البراري وجهة سكان جنوب لبنان لتمضية عطلة نهاية الأسبوع


يحار المواطنون في جنوب لبنان في تحديد وجهتهم لتمضية عطلة نهاية الأسبوع، في ظل افتقار معظم القرى والبلدات الواقعة على الحدود لحدائق عامة، يلجأ اليها العائلات المحدودة الدخل لقضاء يوم ممتع، يريحهم من عناء تعب الأسبوع ومصاعب الحياة، لذلك يبقى الخيار محصورا في البراري الموجودة، وفي الأحراج وبساتين الزيتون، فهي تشكل ملاذا للترفيه وفسحة للتمتع بأحضان الطبيعة. لكن مثل هذه البراري على جمالها وطيب مناخها، تبقى مناطق مهملة مليئة بالأشواك، محفوفة بالخطر نتيجة وجود الزواحف والحشرات السامة خصوصاً دودة الصندل التي تسبب الحساسية المفرطة، اضافة الى المبيدات المميتة المستعملة في رش الأعشاب، لذا تبقى الحديقة العامة حاجة ضرورية، فهي تساعد على نمو الأطفال الذهني والجسدي، في ظل مناخ نظيف ونسمة هواء نقية، وبالتالي فوجود حدائق عامة في المنطقة الحدودية بات حاجة للمواطن في ظل “ضيق الخيارات لتمضية العطل”، كما تقول المدرسة سلوى والتي لا تجد متعة لأطفالها الا من خلال وجودهم في الطبيعة، وتقول: “تبقى العين عليهم خوفا من الحشرات، ووعورة الأماكن التي نقصدها وعدم اهليتها لحركة الأطفال، حيث تكثر الحجارة، الصخور، القنابل العنقودية، ناهيك عن المعوقات الطبيعية التي من الصعب ان يتحاشاها الأطفال في لهوهم”.

العديد من بلديات القرى الحدودية، وضعت ضمن برامجها استحداث حدائق عامة، او مكاتب مطالعة اضافة الى النوادي الرياضية، ولكن ضمن امكانياتها المتواضعة، فكان ان اقامت بلدية الماري حديقة اطفال عند الطرف الغربي للبلدة، زودت بمختلف العاب التسلية واللهو، بحيث باتت تستقطب كما يقول رئيس بلديتها يوسف فياض “عشرات العائلات يوميا لتغص بالزوار ايام العطل والأعياد، ومن كافة القرى المحيطة، وقد جعلت البلدية الدخول مجانيا اليها”.

وعند المدخل الشرقي لبلدة كفركلا الحدودية، وبمحاذاة السياج الإسمنتي الفاصل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية، اقيمت حديقة اطفال، زودت بمقاعد خشبية والعاب تسلية، كما زرعت بمختلف انواع الشجر والورود، بحيث باتت ملاذا ومقصدا للعائلات من كافة القرى، يمضون في ربوعها الساعت الطوال، ليطول بهم السهر حتى ساعات متأخرة من الليل.

محمية ابل السقي باتت بدورها مقصدا لمئات العائلات اسبوعيا، يمضون في حناياها يوما ممتعا، وسط حرج الصنوبر، حيث الطبيعة الغناء والهواء العليل، وما يزيد المكان رونقا، وجود بحيرة صغيرة اقيمت في وسطها، وبمواصفات علمية وعالية، لجذب الطيور المهاجرة، كما خصص في وسطها جناح للهو الاطفال وسط حديقة صغيرة. ربة المنزل دلال ام لثلاثة اطفال، ينتابها كما تقول “العجز والقلق” امام متطلبات أولادها في فصل الصيف، وتقول “وجهات التسلية ضيقة جدا، لقد جهزنا لأطفالنا وفي حديقة منزلنا بعض الألعاب، لكنها بدت غير كافية ولا تفي بحاجة التسلية لهم، ومع هذا يشكون من الملل والضجر، لذا تتمنى انشاء مراكز ومشاغل خاصة للرسم أو مسرح أو مكتبة أو ناد رياضي، المهم إيجاد فرص تملأ وقت الفراغ بالفائدة بعدما أصبحت التكنولوجيا المدمر الأول لكل المواهب التي يتمتع بها الأطفال”.

تجهد النوادي الكشفية والرياضية من أجل التحضير لنشاطات صيفية للشبان الصغار، ومنها المخيمات الصيفية التي تقيمها الفرق الكشفية، وهذه النشاطات تستحوذ على اهتمام العديد من أبناء المنطقة. تقول الناشطة الاجتماعية هيفا جمول ان “المنطقة الحدودية بحاجة ماسة لتوجه البلديات والمجتمع المدني، ناحية المشاريع الترفيهية والرياضية والثقافية، فالعناية بالجيل الطالع مسؤولية مهمة، والمطلوب،إعادة النظر بتأهيل الناشئة، عبر تغيير الثقافة السائدة في هذه البلدات، التي لا تحتاج إلا إلى ترتيب الأولويات.

(عن غرين اريا)

تعليقات: