امانة شيخ درزي

قرية بقعاثا هي واحدة من القرى الدرزية الأربع في هضبة الجولان
قرية بقعاثا هي واحدة من القرى الدرزية الأربع في هضبة الجولان


نعم ان الدنيا حكايا , فيها من الممتع وفيها من المنكد .

من منا لم يسمع ويتغنى بقصة وفاء السموأل ايام العرب .

الامانه شيمه من شيم الرجال , هي خصله من خصال اجاويد الرجال .

الحديث هنا عن رجل من قرية بقعاثا في هضبة الجولان , تلك المنطقه التي احتلتها اسرائيل من سوريا اثناء حرب حزيران 1967 ( ما يعرف بنكسه حزيران ). تلك المنطقه كانت تعج بعشرات القرى والمدن , بالاضافه الى مضارب بدو . ارض خير ومياه , بلد مراعي وينابيع . اكثرية هذه القرى اقتلعت وهجرت ولم يبق سوى عدة قرى في شمال الهضبه ( مجدل شمس , مسعده , بقعاثا , عين قينيا والغجر ) .

بدون شك لهذه المنطقه تاريخ وتراث , حيث ان اهل الجولان عرفوا باصالتهم وحسن تعاونهم مع بعض , حيث ان العلاقات كانت وطيده بينهم واشترك الناس مع بعضهم لكسب لقمة العيش .

• * * *

الحديث عن شيخ درزي ابن قرية بقعاثا , الشيخ ابو منصور علي عماشه الذي عمل بالفلاحه ورعاية المواشي وكان له شريك من قريه مجاوره على قطعان من الضان ( بدوي من عرب الفضل ) .

شريكه وابناء عشيرته رحلوا من المنطقه ووصلوا مع الاخرين ابواب دمشق وسكنوا مخيمات اللجوء وذاقوا مرارة التهجير . لكن رغم القطيعه والبعد ما كان من الشيخ المذكور الا ان يحفظ نصيب شريكه من مدخولات القطيع عل وعسى ان تتحسن الاحوال , تنقلب الظروف ويلتقي بشريكه ويدفع له نصيبه من الشراكه .

تمر الايام ويطول الفراق ويبعد اللقاء وتشح الامال الى مطلع التسعينات من القرن الماضي , حيث يقوم الشيخ المذكور عام 1996 لزياره ذويه في سوريا , ضمن العشرات من ابناء القرى المتبقيه وياخذ معه صره من الذهب على امل ان يسأل عن شريكه ويصل اليه او الى ذويه لايفائهم حقهم من الشراكه .

وحسب ما سمعنا من الشيخ ابو سلمان نور الدين شمس , ابن قرية بقعاثا اثناء محاضره القاها على مسمع من طلاب المدرسه الثانويه من قريتي حرفيش , في مقام النبي شعيب ( ع ) في حطين وضمن برنامج التربيه التوحيديه , حيث ذكر المحاضر على مسمع من الحضور ان الشيخ المذكور ابو منصور علي عماشه , ذلك الشيخ الهرم ابن ( 75 عام انذاك ) تمكن من الوصول بعد الاستفسار عن شريكه الى احد مخيمات النازحين غرب دمشق ولقاء شريكه وذويه واعطائهم الصره . فما كان من شريكه وذويه ان اكرموا ذلك الشيخ وانتشر الخبر في المخيم عن فضيلة الشيخ الدرزي والاشاده بامانته .

بقيه ان اذكر انه في زيارته الاولى الى دمشق لم ينجح من الوصول الى شريكه ورغم كبر سنه وهرمه اصر على زيارة سوريا ثانيتاً ليصل ويلتقى بشريكه .

وانا رايت من المناسب انه اكتب هذه القصه وذلك هديه متواضعه لذاك الشيخ الجليل وفعلته عسى ان تكون قدوه للاخرين في حفظ الامانه وحفظ الاخوان ,في الاخلاص والوفاء والعمل ما به طاعه لوجه الله تعالى.

رحم الله الشيخ وشريكه , وشكراً لمن اعطاني الاذن بنشر هذه القصه .

باحترام

* فواز حسين - حرفيش

تعليقات: