قائد لحدي يروي تفاصيل رحلته مع العمالة


بعد تسعة أعوام من فراره الى اسرائيل اثر التحرير في العام 2000 ، قرر نديم بو رافع العودة الى «وطنه» بعد ان «دبّ» فيه الحنين فجأة الى عائلته التي بقيت في لبنان، وهو الذي رفض الرجوع الى بلدته الجنوبية رغم اساليب الترغيب التي تعرض لها كغيره من اللبنانيين الذين «لجأوا» الى اسرائيل بدفع مبلغ 25 ألف دولار لكل من يرغب بالعودة. 

في تلك الفترة، أبى بو رافع العودة «لانني كنت اخشى الاعتقال والدخول الى السجن في ظل الوجود السوري في لبنان»، وعندما «اشتاق» الى عائلته حزم امتعته وتوجه الى بلده ليواجه مصيره بالسجن بتهمة التعامل مع اسرائيل وقتل مقاومين، وقد ضبط معه مبلغ 25 ألف دولار قال انه جناه من عمله في اسرائيل خلال الفترة التي امضاها هناك متنقلا بين عمل وآخر في الزراعة والحراسة والمعامل.

تدّرج بو رافع في الترقية «حسب الاقدمية» ليصبح برتبة مقدم في «جيش لحد» ابان الاحتلال الاسرائيلي، وتسلّم حينها قيادة «فوج الثلاثين» ، كان ذلك في العام 1998 حيث كانت مهمته القيام بدوريات وفتح الطرق والمراقبة لمنع حصول عمليات تسلل الى منطقة حاصبيا، نافضا يديه من عملية أسر «مقاوم» وقتل آخر او من اي عمليات عسكرية شارك بها الى جانب»اليهود» كما يحلو لبو رافع ان يقول عن الاسرائيليين ومخابراتها الذين طلبوا منه طوال الفترة التي امضاها في»احضانهم» اثر فراره «تجنيد اشخاص لصالحها» الا انه رفض «عرضهم»بحجة انه «يكره المخابرات الاسرائيلية».

حُكم على بو رافع في اربعة ملفات تتصل بالتعامل بالسجن مدة 15 عاما، وجرى نقضها امام محكمة التمييز العسكرية التي مثل امامها المتهم لاستجوابه بالتهم المسندة اليه بحضور وكيله المحامي صليبا الحاج . 

روى بو رافع امام»التمييز العسكرية» تفاصيل «رحلة عمالته» التي بدأت في العام 1984 اثر عودته من المملكة العربية السعودية ليلتحق بصفوف «جيش لحد». «أُجبرت على ذلك او الرحيل من البلدة»، قال بو رافع مبررا سبب التحاقه الذي امتد ستة عشر عاما.

وفي رده على اسئلة رئيس المحكمة القاضي طاني لطوف يقول بو رافع: «لم يحصل ان اجريت اي اتصال بالاسرائيليين انما هم من قاموا باستدعاء الشباب الى اجتماع في مدرسة وطلبوا منا الدخول كحرس وطني في جيش لحد وكنا حوالي 60 او 70 شخصا». ويضيف بو رافع: « كنت عسريا ورّقيت الى رتبة مقدّم في العام 1998 حيث استلمت قيادة فوج الثلاثين قبل سنة تقريبا من الانسحاب الاسرائيلي العام 2000» .

وعن كيفية تواصله مع الاسرائيليين اوضح بو رافع انه كان يوجد مسؤول عن المنطقة يدعى علم الدين بدوي وهو كان صلة الوصل بينه وبين الاسرائيليين، نافيا مشاركته في اي عملية او معركة.

وسئل عن العملية التي جرت في العام 1999 الت اسفرت عن مقتل شخص واسر آخر من قبل الاسرائيليين، فقال: «كان اليهود قد نصبوا كمينا على تلّة قريبة من بلدتي وحين سمعنا اطلاق نار اتصل بنا ضابط الدوام شفيق عصفور للالتحاق بالثكنة، وحضر الضابط الاسرائيلي عاموص وافادنا ان جيش الدفاع نصب كمينا واشتبك مع مجموعة وطلب مني التوجه الى المنطقة لتفتيشها. كنا حينها حوالى 20 عنصرا عندما وجدنا شهيدا فأحضرنا جثته الى الثكنة ولم نعلم هويته«.

وعما يقوله سابقا ان القتيل والاسير هما من الحزب الشيوعي ومن منطقة الشمال اجاب: «علمنا بذلك بعد الحادث وان اليهود اخذوا الاسير الى الثكنة ولم اره». وذكّره رئيس المحكمة بتفاصيل ادلى بها سابقا عن هذه الحادثة اجاب بو رافع: «عندما وصلت الى الموقع كان اليهود في المكان»، موضحا بانه اعطى امرا بالتوجه الى المكان بناء على طلب اليهود، مؤكدا انه بوصوله كانت العملية قد انتهت. واضاف بو رافع: «يومها كنت في منزلي وفي طريقي لحضور حفل زفاف في البلدة». 

ومن جنّد لصالح المخابرات الاسرائيلية، اجاب:» اعوذ بالله ولم يبحث معي احد في ذلك في الجنوب وانا اقمت في اسرائيل عشرة اعوام وطلبوا مني تجنيد اشخاص لصالح المخابرات وانا رفضت ذلك». وباستيضاحه قال: «ان ابا طلال ولا اعرف هويته، كان يزورني في المنزل وطلب مني تجنيد اشخاص للعمل معهم وانا رفضت».

وافاد بو رافع بانه اثناء وجوده في اسرائيل عمل في الزراعة والحراسة وفي معامل خصوصا في المناطق الشمالية، وكان بحوزته مبلغ 25 الفا و400 دولار عندما عاد الى لبنان، موضحا بان هذا المبلغ جناه من عمله ولم يحصل عليه كتعويض من الاسرائيليين. وتابع يقول انه كان يرسل اموالا الى عائلته بواسطة احد المطارنة. وقال في هذا المجال ان الاسرائيليين كانوا يعرضون على اللبنانيين مبلغ 25 الف دولار لمن يرغب بالعودة الى بلده وانا في تلك الفترة رفضت عرضهم والعودة لانني كنت اخشى توقيفي في ظل الوجود السوري آنذاك، وعندما قررت العودة قالوا لنا ان دفع الاموال يتطلب قرارا وزاريا.

وهل شاركت في اي دورات عسكرية في اسرائيل اجاب:» شاركت في ثلاث دورات للمشاة وآمر سرّية وتأهيل ولم اخضع لاي دورة مخابرات ولم يُعرض علي الامر فانا بدمي وبكياني وبرأسي ما بحبّهم اكره المخابرات الاسرائيلية».

وبعد ان سمّى بو رافع اسماء عدد من الاشخاص الذين التحقوا بـ«جيش لحد» نفى اي دور له في اعتقال لبنانيين وتسليمهم للاسرائيليين و«انما انا كنت اساعد المطلوبين لليهود بابلاغهم للهرب وانا اقول ذلك وافتخر به». واوضح انه كان يوجد عناصر امن لبنانيين لا يتبعون للفوج وهم كانوا يتولون الاعتقالات، اما هو فقد كلّف بدوريات فتح طرق والمراقبة لمنع التسلّل الى المنطقة.

وبعد ان استمهل ممثل النيابة العامة العامة القاضي شربل ابو سمرا للمرافعة، ارجئت الجلسة الى 27 تشرين الاول.

تعليقات: