تحف كفرشوبا.. بين إزميل الطبيعة والزمان


كفرشوبا -

فوق التلال الشامخة عند الأطراف الشرقية لبلدة كفرشوبا، كتلٌ صخرية تعددت اشكالها وأحجامها، رسمت وحفرت بيد الخالق، فبدت اشبه بتحف فنية، تحاكي كل ما حولها من انسان ونبات وحيوان وطبيعة غناء.

صخور منفردة تنادي اشكالاً متشابكة ومتداخلة، تحمل فرادتها وهياكلها المختلفة. لكلٍ منها رؤيةٌ وهدف، ميزةٌ ومزاج، وكأنها باتت متحفاً فُلش في طبيعة تتحدى الأقدار، وما بدلت تبديلاً.

صور سوريالية حوت وتنوعت واختلطت، بمختلف الأشكال والتكوينات والأحجام، تدخلت الطبيعة برياحها وثلجها وشمسها، في سكب كل ما يحييها ويعطيها دفء الحركة في جمودها، وشموخ العنفوان في صبرها وقدرة التحدي في صمودها. إنها حقاً من صنع هذه الطبيعة أتت على صورتها.

هذه الكتل الصخرية، لا يمكن وصف اشكالها بدقة، بعضها مخروطي، فيه من المسلات ملامح، وفي بعضها الآخر يكثر التخريم والتنقير والتشظي والتكسير، في حين وضع التآكل جانباً من بصماته في بعض جوانبها، بقايا منتشرة حول بعض الصخور.

أما الصخرة الأم، ففعل فيها إزميل الزمان والزائر الثقيل، غير المستديم في إقامته، الثلج، فعله وعمله، فحول صخرة التكوين الأول، بغلظتها وتشكيلها الفوضوي غير المتناسق، الى شكل فيه من التهذيب والتشذيب والنحت ملامح وصفات، فكأن زمن الكهولة رفع من جاذبيتها، وزاد من نضارتها، فجمعت حقاً كل ما قيل ويقال في الشكل، والحجم المندلق والمنبطح بكل اتجاه، في ظل حركة فاتنة من التشذيب والتهذيب والتشكيل والنقرات، والتخريمات، لتزيدها جمالاً حركة تشظ وتكسير وتعديل وتربيع وتطويل وتدوير وانخراط.

تعليقات: