«الناس بدها استقرار»


العرقوب ـ

واحد بعد الآخر يصل الأبناء الى منزل الاهل في العرقوب، مصطحبين أبناءهم لتمضية آخر ليلة من ليالي رمضان المبارك، وليهنئوا بعضهم بعيد الفطر السعيد، وكلها أمل بان يكون الغد افضل على كل المستويات الاقتصادية والمعيشية والأمنية في بلد بات كل شيء فيه معطلاً ومحفوفاً بالمخاطر، هوذا حال أم علي، التي صامت الشهر الفضيل كاملا رغم عمرها المديد، ولا ترجو شيئا سوى «أيام هنية وسعادة لأولادي وأحفادي، نحنا صار العمر ورانا بس اللي منتمناه انو تكون الأيام الجايي أمن وأمان لأنو كل يوم نسمع بأخبار ما بتسر لا غريب ولا قريب».

الى جانب أم علي تترقب أم وليد عودة أبنائها من الغربة لتمضية عيد الفطر السعيد معهم بعد طول انتظار وتقول: «كل يوم نسمع بخبرية ما بتطمن، ونحنا كل همنا أنو البلد يكون بأمن وأمان وما بدنا شي أكثر، لأنو فعلاً تعبنا والناس شبعت حكي وبدها الاستقرار».

بلد مشوب بالقلق والتوتر، إلا ان اللبناني الذي خبر وعاش الويلات على مدى عقود، بات لا يهاب شيئا، وجل ما يرجوه أن يمضي بعضا من الأيام المباركة مع الأهل والأصدقاء والأبناء والأحفاد، فيما النازحون السوريون يبحثون عن بصيص أمل للعودة الى وطنهم بعدما ضاقت بهم الغربة والنزوح وما يحمله من تعب وشقاء لتأمين حاجات العائلة، «واليوم يعود العيد الخامس علينا ونحن ما زلنا نأمل العودة الى وطننا، لانو الغربة قاسية والتهجير مرّ»، هذا ما يعنيه العيد لأم محمد عبد الوهاب النازحة الى العرقوب، مضيفة، «كل همنا كيف ننشر السعادة على وجوه أطفالنا، والحمدلله صار بالمنطقة في محلات بتبيع ألعاب بدولار، ون دولار، العيد إلنا نرجع عالوطن.. الأولاد بدن يلعبو ويفرحو متل غيرهم«.

العديد من أبناء مناطق العرقوب وحاصبيا ومرجعيون قصدوا محال لبيع الألعاب والهدايا بسعر دولار للقطعة وهذا شكل متنفساً للناس الذين يعانون وضعا اقتصاديا صعبا لم يوفر أحدا لا لبناني ولا سوري نازح، إذ تشير أم عمر من العرقوب الى ان «الإقبال لافت على الشراء من محالنا، لأن السعر يناسب الجميع، والأهل همهم إرضاء أبنائهم بهدية ولعبة يتشاركون بها مع أقرانهم من الأولاد».

وبما أن الثلاثاء يقام فيه سوق الخان الشعبي في العرقوب، توافد اليه مختلف شرائح المجتمع من ابناء العرقوب وحاصبيا ومرجعيون لما يحويه من تنوع في البضائع والأسعار التي تناسب الجميع، فيما طفلة تبحث عن لعبة ترافقها أيام العيد، يشير أبو أحمد عبدالله من الدلافة، والذي يبيع ألعابا وهدايا للأطفال بأسعار مقبولة، الى أن «حركة البيع جيدة ولكن الناس مش مرتاحة والكل عم ينتظر انو البلد يصير احسن والأحوال تتغير».

تعليقات: