توفيراً لقطع الأشجار وتلويث التربة تحويل جفت الزيتون إلى حطب

آلة لإنتاج حطب صناعي من جفت الزيتون
آلة لإنتاج حطب صناعي من جفت الزيتون


حاصبيا:

باتت مخلفات الزيتون والتي تعرف بالجفت مادة اساسية في التدفئة الشتوية، خلال موسم الصقيع، بعد تحويلها من فتات متناثر الى قطع حطبية متساوية الأحجام والأوزان، عبر معالجتها في آلة خاصة يسميها صاحبها وليد الكردي «معمل الحطب الصناعي»، ليصير الجفت بعدها جاهزاً للاستهلاك المنزلي كوقود للصوبيات والمواقد.

انتشرت هذه الآلة في أكثر من منطقة. صاحب احدى هذه الآلات في منطقة حاصبيا وليد الكردي المتخصص بتركيب وصيانة معاصر الزيتون، يقول انه أتى بهذه الفكرة من بعض الصناعات الأوروبية المعنية بهذا المجال. وعمل على تطويرها لتتلاءم مع واقع المستهلك اللبناني. ويضيف الكردي انه استقدم المعدات الضرورية وقطع الغيار لصناعة آلته من تركيا وسوريا ليضيفها الى اخرى لبنانية، وعمل على تجميعها محليا بحيث جعلها صغيرة الحجم، سهلة الحركة، تشتغل على الطاقة الكهربائية، لتغدو اشبه بمعمل صغير متنقل يركز في محيط معصرة الزيتون حيث يرمى الجفت.

وعن كيفية التشغيل يقول الكردي: «انها بسيطة فهي بحاجة الى عاملين، واحد يلقمها بالجفت، والثاني يأخذ القطع الحطبية من فوهتها لتوضع تحت اشعة الشمس مدة اسبوع. ثم توضب في اكياس سعة كل واحد 12 قطعة، لتطرح بعدها في الأسوق».

ويضيف: «ان كل قطعة منها تزن 1200 غرام، بطول 22 سم وبقطر 10سم. وتدوم فترة اشتعالها حوالى ساعة ونصف ساعة. ويبلغ ثمن الطن الواحد للمستهلك 115 دولارا اميركيا».

وحول قدرة المعمل على الإنتاج يقول: «باستطاعته تحويل 15 طناً من الجفت الى حطب خلال 10ساعات. وفي تقديري فإن حاجة المنزل في فصل الشتاء تبلغ 2.5 طن في المناطق، دون ارتفاع 600 متر عن سطح البحر، و4 اطنان للمناطق الجبلية الباردة. وهذا يعني ان رب العائلة يمكنه توفير 40 ٪ من ميزانيته المخصصة للتدفئة في فصل الشتاء في حال اعتمد على هذه المادة».

رشيد زويهد، صاحب معصرة في الحاصباني، يؤكد على ضرورة تعميم مثل هذه الآلة على كافة المعاصر. فبالإضافة الى مردودها المادي، لها فوائد إضافية متعددة ومنها: الحفاظ على البيئة، لأن رمي الجفت عشوائيا في الطبيعة يؤدي الى روائح كريهة اضافة الى اضرار في الحقول والمياه الجوفية. كما تساهم هذه الصناعة في الحفاظ على الثروة الحرجية من خلال تخفيف «هجمة» الحطابين على الأحراج التي لحقت بها خسائر فادحة خلال السنوات القليلة الماضية.

تعليقات: