من حق الخيام أن ترتاح من أسعد رشيدي فترة

في غرفة الطوارئ بعد نقله إلى المستشفى
في غرفة الطوارئ بعد نقله إلى المستشفى


بالسلامة يا أبا لؤي..

حين تعرفت الى المهندس أسعد رشيدي عرفت فيه قبل كل شيء حبّه للخيام..

وتدور الايام، تتراكم السنين، ومايزال أسعد رشيدي كما عهدته منذ ثلاثة عقود ونيف: الخيام تسكن في وجدانه و في كل حركة من حركاته بل في أعماق قلبه.

غالباً ما كنت أسأله الى اين؟ يجيب الى الخيام!

بعض ما قام به مؤخراً:

• عمل مع أصدقائه، وهم كثر، على إنشاء منتدى المرج للتنمية وحماية البيئة، فرأى بذلك نافذة توجد له عملاً في البلدة أيام إجازاته وخلال العطل الأسبوعية.

• كادت تمرّ على الخيام الذكرى السنوية الأولى لعدوان تموز دون أن يكترث إليها أحد فسارع مع زملائه بالمنتدى وقاموا بما يلزم لدعوة فرقة الولاية، التي لبّت الدعوة، فأحيت حفلاً غنائياً كبيراً، شَعر من خلاله الأهالي بنشوة النصر (نصر العرب)، فغنّوا عالياً بعزّ وفخر "نصرَك هزّ الدنّي" وغيرها من الأناشيد والأغاني الوطنية!

• في عيد استقلال قطر، رفع شعار "هذا العيد هو عيد لكل العرب" وأقام نشاطات رياضية وسباقاً ماراتونياً تحت عنوان شكراً قطر، إضافة إلى معرض صور "ذاكرة الخيام: الدعم القطري" وبناء على ذلك جرى تكريم فريق العمل القطري والفرق العاملة معهم بمشاركة واسعة من الخياميين.

• وانتهى به الأمر إلى إطلاق حملة من الخيام لحماية طبقة الأوزون، بالتعاون مع بعض الإختصاصيين، وقد نجحوا بذلك من خلال عدد الحاضرين، بالرغم من أن هذا الموضوع الحضاري جامدٌ تماماً على أبناء القرى (وربما على أبناء المدن أيضاً).

أقول له غريب أمرك وما أطول بالك! تتكبد مشقة الطريق وهدر الوقت وغالباً ما تتكلف من جيبك الخاص وتعمل بالعتالة أحياناً للقيام بهكذا أنشطة!

يجيب مبتسماً أنه على ثقة من أن غالبية الخياميين هم كذلك، ولو أتيحت الفرصة لهم لأعطوا أكثر مني في سبيل بلدتهم، خاصة الشباب منهم!

ويضيف: مهما كان الجهد المبذول في الخيام كبيراً، إلا أنك عندما تسهر مع الاصدقاء، أو تمضي ليلتك فيها، سوف ترفع عن نفسك كل التعب وتنسيك همومك!

حين علمت أن أسعد تعرض لحادث سير أقعده عن الذهاب لفترة الى الخيام حزنت عليه وشمتّ به في آن معاً:

فقد حزنت عليه لأن الحيوية التي عرفته بها منذ كنا في العشرينات من عمرنا ماتزال على أشدها.. فهو لم يتغير ولم يتبدل!

تراه دائماً وكانه اليوم قد بدأ العمل الوطني.. فلم تفت من عضده السنين ولم يتراجع وإنما يتقدم دائما يركض الى هنا وهناك يقترح يجمع ولايفرق... عزمه ما زال كما هو فأين سيفجّر هذا العزم وهو مقعد ويرقد عاجزاً في سريره؟

.. في ذلك مدعاة للحزن والأسف.

وشمتّ به لان الخيام والخياميين سيترتاحون منه فترة، وهذا حق لهم.. ولن يعد حين اتصل به بالليل والنهار يقول أنا في الخيام أو في طريقي إليها.

بالسلامة ياصديقي ابو لؤي وارجو أن تعود قريبا إلى حيويتك المعهودة فالبلدة بحاجة لعطاءاتك أنت وأمثالك.

تعليقات: