الاحتلال يخرق في شبعا.. و«حزب الله» يراقب

جرافات تعمل (طارق أبو حمدان)
جرافات تعمل (طارق أبو حمدان)


«اليونيفيل» تسعى «لتجنّب سوء فهم يؤدي للتوتير»

عاد التوتر إلى محور بركة النقار عند الأطراف الشمالية لمزارع شبعا المحتلة، مع إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على قضم مساحات واسعة من الأراضي المحررة.

العملية التي تزامنت مع الذكرى العاشرة لانتصار المقاومة في حرب تموز، تضم أراضي يملكها أبناء شبعا وتقع خارج السياج الحدودي الشائك الذي أنشأه جيش العدو منذ العام 1967.

ورفض الجيش اللبناني وأهالي شبعا والعرقوب الخرق الذي يحظى بموافقة قوات الطوارئ الدولية، علماً أنه يتم في أراضٍ متحفظ عليها من قبل الدولة اللبنانية.

وكان الاحتلال قد بدأ منذ صباح أمس، ورشة فنية كبيرة لقضم وتوسيع الخط الحدودي في الطرف الشمالي للمزارع، وتحديداً عند النقطة التي تربط محور رويسة العلم وجبل سدانة بمرتفعات الشحل الى الغرب من بلدة شبعا. وقد عملت حفارات عدة، في ظل انتشار واسع نفذته قوة مشاة معزّزة بآليات مدرعة اتخذت لها مواقع قتالية قبالة بركة، على شق طريق ترابي إلى الشمال من السياج الحدودي الشائك. وتجاوز عمل الجرافات مسافة تراوحت بين الـ 400 والـ 500 متر في عمق المناطق المحررة، فيما بلغ طول الطريق بحدود الـ 1200 متر.

ويعتبر جيش العدو أن هذه المنطقة تقع ضمن الخط الحدودي لمزارع شبعا والمعترف به من قبل الأمم المتحدة وقوات «اليونيفيل» الدولية، في حين تعتبر هذه المنطقة وبحسب الجيش اللبناني منطقة متنازعاً عليها، ولا يجوز لجيش الاحتلال التصرف بها، حسب ضرورياته العسكرية.

وعُلم في هذا الإطار، بأن جيش الاحتلال كان قد ابلغ «اليونيفيل» نيته تعديل الخط الحدودي في المزارع من دون خرق الخط الأزرق لأسباب أمنية خاصة. وقد ابلغت «اليونيفيل» القرار الجيش اللبناني الذي رفض الأمر، باعتبار أن ما يحصل خرق واضح، وطلب من «اليونيفيل» وقف عمل الورشة الإسرائيلية وإلزامها بسحب جرافاتها الى خلف السياج الشائك. فقامت «اليونيفيل» بإبلاغ جيش الاحتلال بموقف الجيش اللبناني الرافض واعتباره الخطوة اعتداء على الشرعية اللبنانية.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن جيش الاحتلال يعمل بنية إقامة طريق فاصل بين المناطق المحررة والمحتلة في هذا القطاع من مزارع شبعا المحتلة، لربط مواقعه في رويسة العلم وجبل سدانة غرباً بمواقعه في مرتفعات الشحل شرقاً على أن يركز خلفه في وقت لاحق سياجاً شائكا مشابهاً للسياج المقام منذ العام 1967.

ووضع الجيش اللبناني قواته في حالة استنفار قصوى وعمل على تعزيز مراكزه المتقدمة على طول جبهة المزارع تحسباً لأي تطوّرات في ظل إصرار جيش العدو على إكمال خطته في قضمٍ أراضٍ جديدة شمالي الخط الحدودي للمزارع.

كما أرسل «حزب الله» مجموعة مراقبة للعمل عن قرب في رصد عمل الورشة الإسرائيلية، وسط توقعات باحتمال حصول عمل عسكري في المنطقة إذا لم يوقف الاحتلال ورشته.

وقرّر أهالي شبعا التصدّي للخرق بإرسال جرافة ستعمل على إزالة علامات ومكعبات اسمنتية، كانت قد ركّزتها «اليونيفيل» منذ خمس سنوات بمحاذاة بركة النقار، باعتبار أن هذه المنطقة ضمن الخط الحدودي.

من جهتها، أعلنت قيادة «اليونيفيل» في الناقورة أنها كثفت دورياتها لمراقبة الخط الأزرق لمنع حصول أي خرق محتمل، مشيرة إلى أن قائدها العام الجنرال مايكل بيري على اتصال دائم بالطرفين لإيجاد حل وتجنّب أي سوء تفاهم قد يزيد التوتر في تلك المنطقة.

وبحسب بيان لـ «اليونيفيل» فقد شدد بيري للأطراف على أهمية اعتماد المساعي الحميدة لـ «اليونيفيل» وآلية الارتباط والتنسيق الحالية للتوصل إلى حل يتوافق عليه الجميع نظراً إلى حساسية المنطقة.

ورأى بيري أنه «من المهم التوصل إلى حلول متفق عليها مع كلا الجانبين حول الإجراءات العملية لتخفيف حدة التوتر وخفض مدى وقوع أي سوء تفاهم محتمل وبناء الثقة بين الأطراف».

6 جرحى إسرائيليين

انقلبت جرافة اسرائيلية، عصر أمس، أثناء تراجعها في منطقة الأعمال الإسرائيلية في مزارع شبعا، لتسقط على دبابة اسرائيلية مرابطة في المكان، ما أدى الى سقوط ستة جرحى من الجنود الاسرائيليين، تردد أن أحدهم اصابته حرجة جدا (ذكرت مصادر أمنية أنه توفي متأثرا بجراحه). وعلى الفور ضرب الاسرائيليون طوقا حول المكان وشوهدت سيارات الاسعاف تتوجه الى المنطقة، فيما كانت طوافة اسرائيلية تحط في المكان وتنقل بعض الجنود الجرحى الى مستشفى رامبام في حيفا في شمال فلسطين المحتلة.

وسجلت استنفارات على جانبي الحدود بالتزامن مع الحادث، خصوصا وأن قيادة «اليونيفيل» تواصلت مع الجيش اللبناني ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم من جهة ومع الجانب الاسرائيلي من جهة ثانية من أجل تطويق أية تداعيات محتملة بسبب الخرق الاسرائيلي.

لمنطقة حيث الخرق الإسرائيلي (طارق أبو حمدان)
لمنطقة حيث الخرق الإسرائيلي (طارق أبو حمدان)


جانب من الطريق الترابية الجديدة في مزارع شبعا (طارق ابو حمدان)
جانب من الطريق الترابية الجديدة في مزارع شبعا (طارق ابو حمدان)


 الخط الحدودي القديم والخط الجديد (طارق أبو حمدان)
الخط الحدودي القديم والخط الجديد (طارق أبو حمدان)


تعليقات: