راشيا الفخار الإحتلال الإسرائيلي دمرها 4 مرات

راشيا الفخار ترحب بكم
راشيا الفخار ترحب بكم


وقدمت مئات الشهداء والجرحى والمعوقين

راشيا الفخار ·· ورد اسمها في العديد من المراجع وغنية بالأماكن والمواقع الأثرية

أهلها يشكلون نموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك في أحلك الظروف

راشيا الفخار - تتربع بلدة راشيا الفخار على رابية من أجمل وأبدع روابي وادي اليتم، تتوسط منطقة العرقوب وتظللها غابات الصنوبر وبساتين الزيتون، التي تحيط بها من كل الجهات· يحدها من الشرق جبل سدانه، ومن المغرب مجرى الحاصباني، والفرديس شمالاً، ومن الجنوب تطل على الجليل الأعلى داخل فلسطين المحتلة، وهي اسم على مسمى كونها أعرق بلدة لبنانية بصناعة الأدوات الفخارية والخزفية ذات النوع الجيد· راشيا الفخار بلدة قديمة العهد ورد اسمها في العديد من المراجع، وهي غنية بالأماكن والمواقع الأثرية التي تعود للعهود السريانية الفينيقية والرومانية، ويدل على ذلك قصر قديم بالقرب من كنيسة الروم وسط البلدة ونواويس حجرية طول الواحدة منها يزيد على المترين، وإلى جانها أواني فخارية، وفي الجهة الشرقية للبلدة هناك بئر محفور بالصخور الصلبة، كان ومازال يستخدم لتجميع المياه خلال فصل الشتاء· يبلغ عدد سكان راشيا الفخار حسب سجلات قيد النفوس حوالى 3500 نسمة، يقطن في البلدة منهم 200 نسمة فقط، أما الباقين موزعين إما في ديار الإغتراب، أو في باقي المناطق اللبنانية، الأخرى· وأهالي راشيا الفخار، كانوا ومازالوا يشكلون نموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك، تربطهم بجيرانهم من باقي الطوائف سنة دروز وشيعة علاقات وطيدة متينة، قائمة على المحبة والإحترام المتبادلين، وفي احلك الظروف خاصة ابان فترة الاحتلال الإسرائيلي البغيض، حيث ظلت عنواناً للتضحية والفداء فقدمت العشرات بل المئات من الشهداء والجرحى والمعوقين· راشيا الفخار كانت في أواخر الخمسينات تعتبر ثالث أكبر بلدة بعدد سكانها بعد شبعا وكفرشوبا في العرقوب، وكانت تضم مدارس رسمية وخاصة، وكان منها الطبيب والمهندس والمحامي والنائب وغيرهم من رجالات العلم والمعرفة لمعت اسماؤهم في ديار الإغتراب، وتبوؤا مناصب عالية· كما كانت البلدة الأقوى اقتصادياً في قضائي حاصبيا ومرجعيون، حيث كانت تحوي 80 مصنعاً للفخار· أما اليوم فالوضع مختلف تماماً، المدارس والمصانع مقفلة والنزوح القسري لأبناء البلدة لم يبقَ منهم سوى 10% فقط· حكاية راشيا الفخار مع المعاناة لا تختلف عن جاراتها العرقوبيات، فهي عايشت الحرمان ورافقته طيلة هذه الحقبة في ظل غياب تام للحكومات المتعاقبة، وبات الأهالي يعيشون حالة من الإحباط والقلق من مصير يجهلونه خاصة في هذه المرحلة المأزومة سياسياً واقتصادياً ومعيشياً· المختار خليل مختار راشيا جرجس حفيظ خليل، أشار إلى "أن حركة النزوح من البلدة بدأت مع الإجتياح الإسرائيلي العام 1970 واستمر هذا التهجير القسري طيلة هذه الفترة حتى وصلنا إلى ما نحن عليه، فهذه البلدة التي كانت يوماً تعج بالحياة، وكانت مصدر رزق في معيشة أبناءها وأبناء بلدات وقرى العرقوب وحاصبيا أيضاً، لكثرة مصانع الفخار فيها، وباتت اليوم الأضعف اقتصادياً وخالية من سكانها، لولا وجود بعض العائلات التي مازالت متشبثة بهذه الأرض، رغم كل الصعوبات"· واستغرب خليل "الإهمال المتعمد من قبل الدولة تجاه أبناء العرقوب عامة وأهالي راشيا الفخار خاصة، وهم الذين لم يتأخروا عن القيام بواجبهم تجاه الدولة"· وأضاف: إن ما تبقى من مقيمين في البلدة يعتمدون بشكل أساسي في معيشتهم على زراعة الزيتون، حيث تنتج البلدة سنوياً حوالى 6000 طن، وهذه الكمية كافية لتأمين عيشة كريمة للمزارعين لو قدر لهم تصريف انتاجهم، إلا أن غياب الدولة وتقصير المسؤولين من نواب وغيرهم جعلت مواسمهم تبقى أسيرة الخوابي والبراميل، كما انها باتت مهددة بالتلف ولا من أحد يسأل عنا· وتساءل خليل: أين التعوضيات المستحقة لنا جراء ما تعرضت له منازلنا وأملاكنا في عدوان تموز الأخير؟ فغاليبة الأهالي حتى الآن لم يقبضوا تعويضاتهم عكس باقي المناطق الجنوبية الأخرى، باستثناء بعض التعويضات التي قدمها "حزب الله"· وتابع: إن راشيا الفخار التي دمرت تدميراً كاملاً أربع مرات خلال الـ 30 سنة الماضية، مازال لأبنائها في ذمة الدولة حوالى 500 مليون ليرة، ورغم مراجعاتنا المتكررة للمسؤولين وفي كل مرة يكون الجواب عندما تتأمن الأموال اللازمة تقبضون· وطالب "بضرورة دفع الأموال المستحقة لأصحاب العقارات المشغولة من قبل قوات الطوارئ الدولية منذ العام 1978، والتي تفوق قيمتها 250 مليون دولار· وختم خليل كلامه بالقول: نأمل من المسؤولين في كافة مؤسسات الدولة، أن يحكموا ضمائرهم، وأن يكون لهم التفاتة خاصة تجاه أبناء المنطقة للتعويض عما لحق بهم من اهمال وحرمان مزمنيين، وأن ما يحز في أنفسنا أمام هذا الواقع الأليم اننا بتنا نشعر وكأننا غرباء مهجرين في وطننا، فلماذا هذا التمييز بين منطقة وأخرى"· الغريب من جهته، رئيس البلدية غطاس الغريب لفت إلى "أن بلديته وبالرغم من الظروف الأمنية والإقتصادية الصعبة التي مرت بها البلدة، فقد تمكنت منذ انشائها في العام 2001 من تنفيذ العديد من المشاريع الإنمائية والخدماتية والبنى التحتية من أجل تعزيز ودعم صمود أبناء البلدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، بناء ما مساحته 6815 م من جدران الدعم على جانبي الطرقات الرئيسية والفرعية، مد شبكة جديدة لمياه الشفة، وبناء خزان يتسع لـ 350 م، استملاك قطعة أرض مساحتها 6610م لاقامة حديقة عامة، وتسعى البلدية مع قوات "اليونيفيل" أو أية جهة أخرى لتنفيذ هذا المشروع، تنفيذ مشروع لري الأراضي من خلال بئر ارتوازي، بعد أن اثبتت التحليلات أن مياهه غير صالحة للشرب، شق وتعبيد العديد من الطرقات الزراعية بالتعاون مع "مؤسسة مرسي كوز، وكذلك مد شبكة جديدة الصرف الصحي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"· وأضاف الغريب، من المشاريع المهمة التي نفذتها البلدية أيضاً توسيع وتأهيل بناء المستوصف في البلدة، والعمل جارٍ على قدم وساق بهدف تحويله إلى مستشفى ميدانا، نظراً لحاجة الناس الملحة لمثل هكذا مشروع لا سيما، واننا مازلنا معرضين في أية لحظة لاعتداء إسرائيلي من مواقعه المقابلة لنا في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا· وطالب "بالإفراج عن الأموال المستحقة للبلديات والمجمدة في الصندوق البلدي المستقل، وضرورة اعادة قيمة المستحقات إلى ما كانت عليه سابقاً، لتتمكن بلدتنا من تنفيذ المشاريع المقررة "لا سيما الملحة والضرورية منها"· ودعا "وزارتي الزراعة والبيئة، تنظيم قطع الأشجار البرية من بساتين الزيتون والكرمة، لما لها من تأثير سلبي على المواسم الزراعية من جهة، واتاحة الفرصة للمزارعين لاستخدام هذه الأشجار للتدفئة المنزلية، بدلاً من المازوت خاصة في ظل الظروف الإقتصادية الضاغطة"· وطالب "الدولة إعادة احياء صناعة الفخار في راشيا، لما تمثله هذه الصناعة من تراث لبناني قديم لا يمكن الإستغناء عنه"· ولفت الغريب إلى "العلاقة المتينة التي تربط أبناء البلدة والمنطقة عموماً بقوات "اليونيفيل"، وخاصة بالكتيبتين الإسبانية والهندية لما تقدمانه من مساعدات إنسانية وخدماتية لأبناء المنطقة، كما حيا الجيش اللبناني وتضحياته من أجل أمن واستقرار الأهالي، وبعث الطمأنينة في نفوسهم"·

منظر عام لبلدة راشيا الفخار
منظر عام لبلدة راشيا الفخار


تعليقات: