هكذا «تكمن» عصابة مسلّحة لحقائب المسافرين المليئة بآلاف الدولارات على طريق المطار


ألّف خمسة شبّان عصابة سلب مسلّحة في ما بينهم، وراحوا لهذه الغاية يراقبون الذين يحضرون الى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وهم يحملون اموالا مرسلة الى اشخاص. وقد تمكن احدهم مازن ن.د. من الاستحصال على معلومات مفادها ان المدعي حسين س. والذي يعمل لدى المدعي علي ج. في شركة للسياحة والسفر في الخارج، سيحضر الى المطار لاستلام حقيبة مرسلة إلى الاخير وتحوي مبالغ مالية ضخمة.

وعلى اثر هذه المعلومات، تحرّك افراد العصابة بإعلام بعضهم البعض، فعقدوا اجتماعا «طارئا» في ما بينهم ضمّ الى مازن كلاً من علي م. وجهاد ر. والاخوين محمود ومحمد ع.، وتوافقوا على اتمام عملية السلب.

في تلك الليلة، حضر مازن الى قاعة المطار وراح يراقب حركة الطيران وكان يُعلم بذلك علي الذي كان يُرسل بدوره المعلومات هاتفيا الى جهاد. وبعد ان وصلت الطائرة التي تقلّ الشخص المستهدف، انطلق جهاد بسيارة من نوع مرسيدس ولحق به الاخوان محمود ومحمد بسيارة اخرى من نفس النوع وجميعهم مسلحون فضلا عن حيازة الاخيرين عصا حديدية، واتجهوا جميعا نحو طريق المطار «للانقضاض على فريستهم».

وعلى بُعد حوالى خمسماية متر من حرم المطار، ركن المتهمون الثلاثة السيارتين، وبعد ان استلم المدعي حسين س. حقيبة المال التي تحوي على 406000 دولار اميركي و7 آلاف يورو و2700 جنيه استرليني، استقل سيارة من نوع رينو ووضع الحقيبة على المقعد الامامي بجانبه، وانطلق باتجاه محلة قصقص.

في هذه الاثناء، اتصل مازن بعلي الذي كان مسلحا وأعلمه بنوع السيارة التي كان يقودها المدعي ومكان وجود الحقيبة بداخلها، فأبلغ حينها علي جهاد بتلك التفاصيل هاتفيا، ليبدأ الاخير والاخوان محمد ومحمود «رحلتهم» في المطاردة بحسب «المهمة» الموكلة اليهم. وبوصول المدعي الى نفق شاتيلا، قام جهاد بصدم سيارته قصدا بسيارة الرينو وإعترض طريقه مجبرا اياه على التوقف، وحينها وصل محمد ومحمود الى المكان وقاما بقطع الطريق على سيارة المدعي وترجلوا من السيارتين ليوجّه حينها جهاد مسدسه الحربي بوجه المدعي مهددا اياه فيما عمد محمد الى ضربه بالعصا الحديدية. وبعد ان سرق جهاد الحقيبة من السيارة توجه والاخوان محمد ومحمود الى منزله حيث كان بانتظارهم مازن وعلي م. س. وعملوا على تقاسم الاموال.

مرّ على الحادثة خمسة ايام، قبل ان تنجح عناصر شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من كشف هوية المنفّذين وبالتالي القاء القبض اوليا على جهاد ومحمود ومحمد ومداهمة منزل علي م. في اليوم التالي والقاء القبض عليه وضبط بعض الاموال المسروقة داخل منزله.

وكان جهاد قد قام بتخبئة حوالى ثلاثين الف دولار من المال المسروق داخل «منور» البناية التي يقطن فيها، وقد عثر ناطور البناية عبد الرحمن س. عليه فأبلغ المسؤول عن البناية باسل أ. الذي اعلم بدوره اللجنة الامنية التابعة لحزب الله التي قامت بتسليم المبلغ الى القوى الامنية.

وروى المدعي ما حصل معه في تلك الليلة عندما ترجل ثلاثة اشخاص من سيارتين وقام احدهم بضربه بعصا حديدية على رأسه.

وبالتحقيق في الحادثة، اعترف جهاد وعلي م. بما نسب اليهما فيما انكر الاخوان محمد ومحمود اللذان سبق لهما ان اقرّا باشتراكهما في عملية السلب اثناء التحقيق الاولي معهما. اما مازن وعلي م. س. فقد تمكنا من الفرار.

واصدر قاضي التحقيق في بيروت سامي صدقي قرارا طلب بموجبه للمتهمين عقوبة السجن من 3 الى 15 عاما واحالهم امام محكمة الجنايات للمحاكمة فيما منع المحاكمة عن عبد الرحمن س. وباسل أ. وعلي ع. لعدم كفاية الدليل بحقهم.


تعليقات: