قلع البطاط في سهل الخيام..على عاتق النازحين


مرجعيون ـ

أمام خيمتها في مرج الخوخ ـ قضاء مرجعيون ، تنتظر النازحة السورية من حلب أم شادي العواد وصول البيك آب الذي يقلها وأولادها العشرة فجراً الى سهل الخيام حيث يبدأ النهار الطويل بقلع البطاطا تحت أشعة الشمس الحارقة، وإن بأجر متدن فرضته عليها ظروف الحرب في سوريا بعدما تركت منزلها وأرضها والمجيء للسكن في خيمة تفتقر الى الحد الأدنى من العيش الكريم، تقول: «الظروف أكبر منّا وكل أولادي يساعدوني أنا وزوجي، بخاصة في الصيف حيث تقفل المدارس أبوابها».

حال أم شادي يشبه المئات من العائلات السورية النازحة الى منطقة مرجعيون، ولا سيما أولئك الذين يقيمون في خيم بلاستيكية بفعل تعذّر دفع ثمن إيجار منزل، في ظل تراجع المساعدات المادية والعينية من الجهات المحلية والدولية وقلّة فرص العمل، الأمر الذي دفع بهذه العائلات للعمل بمختلف المواسم الزراعية في سهول مرجعيون والخيام وابل السقي والوزاني لتأمين قوت العائلة في ظل ظروف اقتصادية باتوا يرزحون تحتها بعدما طال أمد النزوح وغياب افق العودة القريب الى ديارهم.

وبما أن زراعة البطاطا باتت رائجة في هذه السهول، وهي تتطلب كثافة في اليد العاملة، فان مختلف العائلات السورية في هذه المنطقة تعمل من صغيرها الى كبيرها، ممن إشتد ساعده، من الذكور والإناث، في قلع البطاطا تحت حر الشمس وقيضها والتي تلفحهم بلون التراب الذي يغرسون فيه اصابعهم لجمع حبات البطاطا، وإن كان بمردود مادي لا يتجاوز 15 الف ليرة اضافة الى ما يجمعونه آخر النهار من حبات البطاطا الصغيرة، إذ يعتبر ابو أحمد من حلب، «ان تراجع فرص العمل والمساعدات شكل ضغطا كبيرا علينا وبتنا لا نعرف من أين يمكن تأمين قوت العائلة، لذلك صار الكل في العيلة مطالب بالعمل أيام الصيف»، آملا العودة الى دياره «اليوم قبل بكرا وانشا الله تنزاح هالغيمة عن بلدنا«.

وتشير أم خالد النهار من حلب أيضا، وهي أم لأربعة أولاد: «صحيح هربنا من الحرب وويلاتها ولكن عذابات النزوح ما زالت تلاحقنا لجهة كيفية تأمين لقمة العيش لأولادنا والتي صارت مجبولة بالتراب والعرق والتعب، ولكن الحمدلله بعد في بطاطا منشتغل فيها ومناكل منّا، يعني عن جد هيي لحمة الفقير«.

أما المزارع أبو ميشال الباشا، فيشير الى ان «اليد العاملة السورية كبيرة وأجرها مقبول بالنسبة لنا نحن المزارعين .

تعليقات: