فرحة لم تكتمل في عيد التجلي

جانب من المشاركين في رحلة التجلي (طارق ابو حمدان)
جانب من المشاركين في رحلة التجلي (طارق ابو حمدان)


فرحة المؤمنين الذين نشطوا في إحياء رحلة تجلي السيد المسيح الى جبل الشيخ، نغّصتها المجموعات الإرهابية المسلحة، في المقلب السوري من هذا الجبل. إذ حالت تسريبات وصلت الى الجانب اللبناني حول إمكان تصدّي المسلحين للمسيرة دون وصولها إلى أعلى الجبل وتحديدا قصر شبيب والمغاور المحيطة به، حيث تجلى السيد المسيح، لتختتم الرحلة عند منتصف الطريق تقريبًا.

نظّمت رحلة التجلي مؤسسة «التأهيل للرعاية» بالتعاون مع بلدية راشيا واتحاد بلديات جبل الشيخ وبمشاركة الاكسيروخوس ادوار شحاذي، ورئيس بلدية راشيا بسام دلال وجمع من الناشطين والمؤمنين من قرى جبل الشيخ، وأقيم مخيم على مدى يومين تخلله قداس ونشاطات دينية وفنية وبيئية.

مع ساعات المساء انطلق المئات من مختلف الفئات العمرية والمنظمات الشبابية والبيئية إلى مرتفعات جبل الشيخ، عبر مسالك صخرية وعرة واجهت القادمين من أسفل الجبل الى قممه، حتى ان السيارات رباعية الدفع واجهت صعوبات في التقدّم صعودًا. لكنّ رغبة المشاة في المشاركة بـ «لحظات التجلي» دفعتهم لاستكمال المسيرة.

كانت المحطة الأولى على ارتفاع 2200 متر حيث نصبت العديد من الخيم وجهزت ليمضي المشاركون يومين. ومع تسلل الظلام، بدأ نسيم بارد يلفح الوجوه، ورفع البرد القارس التحدي. لكن النار الجميلة أضفت جوا من الدفء والسكينة، وخففت وحشة القمة وبردها. دقت الساعة، لتبدأ صلاة العيد لتخبر عن «تجلي الرب يسوع» في هذا المكان المقدس، المشرف على فلسطين ولبنان وسوريا والاردن، حيث تجلى الرب يسوع مع تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا، وكان معه موسى وايليا، بحسب الإنجيل. خلال ليلتهم الأولى، سهر المشاركون في هذه الرحلة وتسامروا، بعضهم عقد حلقات دبكة، وآخرون استمتعوا بقليل من الراحة المطعّمة بـ» نفس أرغيلة»، كما حضرت المناقيش واللحم المشوي. أرّخ البعض الأوقات السعيدة بالتقاط صور هنا وهناك، في ظل تأهب عناصر «الصليب الاحمر اللبناني» وقوى الأمن الداخلي. مع ساعات الصباح، جال الكثيرون في مرتفعات الجبل من دون ان يتمكنوا من الوصول الى قصر شبيب لأسباب أمنية، فرضتها حركة مسلحي المعارضة السورية الناشطة في هذا الجبل.

لا يزال المكان يحمل آثار معركة تشرين 1973، هنا بقايا آليات عسكرية اسرائيلية، وهناك هيكل طوافة أسقطت خلال المعركة... لكن لا شيء سوى عظمة التجلي وصلابة القمة بقي في النفوس. وكانت جمعية «حرمون الخيرية»، قد بدأت مسيرات حج الى قمة الجبل منذ العام 1996 كما غرست شتولاً من شجر الأرز عند القمة. ويشار إلى أن جبل حرمون يحوي نباتات نادرة مثل القتات، والشكرون، والنعناع الجردي والزلوع.

سهرة نار في جبل الشيخ طارق ابو حمدان
سهرة نار في جبل الشيخ طارق ابو حمدان


 يحضرون خيمة في جبل الشيخ -طارق ابو حمدان
يحضرون خيمة في جبل الشيخ -طارق ابو حمدان


تعليقات: