطر الذي كان قد تعرف عليهما من خلال صديق له من منطقة الكورة.

تشغيل وحيرة اللقاء

وكان الجلاد قد جند مطر منذ فترة طويلة، فهما من بلدة عين إبل قضاء - بنت جبيل وتربطهما علاقة قربى، واستفاد من خدماته، وإلتقاه عدة مرات عندما دخل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بطريقة غير شرعية، مستغلاً عمله لدى «اليونيفل».

وبعد أن بدأت تتوطد علاقة الصداقة بين «المشغل» الإسرائيلي والسيد، طلب الأخير منه مبلغ 500 دولار أميركي، متذرعاً بأن والدته الموجودة داخل الأراضي السورية مصابة بمرض السرطان، لكن تغاضى الجلاد عن مطلبه، فما كان من السيد إلا أن فاتحه باستعداده تقديم خدمات إلى «الموساد»، وتحديداً مراقبة الشيخين ماهر حمود وحبلي لأنهما يقيمان بالقرب من منزله، قائلاً: «إن استهدافهما من شأنه أن يوجه ضربة قاسية لـ«حزب الله» في صيدا لما يتمتعان به من حيثية داخل الأوساط السنية المؤيدة للمقاومة».

وبعد أن كلف الجلاد عميله الجديد السيد بجمع المعلومات، وأفاده بها من خلال الـ«فايسبوك» وبطريقة مشفرة، فوجد الجلاد أن المعلومات قيمة، خاصة لجهة تحديد السيارات التي يستخدمها الشيخان حمود وحبلي، وعدد المرافقين، وأوقات تحركهما، حيث تمكن السيد من جمع تلك المعلومات بشكل مريح لتواجده في المنطقة بشكل دائم بين المقهى وسكنه.

وأمام إلحاح السيد على طلب المال، واقتراحه أن يتم تحويل ذلك عبر «وسترن يونيون»، وهو ما يجري عادة بتحويل أموال من أنحاء العالم، رفض «المشغل» الإسرائيلي، ولأنه يريد اختبار عميله الجديد، وطلب منه أن يتم لقاؤه بأحد العملاء الأمنيين ليصار إلى الاجتماع به بهدف «تقييمه»، ووضعت من أجل ذلك عدة «سيناريوهات» لطريقة الملاقاة فكان الطرح الأول أن يتم سفر السيد إلى خارج الأراضي اللبنانية، ولكن واجهته معضلة بأنه مطلوب بموجب مذكرات عدلية للسلطات اللبنانية بجرم السرقة، التي كان قد ادعى بها صاحب إحدى محطات المحروقات في منطقة كسروان ورصدته كاميرات المراقبة متلبساً، وهو يقوم بسرقة مبلغ 3 ملايين ليرة لبنانية فطلب مستندات مزورة، وهو سهل الحصول عليها.

لكن الجلاد اقترح حلاً آخر بأن يتم انتقال السيد إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن يلتقي بضباط «الموساد» هناك، من خلال الاستفادة من تواجد مطر وعمله في المقر العام لقوات «اليونيفل» في الناقورة، حيث يدخل من هناك إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون أن يثير الشكوك.

وكان مطر يزور السيد في مقهاه ومنزله، ويتجول وإياه، ومنها نقله إلى المنطقة الحدودية وصولاً إلى عين إبل ورميش، حيث استغل مطر الحصانة الدولية التي يستفيد منها بعمله لدى قوات «اليونيفل» دون حصول السيد على تصريح دخول إلى منطقة جنوبي الليطاني (الذي يحتاج إليه غير اللبناني).

وقد صور السيد خلال توجهه إلى المنطقة الحدودية لقطات فيديو وصوراً فوتوغرافية لعدد من المنازل والنقاط، ومنها منزل الجلاد، فضلاً عن تصوير «بوابة الجدار الطيب» في بلدة رميش.

ولدى وصوله إلى محاذاة الشريط الحدودي، والتقاط ارسال الشبكة الإسرائيلية على هاتفه الخلوي سارع إلى إرسال مقاطع الفيديو والصور إلى الجلاد، مبلغاً إياه بصعوبة استخدام مقر «اليونيفل» في الناقورة للتوجه إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، طالباً أن يتم دراسة إمكانية دخوله إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر «الجدار الطيب» أو إحدى النقاط الأخرى.

وكان «الموساد» قد اتخذ قراره باغتيال الشيخ حمود خلال شهر تموز 2015، حيث أبلغ الجلاد إلى السيد، بأنه سيوفد أحد عملائه لملاقاته بالقرب من «سبينس» في صيدا، وتسليمه هاتفاً خلوياً وجهازاً محمولاً مع مبلغ مالي، وإطلاعه على كافة تفاصيل المخطط.

لكن السيد اعترف أنه خشي لقاء العميل، لأنه كان مرصوداً وملاحقاً من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، بعدما صدرت مذكرات توقيف قضائية بحقه.

وقد أحال الأمن العام الموقوفين السيد وشكر على القضاء المختص، فيما كانت المعضلة التي واجهت السلطات القضائية والأمنية اللبنانية، صعوبة توقيف هاني مطر (المقيم في بلدة القرية – شرقي صيدا)، الذي يعمل مع الأمم المتحدة منذ 30 عاماً لأنه يحظى بحصانة دولية، وفقاُ للاتفاقية مع الجانب اللبناني، التي تمنع توقيف أحد العاملين لدى القوات الدولية دون الحصول على رفع الحصانة الدولية وهو ما صعب مهمة التحقيق مع مطر، الذي وإن كان محتجزاً بصورة مؤقتة لدى قوات «اليونيفل» في المقر العام في الناقورة، إلا أنه استطاع تدمير وحذف العديد من الملفات عن أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الخلوية وحساباته على الـ«فايسبوك» ومنها ما هو باللغة العبرية.

والأخطر في وضع مطر أن عمله في قسم المحاسبة في مالية قوات «اليونيفل» تتيح له الإطلاع على كافة الملفات للضباط والأفراد أو العاملين لديها، بما فيهم من اللبنانيين، وهو ما يسهل معرفة تفاصيل كثيرة عن حياتهم، وبالتالي تزويد العدو الصهيوني بها.

محاولات اغتيال اللواء ابراهيم

محاولات اغتيال اللواء إبراهيم وسعد والشيخين حمود وحبلي ليست جديدة فهي تكررت عدة مرات، وتبين أن أكثر من شبكة تعمل لصالح «الموساد» أو الخلايا الإرهابية، بما في ذلك «داعش» و«جبهة النصرة» و«كتائب عبد الله عزام»، وأيضاً مجموعات الأسير كانت تضع من ضمن أهدافها اغتيال عدد من هؤلاء الشخصيات.

وقد جرى كشف العديد من هذه الشبكات قبل تنفيذ مهامها، وتوقيف عدد من أفرادها، وفي البعض منها نفذ، ولكن نجا الشخص المستهدف.

فما أعد من محاولات لاغتيال اللواء إبراهيم عمليات عدة، كشف منها عن عدد قليل، وفي مقدمها:

1- الخلية التي كلفها المسؤول في «كتائب عبد الله» الشيخ سراج الدين زريقات بمراقبة مرور موكب اللواء إبراهيم وتصويره على خط كورنيش المزرعة – المتحف، ولكن اعتقل الشخصان المكلفان قبل تنفيذ المهمة مطلع العام 2013.

2- تفجير السيارة المفخخة عند نقطة الجيش اللبناني في محلة ضهر البيدر (بتاريخ 20 حزيران 2014)، والذي حصل في مدة زمنية لا تتعدى 10 دقائق فقط من وصول موكب اللواء إبراهيم.

3- كشف شبكة كانت تقوم باستطلاع ورصد وتصوير عائلة اللواء إبراهيم في بلدة كوثرية السياد - قضاء صيدا، وكانت الخطة معدة لاستهدافه أثناء زيارة والدته الحاجة شفيقة مكة، التي كانت مريضة، وذلك قبل وفاتها (بتاريخ 15 تموز 2014).

والشبكة كانت مؤلفة من 4 أشخاص من الجنسية السورية اعتمدوا التمويه بأنهم من النازحين السوريين، وكانوا مدربين بشكل جيد، ما سهل لهم التخفي، حيث اعترفوا بأنهم ينتمون إلى تنظيم «داعش»، وأنهم قدموا من الجولان والقنيطرة عن طريق شبعا، لكن سلوك تلك الطريق لا يمكن أن تتم دون التنسيق مع العدو الإسرائيلي، الذي تبين أن اللواء إبراهيم هدف له.

4- توقيف أحد أفراد شبكة تعمل لصالح «كتائب عبد الله عزام» كانت تخطط لاستهداف موكب اللواء إبراهيم لدى خروجه من مبنى المديرية العامة للأمن العام في المتحف، بشاحنة يقودها انتحاري.

وهذا يؤكد أن الانجازات الهامة التي حققها اللواء إبراهيم في مواجهة شبكات التجسس الإسرائيلي والخلايا الإرهابية، جعلت منه هدفاً يخدم العدو الإسرائيلي والإرهابيين، وإن تعددت أساليب التنفيذ ووسائله.

وأكد اللواء إبراهيم أن «ما نقوم به بمواجهة شبكات التجسس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية التكفيرية واجبنا، وسنواصل ملاحقة محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان وسنتصدى لكل ما يعرض أمن بلدنا للأخطار، وسيتم خلال الفترة المقبلة الكشف عن المزيد من الشبكات، لأن هدف العدو الإسرائيلي والتكفيري استهداف الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والتفجيرات الفتنوية ومحاولة تفتيت الوحدة الوطنية».

استهداف سعد وحمود وحبلي

وكان الدكتور سعد قد أبلغ تحذيرات من جهات أمنية لبنانية رسمية مرات عدة، من أن عدداً من أفراد الخلايا الإرهابية وعملاء «الموساد» اعترفوا بأنهم كلفوا بجمع المعلومات عنه تحضيراً لاغتياله.

وكانت شبكة السيد الجديدة، التي تعمل لصالح «الموساد» قد كلفت بجمع المعلومات عن سعد لجهة تنقلاته وجولاته المعتادة، خاصة في سوق صيدا التجاري وسط المدينة، التي كان يقوم بها بشكل دائم.

كما أن مسؤول شبكة «داعش» زياد كعوش، التي أوقفها الأمن العام بتاريخ 5 تشرين الأول 2015، اعترف بأنه وشقيقه جهاد، كانا يجمعان معلومات عن سعد تمهيداً لاغتياله بواسطة سيارة مفخخة، وأن هشام قدور كلف لتنفيذ هذه العملية.

وأشار سعد إلى أن «العدو الإسرائيلي مستمر في نشاطه في مجال جمع المعلومات والعمل داخل الأراضي اللبنانية، بهدف استهداف المقاومة بشكل أساسي. وهو عمل دائم ومستمر على مدار الساعة، ولن يتوقف هذا العمل العدائي ضد لبنان والساحات العربية عموماً، والجماعات الإرهابية تتقاطع معه في أكثر من قضية، فالعدو الإسرائيلي يستهدف المقاومة في لبنان، والجماعات الإرهابية تسعى إلى إثارة الفتن والصراعات المذهبية في الدول العربية ولبنان من بينها، والهدف حصار المقاومة بالفتنة، وهذا هو التقاطع الذي نراه من خلال نشاط الجماعات الإرهابية والنشاطات الجاسوسية والأعمال العدائية الإسرائيلية ضد لبنان والدول العربية».

وكان الشيخ حمود هدفاً لعدد من شبكات التجسس الإسرائيلية منذ عدة سنوات، وأيضاً لخلايا و«مجموعات الأسير» الذي اعترف عدد من أفرادها الموقوفين بأنهم كانوا مع آخرين فارين يخططون لاغتيال الشيخ حمود.

كما أن الشيخ حمود كان قد نجا ونجله المحامي محيي الدين من محاولة اغتيال عندما تعرضا لإطلاق النار فجر 3 حزيران 2013، أثناء التوجه لأداء صلاة الفجر في «مسجد القدس» القريب من منزله.

كذلك، فإن الشيخ حبلي ورد اسمه ضمن المستهدفين في شبكة السيد، وقبلها في «مجموعات الأسير» التي كانت تخطط لاغتياله، كما أنه نجا من محاولة اغتيال حين نجحت الأجهزة الأمنية اللبنانية بتفكيك عبوة ناسفة كانت موضوعة أمام مكتب «جمعية ألفة» التي يرأسها في موقف بناية حجازي في ساحة القدس، والتي اعترف الموقوف خليل عبد الرزاق أنه هو من وضعها بالتواطؤ مع زوجة حبلي، سهى عكرة.

تعليقات: