أتُهْدى الهديّه؟


دعيني أعطّر يا فُلّتي بيديْك يدَيَّ

كم اشتقتُ أن تأخذيني إليْكِ وتأتي إلَيَّ

كم اشتقتُ أن تسْكبي الحُسْن والسّحْر في مؤْقتيَّ

وأن تحرقي كالنّبيذ صقيع دمي وتمرّي كلسْعة خمْرٍ على شفتيَّ

وأن تمنحيني من العشق ما يمنح الموت طعمًا شهيّا

وأن تبحري حيث لا يهدأ الموج في مُقْلتيَّ

وأن ترقصي حيث لا يكتم الشعر سرًّا ولا تتْعبُ الأبجديّهْ

وأن تتمايل حول ذراعي خيوطُ فساتينِك المخمليّهْ

وأن تهطلي كالنّجوم عليَّ

كغيمة وردٍ مداها رحيقٌ وطِيبٌ وأمطارها نرجسيّهْ

وأن تكتبيني بحبْر الخلود على وجنتيْكِ فتسقط كلّ الغيوب أمامي وأنهض حيّا

**********

دعيني أعطّر يا فلّتي بيديْكِ يديَّ

أنا لسْتُ إلّا ضياعَ الهدى والْتِباسَ القضيّهْ

وأنتِ الرّشاد وأنتِ اللّغات وأنتِ الهويّهْ

أنا العتم في كلّ ما يحتويه من السّيئات وأنتِ الثّريّا

أنا حبّة الرّمْل حين تجفّ وأنْتِ شفاه الصّباح النّديّهْ

أنا لا أساوي بقايا ذنوبٍ وأنتِ الصّلاة ومحْوُ الخطيّهْ

أنا الكفر كنْتُ فلمّا توضّأت في راحتيْكِ غدوْتُ نبيّا

دعيني أحبّك كيف أشاء فإنّ الهوى سوف يزداد فيمن أحبّ رُقِيّا

دعيني أُعِدّك فوق الهدايا فأنتِ هديّة ربّي إليَّ

أيمْكِن ألّا تكوني النّعيم بكلّ تفاصيله الجوهريّه

أيُمْكِن ألّا أكونَ جديرًا بما قدْ وُهِبْتُ؟

أتُهْدى الهديّه؟

تعليقات: