أم عبدو اليبرودية «تتاجر» بكل شيء في «سوق داعش»


أضناها الانتظار على احد المقاعد في قاعة المحكمة العسكرية وهي تترقب سماع صوت رئيس المحكمة العسكرية يناديها للمثول امامه بتهمة التدخل بجرم الانتماء الى تنظيم داعش ونقل احذية عسكرية والبسة لصالح التنظيم المذكور.

ومع تقدم الساعات خلال اليوم الطويل امس في المحكمة العسكرية، حان عند الساعة الرابعة والنصف من بعد الظهر دور السورية راغدة هزّي، الامرأة الخمسينية الملقبة بـ«ام عبدو اليبرودية» والدة احد المتهمين الفارين عبد الله طه. تقدمت «ام عبدو» من القوس واطلقت «العنان» للسانها تروي معاناتها مع «اطفالها» الذين كانت المعيل الوحيد لهم بعد اصابة والدهم بمرض اقعده 11 عاما قبل ان يتوفاه الله. اطفال شبّوا في لبنان الا واحدا عبد الملك طه الذي اختار الالتحاق بداعش وهي لم تشاهده منذ فترة طويلة الا مرة واحدة ولساعة واحدة في عرسال. خلال ذلك اللقاء اليتيم حاولت الوالدة ثني ابنها الفتى عن الارتماء في احضان داعش والعودة الى حضنها،»ترجيّته للعودة ما حدا بيرمي ابنو للموت»، لكن عبد الملك وهو الابن الثاني لام عبدو اختار طريقه.

وفي طرابلس ، تابعت ام عبدو عملها في تجارة القطنيات التي امتهنتها في سوريا لإعالة اولادها، الى ان تلقت اتصالا من ابنها من رقم سوري يطلب فيه ارسال قطنيات وليس البسة عسكرية. لبّت الوالدة طلب ابنها الفار الذي ارسل لها مع المتهم الاخر الفار انس حمامي الملقب بـ«الطير»2700 دولار ثمن البضاعة التي اشترتها من تاجر بالجملة في طرابلس كما قالت لتضيف : كنت ارسل له مع اي سائق اجرة يعمل على خط سوريا لبنان.

و»طار» الطير مرة اخرى الى الوالدة ونقدها مبلغ 4500 دولار ثمن البسة عبارة عن «بيجامات» وقال لها انها لنازحين. وتضيف بانهم طلبوا منها ايضا احذية انما لم تكن تعلم وجهة ما كانت ترسله لهم ان كانوا لداعش او النازحين..

وما لبثت «التجارة» ان ازدهرت لدى ام عبدو، مع ارتفاع قيمة المبالغ التي كانت ترسل لها ومنها 10 الاف دولار ارسله ابنها مع المدعو ابو احمد الذي يعمل سائقا «على الخط»، واشترت بهذا المبلغ 300 زوج احذية وكانت حصتها من ذلك 300 او 400 دولار فقط . واضافات بان شخصا «ارسلوه من فوق» وهي لا تعرفه تسلم منها «البضاعة». و»تطورت» تجارتها لتشمل العابا حين اشترت طائرتين كان ثمن الواحدة بين 40 و50 دولارا.

اما بلال خلف الموقوف الى جانب ام عبدو فنفى معرفته بها او بابنها عبد الملك موضحا بانه سبق ان اوقف بتجارة الاسلحة وحوكم بهذا الجرم الى جانب وائل الفليطي حيث كان ينقل السلاح بمخبأ سري في سيارته من صيدا الى عرسال وليس «الى فوق» قاصدا بذلك الجرود.


تعليقات: