الحاصباني ينظف نفسه من زيبار الزيتون

شلالات الحاصباني بعد ارتفاع المنسوب (طارق ابو حمدان)
شلالات الحاصباني بعد ارتفاع المنسوب (طارق ابو حمدان)


أدت الأمطار الغزيرة، التي تساقطت خلال الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى السواقي الناتجة عن تفجر عشرات الينابيع، إلى ارتفاع واضح في منسوب نهر الحاصباني، كانت كافية لتنظيف مجراه، بشكل كامل، من رواسب الكميات الكبيرة لزيبار الزيتون التي صبت فيه على مدى الأشهر الخمسة الماضية، متسببة بتلوثه وقتل الحياة المائية فيه، فكان أن تولى النهر تنظيف نفسه بنفسه، بدلا من الجهات المعنية في وزارة البيئة والبلديات، والتي تجاهلت طوال هذه الفترة الأخطار البيئية التي سببها هذا التلوث، الذي حول النهر من مورد رزق ومصدر خير إلى بقع تنبعث منها كل المخاطر الصحية للطبيعة والإنسان والحيوان.

السيول الجارفة تحولت الى حملة نادرة بل وحيدة، عملت على تنظيف الحاصباني انطلاقا من النبع، وحتى المصب في شمالي فلسطين، فعادت إلى النهر نقاوته وغابت عن حوضه الروائح الكريهة، التي كانت تنكد عيش المواطنين، فكان أن شهدت ضفتيه وللمرة الأولى منذ أشهر عدة، عجقة لهواة صيد السمك بالصنارة، في أعقاب ظهور الأسماك من جديد، قادمة من بحيرة طبريا، والتي نعمت بدورها بمياه لبنانية غزيرة، أدت إلى ارتفاع منسوبها في شكل ملحوظ ،كما ذكرت وسائل إعلام العدو.

أصحاب المصالح الصناعية والتجارية والسياحية، إضافة إلى مزارعي حوض الحاصباني، شكروا الله على نعمة المطر في تنظيف النهر، بعدما تخلت عنه كل الجهات المسؤولة، وتركته عرضة لمختلف أنواع التلوث، الذي طاول كل شيء على ضفتيه وفي محيطه، وناشد المزارعون وزارة البيئة وكل الجهات المعنية، العمل بشكل جدي لعدم تكرار التلوث السنوي للنهر، والذي يبدأ عادة مع عصر الزيتون نهاية الصيف من كل عام.


تعليقات: