تقليم أشجار المنطقة الحدودية خارج المعايير الزراعية

خلال تقليم الزيتون (طارق ابو حمدان)
خلال تقليم الزيتون (طارق ابو حمدان)


المنطقة الحدودية -

يصف العديد من مزارعي المنطقة الحدودية، عملية تقليم الأشجار الحاصلة في بساتينهم، بالفوضوية والعشوائية، وحتى الضارة في بعض جوانبها، بسبب بعدها عن كل الخبرات والمقاييسس العلمية، التي تحكم هذا العمل الزراعي، الذي تحتاجه وبشكل دوري، انواع الأشجار كافة، ويتوقف عليها نمو الشجرة وثمارها. العاملون في هذه المهنة، وحسب العديد من رؤساء التعاونيات الزراعية، مزارعون عاديون بعضهم اكتسب خبرة بسيطة من آبائهم او اجدادهم، ونسبة كبيرة منهم دخلوا هذا المجال كمغامرة لتحصيل قوتهم، مستغلين الفراغ الحاصل في هذه المهنة، وعدم وجود خبراء تقليم، وغياب أية رقابة أو قوانين تحكم هذه المهنة، فكان ان عملوا في البساتين وخصوصاً الزيتون على هواهم، يقصّون ويقطعون بمقصّاتهم ومناشيرهم اليدوية والآلية، الأغصان كبيرة وصغيرة، خارج أية معايير فنية زراعية، همّهم تمضية اطول فترة من الوقت بأجر يومي يتراوح بين الـ50 والـ60 الف ليرة لبنانية، وجمع اكبر كمية من الأغصان المقطوعة والمرمية عشوائيا، يستغلونها في منازلهم للتدفئة في الشتاء، او يبيعونها لتجار يعملون في تسويق الحطب.

يسابق مزارعو حاصبيا ومرجعيون الوقت، مع تحسن أحوال الطقس، للانتهاء من تقليم الأشجار، بحيث يغتنمون أيام الصحو وانقشاع الغيوم وتبدد البرد، لتقليم مختلف أنواع الأشجار، خصوصا الزيتون، في مجتمع تشكّل الزراعة فيه مورد الرزق الأساس، بهدف تحصين الشجرة وتحسين انتاج ثمارها.

التقليم يعني قطع وإزالة بعض الأجزاء، الحيّة واليابسة والمريضة من الأشجار، والتي تعيق نموها وتمنع اشعة الشمس من الوصول الى داخلها، كما يقول المزارع حسين ضاهر، الذي يضيف: يشمل التقليم أنواع الأشجار كافة، وتحديد فترة تشحيل كل منها محكوم بنوعية الشجر، فأشجار اللوزيات تقلّم بشكل سنوي، بينما أشجار الزيتون يتم تقليمها كل ثلاث او أربع سنوات، تبعا لحالة الأشجار.

تقليم أشجار اللوزيات يتم عادة بين شهري كانون الثاني وحتى منتصف آذار، أما أشجار الزيتون فيتم بين شهر كانون الأول وحتى آخر آذار. بالنسبة لأشجار اللّوزيات، فإن القلم (الغصن) الذي يبلغ سنة من العمر، يتم تنقيصه الى ثلاثة عقد، والعقد هو مكان فروع جديدة للشجرة، وكذلك العنب ينقص الى عقدين أو ثلاثة عقود. أما بالنسبة الى أشجار الزيتون، فتفرّد عن الجذوع ويتم تنقية الأغصان اليابسة منها، بحيث تدخل الشمس الى قلب الشجرة، إذ ان الثمار التي تراها الشمس تنضج بسرعة أكبر.

للتقليم الصحيح أهمية كبيرة، فهو يعطي الشجرة قوّة إضافية في النمو، ويساعد الثمار على ان تكون بنوعية جيّدة، ويقلل من الأمراض والحشرات التي تغزو الشجرة، اما التقليم العشوائي كما هو حاصل في هذه المنطقة، يقول المزارع احمد حمدان، فأدى في الكثير من الحالات، الى تأخر نمو الشجر، وضياع 3 الى 5 مواسم من انتاجها، وهو يأتي على نسبة 70 الى 85 في المئة من اغصان الشجر، يفقد المزارع ثمارها لسنوات عدة، فعملية التقليم، خارج المعايير الزراعية الفنية، يزيد الطين بلة، مع غياب الإرشاد الزراعي، وتخلي الجهات المعنية عن مسؤولياتها في هذا المجال، ليبدو التقليم فوضويا ينعكس سلبا على القطاع الزراعي ونموه وانتاجه بشكل عام. يعتمد المزارع نوعين من التقليم، حسب منشورات زراعية، تقليم التربية بحيث يتم قطع الساق الرئيسي للشتلة على ارتفاع 60-70سم، من سطح التربة بعد الزراعة مباشرة، وتزال جميع الأفرع الموجودة على الساق الرئيسي للشتلة، لإعطاء فرصة لتكوين هيكل جيد للشجرة من البراعم الجديدة التي تخرج على الساق الرئيسي.

الأشجار المثمرة تحتاج إلى تقليم ثمري يشمل تقصير الأفرع بعد إنتاج «دوابر» ثمرية جديدة، تحل محل «الدوابر» التي انتهت مدة إنتاجها الثمري، وكذلك «الدوابر» المصابة والتالفة أثناء فترة جمع الثمار.

تعليقات: