الحطب.. «دفا وعفا»


  

العرقوب ـ

للتدفئة عنوان.. الحطب، هذا ما اعتاد عليه أهالي قرى العرقوب ، التي يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 800 و 1400 متر، يستخدمونه منذ القدم كوسيلة أساسية للتدفئة في فصل الشتاء الذي يحمل معه امطارا وثلوجا وبردا وصقيعا لأكثر من خمسة أشهر. وبالرغم من وفرة مادة المازوت وتقنيات التدفئة الحديثة، فان جلّهم لا يزال يفضل الحطب للتدفئة، سيما كبار السن، مؤكدين ان الحطب يوفر دفئا أكبر في المنزل مع ما يتطلبه ذلك من إهتمام دائم بالموقد أو «الوجاق«.

ويبقى الهاجس الأكبر لدى غالبيتهم هو في كيفية تأمين الحطب ،مع منع القطع إلا بإذن رسمي مسبق ، حتى وإن كان ذلك من الحقل الخاص، ولكن من اعتاد على الحطب يجمع ما تبقّى من أغصان ناتجة عن تشحيله للأشجار من حقله، وما ينقص عنه يشتريه من بائعي الحطب.

يقول أبو محمد هاشم، 85 سنة من بلدة شبعا: «الحطب بالشتا بيدفي أكثر وبيسلي وصحي أكثر من المازوت مع إنو أرخص هذه السنة»، مضيفا، «كناّ قبل إحتلال مزارع شبعا نأتي بالحطب من هذه المزارع ولكن اليوم وبما أنو الحطب غالي وبدو إهتمام اكثر وكبرنا بالعمر صار المازوت أهون علينا».

ويؤكد جاره أبو محمد دلي، 86 سنة، الذي آثر أن يضع وجاق على الحطب في الغرفة المخصصة لتمضية الشتاء فيها، وآخر على المازوت في غرفة إستقبال الضيوف «لأنه يمكن إشعال المازوت بوقت أسرع»، ان «الثلج ما بدو غير حطب ليدفا البيت منيح، المازوت بيدفي حالو بس، وكل عمرنا نتدفا على الحطب وتعودنا عليه، ولكن اليوم نضطر أحيانا الى إستخدام المازوت بسبب صعوبة تامين الحطب في الكثير من الأحيان».

أبو جورج من ابل السقي، 70 سنة، في كل مرة ينزل فيها الى حقله يعود محملا ببعض الحطب الناتج عن تشحيل الأشجار ومن بينها تشحيل الزيتون واللوزيات، ويقول: «صحيح صرت كبير بالعمر ولكن ما زال عندي همّة لتأمين الحطب من أرضي، وبزيد عليهن جفت الزيتون اللي بينتج من عصر الزيتون اللي بقطفوا، وإذا بدي شوي زيادة بشتري، لأنو الحطب صحي وبيدفي».

ويشير شادي طلايع، الذي يبيع الحطب بين منطقتي البقاع وحاصبيا، ان «الإقبال على شراء حطب التدفئة ما زال جيدا رغم إرتفاع سعر الحطب وبيعه لم يتأثر أيضا بإنخفاض سعر المازوت، كون غالبية اهالي القرى الجبلية يفضلون الحطب لما يؤمنه من دفء».

تعليقات: