لكي لا يستفيق الخيامي ست سنوات وينام يوم الإنتخابات

الكاتب أحمد حسّان
الكاتب أحمد حسّان


لا جدال في أن لكل مواطن الحق في إعلان ترشيح نفسه للإنتخابات النيابية أو البلدية أو الإختيارية، خاصة لمن يجد في نفسه الإندفاع والحماسة وحس الخدمة العامة، ويمتلك ثقافة إجتماعية تخوله خوض غمار هذه التجربة الصعبة والشاقة.

وفي العودة إلى شأننا الخيامي، وهو مربط الفرس، فهناك بعض التصرفات التي يلجأ إليها بعض الأشقاء من أبناء بلدتي والتي تستفزني من موقعي كمواطن خيامي ومراقب غير محايد لأنني معني بشكل أو بآخر بهذه الإنتخابات ونتائجها، وما لها من تأثير مباشر على حياة الخيام والخياميين طيلة ست سنوات وأكثر.

إن مناسبة هذا الكلام بعض القراءات والمشاهد التي استفزتني، وهي كثيرة، ولكنني سأكتفي بالشكل منها على أن أتحدث في المضمون لاحقاً ووفق معطيات لا أملكها حالياً، أما ما يستفزني يا سيداتي وسادتي هو أن:

- ينشر أحد المرشحين صورته على وسائل التواصل الإجتماعي أو على حيطان المنازل والجدران واضعاً نظارات شمسية سوداء تخفي عيونه والجزء الأكبر من وجهه، متناسياً ما يقال أن العيون نافذة الروح، أو أنه يعتقد بأن شخصيته الجذابة ستجلب له أصوات المعجبين والمعجبات بطلته البهية، وهذا حقه.

- أن ينشر أحدهم إعلان ترشحه دون أن يعرّف عن نفسه وعن مشروعه ورؤيته وعن مؤهلاته وعن نشاطاته وسيرته الذاتية المهنية والعلمية والإجتماعية... والنسائية، إلا إذا كان يعتبر ذلك شأناً شخصياً خاصاً، وهذا حقه.

- أن يطلب أحدهم أن تعطيه صوتك وثقتك وأنت لا تعرفه شكلاً أو مضموناً ولم تلتق به في مدرسة أو جامعة أو في ساحة الخيام أو عند اللحام أو الحلاق أو بائع الخضرة أو في رحلة صيد أو عند دكانة أبو علي نعيم رحمه الله... وهذا حقه.

- أن يعتبر أحدهم أن لديه من المال ما يكفي لكي يفرض نفسه وجيهاً في البلدة، وأن على فقراء الخيام ومحتاجيها أن يحجوا إلى دارته طمعاً بكرمه... وهذا حقه.

- أن يترشح أحدهم متكلاً على نسبه وسمعة أبيه أو أمه أو جده أو جدته، لأمه أو لأبيه، أو لجد جده الذي كان في خدمة بعض الحكام والبكاوات والوجهاء الطارئين في أزمنة غابرة... وهذا حقه.

- أن يترشح أحدهم من موقعه الحزبي متكلاً على ما يراه في نفسه نضالاً وتاريخاً ثورياً، بينما يراه البعض تاريخ من زفت... وهذا حقه وحقهم.

- أن يترشح أحدهم لأنه من عائلة كبيرة في البلدة، وهو ما يعطيه الحق في كسب أصوات أبناء هذه العائلة وأبناء العائلات الأخرى الصغيرة والتي لا تلوي على شيء وتحتاج عطف ورضا هذه العائلة الكبرى، وهي قد تكون كبيرة عدداً، ولكنها قد تكون أيضاً فقيرة وفارغة نوعاً... ولكن هذا من حقه.

- أن يترشح أحدهم لأنه يرى في نفسه أنه شخصية محببة ومهضوم وصاحب نكتة ومقالب، وسمعته مثل المسك بين الناس...وهذا حقه.

- أن يترشح أحدهم لأنه قبضاي وصاحب وهرة وعضلات مفتولة وتخافه الناس ولا تجرؤ على النظر في عينيه... وهذا حقه.

- أن يترشح أحدهم لأنه عاطل عن العمل ويرى في المنصب مورد رزق له ولعائلته... وهذا حقه.

- أن يترشح أحدهم هرباً من الملل والزهق، وسعياً وراء إكتساب ولاء ومحبة الناس ومكاناً يستعمله لفرض نفسه على من حوله... وهذا حقه.

- أن يرى أحدهم في الموقع أو المنصب الذي يسعى إليه وسيلة تساعده في عمله وسمسراته ونصبه واحتياله على الناس وعلى العباد... وهذا حقه.

- أن يترشح أحدهم دون برنامج عمل أو فريق عمل وشركاء في المسار والمصير والمسؤولية... وهذا حقه.

للأسف هناك الكثير من الوقائع والمشاهدات والطرائف والبلاوي التي لا تخطر على بال في هكذا مناسبات، لكن الأهم في ذلك أنه لنا الحق وعلينا الواجب أن نختار من يجب أن نختاره لخدمة المصلحة العامة، وأن يكون خيارنا مبنياً على الوعي والمعرفة والمسؤولية الكافية التي تساعدنا على الإسترخاء مطمئنين طيلة ست سنوات كاملة. وأن نعكس المقولة التي تعتبر أن اللبناني يستفيق ويعاني طيلة ست سنوات من الإنتخابات البلدية وينام يوم الإنتخابات... وهذا حقنا نحن.

-------- --------- ----------

صفحات موقع "خيام دوت كوم" مفتوحة للجميع، منبراً حراً لنشر أدبياتهم وآرائهم واعلاناتهم وكتاباتهم وصورهم، ضمن حدود اللياقة والأصول، خدمة لأبناء منطقتنا العزيزة.

والموقع على استعداد لتقبّل ونشر بيانات وآراء وبرامج عمل والسير الذاتية لكافة المرشحين للإنتخابات البلدية والإختيارية ويبقى على مسافة واحدة من الجميع.

تعليقات: