جمود في أسواق القرى الحدودية عشية العيد

تنزيلات في محال حاصبيا (طارق ابو حمدان)
تنزيلات في محال حاصبيا (طارق ابو حمدان)


حاصبيا -  

حركة اقتصادية هادئة تخيم على أسواق القرى الحدودية عشية عيد الفطر، فالحركة التجارية الجامدة منذ فترة طويلة، لم يحركها الشهر الفضيل، ولا حتى عشية العيد، إذ بقيت الأسواق كما يقول المثل الشعبي، «حركة بلا بركة»، مع بعض الاستثناءات، في المحال المخصصة لألعاب الأطفال والخضار والفاكهة، والتي سجلت حركة وصفت بالخجولة.

تستغرب سامية صاحبة محل ألبسة على طريق كوكبا - الحاصباني، هذا الجمود في حركة التسوق عشية العيد، مضيفةً «لم يتحرك السوق إلا بنسبة بسيطة جدا لا تذكر، سجل طلب محدود على ألبسة الأطفال وبنسبة متدنية». فيما يقول سميح صاحب محل أحذية عند بوليفار مرجعيون، «خلال اليومين الماضيين تحرك السوق وبنسبة زادت حوالي 15 في المئة عن السابق، على عكس ما كنا نأمل، الأوضاع الأمنية ناهيك عن الوضع الاقتصادي الضاغط، كلها عوامل ضربت الأسواق، لكن هذه الحركة الخفيفة، ستتراجع حتما بعد العيد، علما أننا كنا قد جهزنا المحل بكمية بضائع كبيرة لهذه المناسبة، وبذلك لن نتمكن من سداد قيمة البضاعة لتاجر الجملة، والذي سيلزمنا بدفع فارق التأخير حتما».

ويخبر سالم صاحب بسطة خضار وفاكهة يأخذ من مستديرة مرجعيون - الخيام - حاصبيا، مقرا مؤقــتا له، «كانت ايام الشهر الفضيل مقبولة، والزبائن لم يبخــلوا في شراء عدة الفتوش والفاكهة. واليوم هناك طلب مقبــول عــلى معظم أصناف الخضار، بخــاصة ان الأسعار هبطت نوعا ما بحدود الـ10 في المئة، فرب العائلة يتسوق بكميات قليلة وبات يجادل في الأسعار، ونحن نتفهم هذا التصرف، ونتجاوب في اكثر الأحيان مع طلب الزبون الذي يعاني من ازمة اقتــصادية، نمر بها جميعا.

مسيرة الفقر التي تضرب المجتمع اللبناني، في طريقها الى الاستفحال، ولن ترحم احدا لتطاول كل الفئات والحبل على الجرار، يقول تاجر المواد الغذائية والتموينية جورج صاحب سوبر ماركت على طريق مرجعيون النبطية، كنا نعتقد أن حركة هذا الشهر الفضيل او مع اقتراب العيد، ستكون أفضل من سابقــاتها، لكن الواقع فاجأنا، بالكاد نستطيع ان نحصل اجرة العمال وبدل ايجار المحل، وهذا يعني المزيد من الخسائر التي تتراكم يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر، المصارف تنهبنا والفوائد تتضاعف، ناهيك عن عدم تمكننا من سداد الشيكات المتأخرة لكبار التجار، وهذا يمكن ان يدخلنا السجن، فالتاجر الكبير لا يرحم والمصارف تبقى المستفيد الأكبر.

بائع السكاكر ابو وجيه، الذي بدا في حالة يأس، يتحسر على السنوات البعيدة الماضية حيث كانت بحبوحة، ويقول: بالرغم من تدني أسعار معظم الأصناف المعروضة، «محلك يا واقف»، كنا نأمل أن يتحسن الوضع قليلا مع حلول العيد، لكن للحقيقة كل شيء الى تراجع، أيام العيد كأنها لا تختلف عن الأيام العادية، وكأن الناس فعلا في حالة ضيق، فيما يشير التاجر الجوال حامد الحمد، الذي يتنقل في معظم الأسواق الشعبية اللبنانية، من البقاع الشمالي وحــتى أقصى الجنوب، الى حالة اليأس والقرف التي تضرب حركته التجارية، كل حمل بسطة، يضيف تكلفة بدل نقل الى هنا حوالي 45 الف ليرة، تضاف الى ذلك ضريبة البلدية وهي بحدود الـ10 آلاف، ارتفع المبيع خلال اليومين الماضيين، ولكن بنسبة بســيطة، نبيع في جولتنا بحدود الـ75 الف ليرة في بعض الأحيان، وأيام أخرى بنصف هذا المبلغ.

 

  اي قطعة بدولار في حاصبيا (طارق ابو حمدان)
اي قطعة بدولار في حاصبيا (طارق ابو حمدان)


تعليقات: