مشاركة فعالة للبنان في القمة الأوروبية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية في بروكسل


مهنا: المجتمع الدولي مسؤول عن مساعدة لبنان الذي يتحمل الجزء الأكبر من أزمة النازحين

في إطار أعمال القمة الأوروبية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة التي نظتمها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية في 30 نوفمبر و 1 ديسمبر في بروكسل، شارك لبنان بحضور فاعل في القمة ومن بين الشخصيات الحاضرة سفير لبنان في الاتحاد الأوروبي وبلجيكا رامي مرتضى ورئيس المجلس الاقتصادي- الاجتماعي روجيه نسناس ورئيس الاتحاد الوطني للنقابات المستقلة كاسترو عبدالله والآنسة كارول منصور إضافة إلى الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان.

وفي محور يتعلق بمواجهة قضية اللاجئين السوريين، ألقى مهنا محاضرة حول أزمة النزوح السوري وعرض حيثيات المسألة من جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حيث يتحمل لبنان المثقل بازماته المعيشية الملحة، منذ 5 سنوات أكثر من ثلث سكانه نازحين اي مليون ونصف نازح مسجل في مفوضية اللاجئين عدا غير المسجلين، أي ما يوازي 20 مليون في فرنسا التي لم تحتمل 10 آلاف غجري فطردتهم، ومن المتوقع أن يستمر لبنان في حمل العبء لخمس سنوات إضافية، ما ينذر بوضع كارثي وقنبلة موقوتة في حال لم يتم مساندة هذا البلد سريعاً، وذكر خسائر لبنان الاقتصادية من جراء هذا الوضع خصوصاً ان المساعدات الدولية لم تتخطى 20% من المبالغ المقرر صرفها، ولم يخصص للبنان إلا 74 مليون دولار لاحتواء أزمة النازحين لم يستلمها بعد فيما تم تخصيص 3 مليار دولار لتركيا مؤخراً وهو بالأمر المستغرب والمرفوض.

وحيا مهنا حسن ضيافة الشعب اللبناني واللاجئيين الفلسطينيين الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع إخوانهم النازحين بحالة شبه اندماج، فيما اختار الاردن وتركيا مثلا عزل اللاجئين في المخيمات.

كما انتقد ضعف التضامن الدولي ورد الفعل الأوروبي العنصري اتجاه النازحين، في ظل تصاعد الأحزاب اليمينية وتوسع حركة اليمين الشعبوي الذي يحول أوروبا إلى قلعة مغلقة ما يتنافى مع اتفاقية جنيف والاتفاقية الاوروبية لحقوق الإنسان خصوصا المادتين 2 و 5 اللتان تنصان على الحق بالحياة والأمان، مشيراً إلى أن أوروبا التي يعيش فيها حوالي 500 مليون نسمة بوضع مزدهر ترفض استقبال بضعة الاف من النازحين على الرغم من وجود امكانية لاستيعابهم كقوى اقتصادية على الأقل في القرى الفارغة، ضاربة بعرض الحائط كل خطاباتها حول حقوق الإنسان التي تتبين مع الوقت أنها ليست سوى ستار للتدخل في الدول الضعيفة، خصوصاً أن أوروبا تتحمل مسؤولية سياسية في الأزمة السورية لجهة إرسال المقاتلين وأمور أخرى، معلناً أن مؤسسة عامل بالتعاون مع لجنة محامين فرنسيين وأوروبيين هي بصدد التواصل مع العائلات التي فقدت أحد أفرادها في المياه الاقليمية الأوروبية وذلك لرفع دعاوى قضائية بحق كافة الدول التي تسببت بمقتل هؤلاء النازحين.

كما حمل مهنا مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية والدول العربية لعدم فتح حدوها واستقبال النازحين، إضافة إلى مسؤولياتها في دعم لبنان الذي يتحمل عن الجميع ريثما يتم وضع حل سياسي للأزمة السورية، مطالباً المجتمع المدني في بلاد الشمال وفي البلاد العربية التنسيق فيما بينه لتشكيل قوى ضاغطة على الحكومات لاتباع سياسات أكثر إنسانية مع النازحين وتسهيل دخولهم إلى أراضي آمنة.

وفي إطار آخر أشار مهنا إلى خطورة استنزاف سوريا من النخب والطاقات الشابة، متحدثاً عن أرقام مرعبة، حيث غادر سوريا حتى الآن حوالي 12 ألف طبيب و8 آلاف كيميائي و5 آلاف مهندس و12 ألف في مجال الاتصال وغيرها من التخصصات وأن 4 ملايين من التلاميذ السوريين أي 45% هم خارج المدارس وهو ما ينذر بكارثة، خصوصاً ان الجيل السوري النازح حالياً يقضي معظمه خارج المدارس سواء في لبنان أو تركيا أو الاردن، مطالباً المجتمع الدولي بمكافحة هذه الظاهرة والاسراع بالمساهمة بحل سياسي للأزمة السورية، حتى لا تخسر سوريا آخر أمل بمستقبل مشرق.




تعليقات: