تحية إلى أبى وأمي


سنواتٌ من عمري مضت،

على أحزان رافقتني وفي داخلي استقرت،

وهاجرت قوافل الحنان والبركة والأفراح كلها

وفي ذيولها بقايا الأمل جرَّت،

سنواتٌ من عمري مضت،

وفي كل عام أشعر بأن سفينتي منكم تقترب،

وحلاوة الأيام عن دنياي تغترب،

ونفسي شوقا للقائكم ترتقب،

وأغبطكم على رحيلكم، وكيف عليكم تلك المرحلة عبرت،

والطريقة التي ختمتم بها حياتكم، واللوعة التي قلوبنا حرقت،

وعزائي بأن أبي نام قرير العين، بعد أن عيونه برؤية أولاده مُتِّعت،

وكيف عيون أمي عندما أتمت وضوئِها، انطفأت،

عشتم بسلام، ورحلتم بسلام، وبرحيلكم، رحل السلام،

هم كانوا مثلنا أحياء، لهم أحلام وطموح وامنيات،

يخططون للمستقبل، وكأن العمر مفتوح،

ولكنهم رحلوا، دون سابق انذار،

نعم رحلوا، ونحن راحلون،

كذلك السابقون واللاحقون،

كلنا مهاجرون، ولكن على قائمة الانتظار،

نقف على ميناء الحياة، ننتظر سفنً تبحر بنا كلٌ إلى وجهته،

سفنٌ كثيرة، لكلٍ منا ما يليق به،

فأهل الخير، يركبون سفناً آمنة توصلهم إلى جنانهم بسلام وطمأنينة،

ومن هم غير ذلك عليهم تحمل ما سيواجهون خلال رحلتهم،

ولكن عندما يحين وقت الرحيل، ينادوننا بأسمائنا،

نركب سفننا، وبمنتهى الهدوء، ونرحل،

ننطلق في هذه الرحلة الوحيدة في الحياة،

التي لا تحتمل التقديم والتأخير، أو التأجيل،

وحتى ذلك الوقت، أهديكم أمي وأبي أشواقي وحنيني ومحبتي،

واعلموا بأنكم تحيون في داخلي ومن رضاكم استمد قراراتي، رغم صعوبتها،

فما ربيتمونا عليه من أخلاق وقيم وتسامح،

تفسَّر ضعفاً، عند من يفتقرون لتلك الصفات،

سأبقى وبكل فخر، ملتصقة بحبل الشوق السري الذي يجمعنا،

وبكل تعاليمكم الراقية، رغماً عن هذا الزمن الرديء،

راجيةً أن أُبحر في سفينة نجاة تحملني إليكم،

الرحمة لكم ولجميع أمواتنا،، وأحيائنا،،


تعليقات: