محاضرة للدكتور كامل مهنا في نادي الخيام حول دور المجتمع المدني في مواجهة أزمة النظام اللبناني


بمشاركة حشد من فعاليات وأهالي بلدة الخيام، ألقى الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، محاضرة حول دور المجتمع المدني في تطوير وازدهار المجتمع، حيث ينطلق الدكتور مهنا من تجربة عامل خلال الحرب الأهلية وبعدها في مجال التنمية الاجتماعية.

انطلق د. مهنا من دور منظمات المجتمع المدني في لبنان في مرحلة الحرب الأهلية وما بعدها، من حيث احتواء اثار الحرب ومساندة الناس في قطاعات عدة كالصحة والتعليم والتأهيل، مشيراً إلى تجربة عامل الدولية التي تشكل بانجازاتها وبنيتها أنموذجاً مدنيا غير طائفي للتغيير والتقدم في المجتمع، عبر 24 مركزاً وست عيادات نقالة و800 متفرغ في مجالات متنوعة، عرباً وأجانب، وقد قدمت منذ تأسيسها وحتى اليوم 8 مليون خدمة للمواطنيين اللبنانيين، ومليون ومئة الف خدمة لأهلنا السوريين، إلى جانب العمل مع النازحين الفلسطينيين والعراقيين والسودانيين وغيرهم.

وأضاف مهنا: "إن عامل اليوم تلعب دور المحرك في المجتمع اللبناني من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية، وإنسان مواطن عبر تعزيز ثقافة المواطنة بالحقوق والواجبات، وذلك بالتوازي مع العمل على رفع نسبة الوعي عند النازحين وتأهيلهم لبناء مجتمعاتهم بعد انتهاء الحرب.

كما تطرق د. مهنا في محاضرته إلى دور بلدة الخيام التاريخي وتنوعها الذي يمثل كافة نسيج المجتمع اللبناني، وهو يمثل أنموذجاً لوحدة الحياة والعيش المشترك في لبنان، وإن عامل تعمل في مركزها في الخيام مع كافة فئات المجتمع منذ سنوات، تستمد منهم ويستمدون منها العطاء والمحبة، خصوصاً أن لمنطقة الخيام معاناة تاريخية وخاصة سواء مع الحرمان وهيمنة الاقطاع او مع العدوان الاسرائيلي المتكرر الذي دمرها في العديد من المرات وارتكب فيها مجازر شنيعة بحق الأهالي، وقد احتضنت اللاجئيين الفلسطينيين منذ العام 1948 وحتى منتصف الخمسينات، وحملت ثقافة المقاومة ومارستها بكل اشكالها، فكان هناك مشاركة حقيقة بالتضامن والمعاناة مع الفلسطينيين، ومن بعدها مشاركة النصر في التحرير بالعام 2000 على يد المقاومة البطلة، وإن اكثر ما يميز بلدة الخيام ليس فقط صمودها، وإنما تطلع ابنائها إلى العلم والتغيير للافضل.

كما أشار إلى أنه وفي ظروف الاستعصاء الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتعطيل المؤسسات الحكومية والدستورية وازمة النفايات وارتفاع نسبة بطالة الشباب اللبناني حيث يتخرج سنوياً 30 الف شاب وشابة ولكن ليس هناك فرص الا لـ 5000 الاف منهم، وهو ما يدفعم للهجرة وخسارة الطاقات، وخسارة هذا الذهب الرمادي "العقول" الذي يمكنهم من تحقيق انجازات تساعد هذا البلد المؤلف من مجموعة اقليات ويمكن أن يكون انموذجا لثقافة المواطنة وان يقود التغيير في العالم العربي.

في ظل هذ الوضع الصعب، يقوم القطاع الأهلي بدور كبير وفعال من حيث التصدي للأزمات الاجتماعية، وخصوصاً مؤسسة عامل التي تدعو إلى تبني ثقافة التضامن وليس الاحسان، ومساندة القطاع الحكومي في مساعدة الناس، وفي نفس الوقت تقوم بدور القوة الضاغطة من أجل تصحيح السياسات الحكوميةن وهنا نذكر دور الحراك الشعبي في متابعة الملفات المعيشية في الضغط من اجل حلها.

كما قال د. مهنا أنه وفي خضم التشاؤم العربي والحديث عن داعش ومثيلاتها والمستقبل المخيف للعالم العربي، لا يزال هناك بصيص امل ونور في تغيير هذا الواقع والانتصار على الظلامية، وها هي مؤسسة عامل الدولية المرشحة لجائزة نوبل للسلام للعام 2016، تقدم أنموذجاً في العمل الانساني – الاجتماعي، والتغيير نحو الافضل، ويشكل فوزها بجائزة نوبل تكريماً للشعب لقطاعات المجتمع الأهلي، وكل الشعب اللبناني الذي يتحمل عب أكثر من نصف سكانه من النازحين ويظهر حسن الضيافة واللتضامن الحقيقي، في وقت تنكرت فيه الدول الغربية التي ترفع شعارات حقوق الانسان والتنمية، لهذه الشعارات وللاتفاقات الدولية ورفضت تحمل عبء اللاجئيين، على الرغم من مسؤوليتها السياسية عما يحصل في بلادهم.

موضوع ذات صلة:

خبر الوكالة الوطنية للأنباء (ندوة في نادي الخيام الثقافي عن دور المجتمع المدني في تطوير المجتمع وازدهاره)










تعليقات: