مكافحة «الصبّار القرمزية» بحشرة مصطنعة

يحملان حشرة مكافحة مرض الصبار (طارق ابو حمدان)
يحملان حشرة مكافحة مرض الصبار (طارق ابو حمدان)


المنطقة الحدودية - 

ينتظر مزارعو الصبّار في المنطقة الحدودية، نتائج الحملة وهي الأولى من نوعها، التي أطلقتها وزارة الزراعة منذ أسابيع، بهدف مكافحة الحشرة القرمزية التي تضرب حقول الصبار، بحشرة طبيعية معادية، لها سمة الانتشار السريع، في ملاحقة وقتل الحشرة المعادية القرمزية، والتي كانت قد تمكنت خلال حوالي خمس سنوات، من القضاء على مساحات واسعة من حقول الصبار، في مختلف المناطق اللبنانية عامة، والمنطقة الحدودية خاصة، ليتبين أن مصدر هذه الحشرة المضرة كان شمال فلسطين المحتلة.

وكانت وزارة الزراعة، عبر مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، مكتب حاصبيا، قد عملت لأشهر عدة، تمكنت خلالها من إنتاج حشرة طبيعية عرفت بـ cryptolaemus بهدف مكافحة الحشرة القرمزية dactilopuis، التي قضت على نسبة كبيرة من حقول الصبار في معظم المناطق اللبنانية، وبنسبة وصلت الى حدود الـ90 في المئة، وجاء إنتاج هذه الحشرة، في أعقاب جهود مضنية، لخبراء زراعيين، وعشرات التجارب والمحاولات، بإشراف رئيس مختبر إنتاج الأعداء الطبيعية الباحث ايلي رميلي، وبمساعدة مختبرات وخبرات أجنبية، تمكنت خلالها من إنتاج كميات كبيرة منها، عملت في أعقابها على توزيع أعداد منها على المزارعين في المنطقة الحدودية، انطلاقا من المناطق الأكثر حرارة وانخفاضا، فكان ان تلقى مزارعو الصبار في كفرشوبا وكفرحمام والماري والمجيدية وحلتا والوزاني حوالي 100 الف حشرة، عملوا على نشرها في حقولهم بإشراف خبراء فنيين زراعيين، تابعين لمصلحة الأبحاث، على ان يتم توزيع كمية اخرى من هذه الحشرة على باقي قرى العرقوب وحاصبيا.

مزارعو الصبار في هذه المنطقة، والذين كانوا قد خسروا مواسمهم على مدى الأعوام الخمسة الماضية، ينتظرون بفارغ الصبر نتائج هذه المكافحة الجديدة لمرض حقولهم، آملين خيرا في نتائجها، بخاصة بعدما استمعوا، في محاضرة زراعية نظمتها وزارة الزراعة في حاصبيا، لقدرة هذه الحشرة التي تعتمدها العديد من الدول المتقدمة تكنولوجياً، لعلها تكون المنقذ الحقيقي لهذه الزراعة المتجذرة منذ القدم في هذه المنطقة كما يقول المزارع سمير يوسف، الذي وصف مرض الصبار بالكارثة الزراعية التي حرمت المزارعين من إنتاج مقبول، طيلة السنوات الخمس الماضية، كما أوقع هذا المرض حالة من الرعب لدى المواطن الذي امتنع عن تناول الصبار السليم خوفا من المرض، مشيرا الى ان الخسارة السنوية لكل مزارع تتراوح بين المليون والخمسة ملايين ليرة، علما ان العائلات التي تعتاش من الصبار تصل الى حدود الـ2800 عائلة في المنطقة الحدودية. من جهته المزارع ابو حسن حميد شكك في نجاح هذه المكافحة، والتي بدت غريبة عن واقعنا ومجتمعنا، وقال «سننتظر لنرى اذا كانت الحشرة المصطنعة ستتمكن من القضاء على حشرة المن القطني، وخلال الأسابيع القليلة المقبلة ستتضح النتائج فعسى ان تكون إيجابية، لعلها تعوض عنا خسائر السنوات الماضية».

تعليقات: