مهرجان جماهيري للجبهة الشعبية في نهر البارد


عبد العال: السياسية الإيجابية في لبنان كفيلة بتعزيز العلاقات الأخوية

أحيت قيادة منطقة الشمال في الجبهة الشعبية مهرجانا جماهريا حاشدا، عصر اليوم الأحد 11/12/2016، في مخيم نهر البارد في صالة الشاطئ، بحضور قيادة الجبهة في لبنان والشمال ومخيمي نهر البارد والبداوي، وأعضاء وأنصار وأعضاء الجبهة، وحشد من الرفاق والرفيقات وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، وسعادة النائب السابق وجيه البعريني على رأس وفد من التجمع العكاري، وممثل عن سيادة العميد مصطفى حمدان، ومخاتير وممثلي رؤساء بلديات ومؤسسات ثقافقة وتربوية واجتماعية ومكاتب نسوية وعمالية وطلابية، وحراكات شبابية وممثلي عن القطاعات والأحياء في المخيم الجديد والقديم من نهر البارد ومعلمين ومعلمات وقطاع الموظفين والعاملين في الاونروا وفعاليات ووجهاء من مخيمي نهر البارد والبداوي، وشخصيات لبنانية وفلسطينية، وعائلة وأصدقاء الأسير يحيى سكاف، وحشد جماهيري.

افتتح الحفل بوصلة غنائية لفرقة أطفال القدس، ومن ثم قدمت الفرقة النشيدين اللبناني والفلسطيني، وبعد ذلك قرأ فتحي أبو علي برقيات التهنئة والتبريكات التي وصلت من الفصائل والأحزاب والفعاليات والحراكات والأندية، ومن ثم قدمت عريفتا المهرجان شذا عبد العال ونور العرداتي. وكانت كلمة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ألقاها عضو مكتبها السياسي ومسؤولها في لبنان علي فيصل .

قال فيها: إنها فرصه نبيلة أن نلتقي بأنبل البشر الذين تحملوا مأساة كبيرة، وما زالو على العهد.مشيرا إلى أنه لم يعد جائزا أن تبقى الحالة الفلسطينية الراهنة في الضفه وغزة وحكومة الاحتلال ما زالت تمعن في ذبحنا .لم يعد جائزا الانقسام، وأكد على ضرورة بناء استراتيجية جديدة موحدة. كما أكد على تمتين العلاقه اللبنانية الفلسطينية من خلال حوار كامل لإقرار الحقوق المدنية والاجتماعية. وختم بتوجيه التحية إلى الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده .

.

كلمة حركة الناصريين المستقلين المرابطون، ألقاها عضو الهيئة القيادية للمرابطون الأستاذ عبد الله الشمالي، حيث حيا فيها ذكرى انطلاقة الجبهة وأثنى على مواقفها الوطنية التي ما بدلتها، ولا غيرت مفهومها للصراع مع العدو الصهيوني، ونقل للجبهة تحيات حركة المرابطون، وأمين الهيئة القيادية العميد مصطفى حمدان وأعضاء الهيئة لأمين عام الجبهة والرفاق في المكتب السياسي وجميع أعضاء وكوادر الجبهة. وأكد شمالي أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد في مواجهة العدوان وتحرير الارض واستعادة الحقوق بعد أن ثبت فشل خيار التفاوض طيلة ثلاث وعشرين عاما.

وفي ختام كلمته دعا الحكومه اللبنانية والمجلس النيابي لإقرار قانون بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية.

كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها مسؤولها في لبنان الرفيق مروان عبد العال، جاء فيها:

تحية لكم من روح المكان الذي يزهر فيه الأمل من جديد، ينتصر على الجرح ويشير نحو ساحات فلسطين وطن الحرية من عبقرية المكان، المخيم الذي إن ابتسم عبست المدن الكبرى، كما قال درويش. من نهر البارد من مخيم بطعم الحكاية وشغف البدايات ونكهة فلسطين زعترها وليمونها وحبقها ولون الشفق، نقف في يوم الانطلاقة نصبو معًا إلى رجال في الشمس.

تحية لكم من أناس وأنصار وأصدقاء، محبين من شباب وشابات، وفتوة وشيوخ ونساء، ورفاق وأبطال وشهداء حملوا في روحهم الضوء الذي لم يخفت على الرغم من عتمة النفق الطويل.

تحية لكم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في ذكرى ميلادها الـ٤٩.

وقبلات إلى عيونٍ تغمض وتدمع بتواضع، ولكنها واثقة كما أعرفها بجيلٍ يصعد نحو الافق. قبلات إلى روح الحكيم، قبلات على كل جبين ناصع بالشرف والانتماء والأصالة دلنا إلى درب الحلم مقاوماً خالد أبو عيشة إلى العائد أبو علي مصطفى، والوديع وأبو ماهر وأبو أمل، وصابر محيي الدين إلى قنديل فكرٍ أشعله غسان كنفاني، وقبلات من المخيم إلى من أرسل سرباً من الأجنحة خلف الزنزانة لتكسر حقد السجان. قبلات لقبضة القائد أحمد سعدات.

للرجال والبنادق أبناء العنقاء في كل زقاق وخندق، وساحة وميدان وشارع، من أبو الأمين إلى علي الفوز وناصر عسقول واليماني وأبو محمد طه ونبيل السعيد وأبو مصطفى، وفهد وفوزي وإبراهيم ربيع، وشحادة غنام والشيخ صالح، وأبو طارق وأبو العيس وأبو عماد، وأبو زياد وعمادعودة، وغنام وأبو حميد والجنداوي وصالح وكمال وأبو صالح، إلى أرض البرتقال النازف في الوطن، من جيفاراوربحي حداد واسحق مراغة، والنزال والرزة وحنني ومعتز وبهاء وعدي وغسان والأسير المطارد والمغدور الشهيد عمر النايف.

تحية إلى ذاكرة فلسطين الأبدية في يوم ذكرى الجبهة الشعبية، أبوعمار وأبو جهاد والشقاقي وياسين والعياش والقاسم، وأبو عدنان قيس وجبريل ومحسن، وأبو العباس وطلعت يعقوب وعواد والنجاب وغوشة .

لعنوان الحرية في الأسر أبو غسان وعاهد ومروان وآلاف الأسرى، وإلى الذين انتزعوا حريتهم مؤخراً القيق وبلبول والرفيق الذي تستعد عصيرة الشمالية وكل القلوب لاحتضان حريته المناضل بلال كايد.

أيها الأعزاء:

الذكرى ليست مجرد سيرة أفرادٍ، بل تقدير لمعنى البطولة. نفتخر ونعتز ونكبر بشعب بطل، شعب الـ 100 ألف شهيد وجريح على كل مساحة فلسطين التاريخية والنضالية، مدن وقرى ومخيمات في الداخل والخارج وخلف البحار. نشمخ بكم يا شعب الحقيقة التي لا تموت والمقاومة المستمرة بكل الأشكال والألوان من الذاكرة حتى الحلم ومن الكلمة حتى الطلقة، ومن الفكرة حتى الحجر.

تتزامن الانطلاقة الذكرى مع الانتفاضة الكبرى، إنه القدر وليس الخيار، نتذكر انتفاضة الحجارة وأطفالها والثانية والثالثة والتي مازال أنين دمها، وابتسامة شبابها وسكاكين فتيتها تأبى أن تغادر وجداننا، فكلها تختصر بجملة واحدة لمن أراد أن يفهم: (هذا الشعب يستحق وطنه).

أيها الرفاق:

منذ انطلاقتها لم تولد الجبهة كردة فعل ارتجالية على الهزيمة، بل كتنظيم تفاعلي يؤمن بالفكرالثوري والرؤية الواضحة للأمور، لذلك رسمت الجبهة استراتيجيتها - النظرية والممارسة. تعريف العدو والصديق، قوى الثورة وأعداء الثورة، ربط بين الوطني والقومي والأممي، التكتيك والاستراتيجية، الوحدة الوطنية والتناقض الرئيسي مع الاحتلال. هذه هي عناصرالقوة وشروط النصر لمن أراد أن يكمل المسيرة ويحقق النصر.

أيها الحشد الكريم:

في المشهد الفلسطيني: نحن أمام سؤال جدي، من الذي فشل المفاوضات أم المسار السياسي منذ مدريد حتى اليوم؟

الفشل يتضح بعدم وجود إرادة حقيقية للخروج من الانقسام والجميع يدركونه خدمة مجانية للعدو. إنه سؤال جدي حول مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.

في المشهد الصهيوني: العنصرية هي القاسم المشترك بين كل ألوان الأحزاب في الصهيونية في الكيان اخر انواع الاستهتار، شرعنة الاستيطان والبؤر وضم الأراضي، ومنع الأذان.

في المشهد العربي: أسوأ حالاته حروب بينية وخارجية ودولية لتدمير الدولة الوطنية نتيجتها نزف وخسارة للقضية الفلسطينية وأهمها التطبيع العلني بلا خجل، والرد يكون بمقاومة عربية شاملة للقوى التقدمية والوطنية والديمقراطية العربية، ليس بالمؤتمرات، بل بالاشتباك التاريخي الشامل ضد الإمبريالية وأدواتها، وكذلك في المجال الفلسطيني تتصدى للتخلف والتبعية والتطبيع وواجه الاحتلال وفق استراتيجية بديلة.

المشهد الدولي: اليمين المتطرف يتقدم في الولايات المتحدة، وهذا أقله توسيع موجة العنصرية في العالم، وعدم احترام المعايير الدولية ولا المؤسسات الدولية، لذلك دعوة فرنسا للمؤتمر دولي ليست إلا وسيلة لإعادة المفاوضات الثنائية وبمرجعيات جديدة، ما يسمى بمبادرة فرنسية هو تخريجة دولية للعودة إلى المفاوضات المستهلكة والمهلكة.

ندعو في ذكرى الانطلاقة وأمام هذا المشهد التراجيدي الذي يحيط بنا إلى:

- بناء الشراكة الوطنية وتأسيساً على كل ما قيل في مؤتمر فتح السابع، الحديث عن ضرورة الحوار وإنهاء الانقسام، وبناء الشراكة الوطنية، يعني بالنسبة إلينا هواستعادة المشروع الوطني التحرري الفلسطيني.

- طي صفحة اوسلو، الأسوأ من أوسلو وما وصلت إليه تصوير أنه انتهى، ولكن لا خيار إلا الوضع االقائم، وعندما نتحدث عن المقاومة يتحدث البعض عن كلفة المقاومة، قلب الصورة بين مقاومة لزيادة كلفة الاحتلال، كلفة المقاومة مهما عظمت هي أقل بكثير من كلفة بقاء الاحتلال، أما الحديث عن مقاومة ذكية تحتاج إلى سياسة ذكية، أي أن لا تضييع القضية في أحابيل وألعاب الدول والتنسيق الأمني والمفاوضات بلا طائل. المقاومة الذكية هي المقاومة الجدية المجربة التي تدمرالاحتلال وتمرغ أنفه بالتراب.

- المسؤولية الوطنية تتطلب الدعوة الفورية لعقد الاجتماع القيادي للإطار المؤقت لمنظمة التحرير كلجنة تحضيرية، لكن ليس تحت قبضة الاحتلال، لأننا مازلنا أمام مرحلة تحرر وطني، فنحن لم ننجز التحرير بعد، ولأننا لا نريد المنظمة نسخة عن السلطة، أو عن أي فصيل. هذه منطمة الكل الفلسطيني شعباً وتمثيلا وفصائل.

المشهد في الساحة اللبنانية:

- إلى متى يولد الفلسطيني في لبنان، ويتعلم ويتخصص في جامعاتها، ويحمل شهاداتها ولا يحق له أن يعمل في لبنان؟

من الممكن أن يعمل في الأنروا إن وجد وظيفة شاغرة، أو أن يهاجر. هكذا ينزف المجتمع ويتم تذويب قضية اللاجئين.

- الدولة: السياسة الإيجابية، وليس التمييزية التي لن نصمت عنها، وسننتقدها بكل أخوة وحرص، وهي تؤذي سمعة من يمارسها. السياسة الصحيحة هي التي تعزز العلاقات الإيجابية، وتحمي الكيانية اللبنانية من هواجس التوطين، والهوية الفلسطينية من مخاوف إنهاء قضية العودة.

- لا بالمنع ولا بالإغلاق، ولا بالجدار أو غيره يصان الأمن، بل نحن نرى أنه يصان بالأمان الذي يخلق بيئة إيجابية، ونهيب بكل من يعتبر أي إجراء سلبي يتخذ من دون درس يطال اللبناني قبل الفلسطيني .

- ندعو العهد الجديد إلى سياسة إيجابية تستفيد من الماضي، وأن يشمل البيان الحكومي هذه السياسة ليس كشعار ورفع عتب، بل قرارات ملموسة للتنفيذ، وليس للتفسير ووضعها طي الانتظار.

- الأنروا: المطالبة بموازنة ثابتة للأونروا تمكنها من وضع استراتيجية تبني عليها سياسة، وليس وفقاً للموارد المتاحة. ما سمعناه كان ايجابياً على هذا الصعيد، ويبشر بالأمل، البنية التحتية للتعليم مدارس جديدة وتعاطي جديد بالجانب الصحي، المهم سماع رأي القوى والمختصين.

- نهرالبارد: بناء وفق الاستراتيجية المعتمدة، والأولوية للبناء وجلب الموارد، وهناك إشارة إيجابية وجيدة في ما يخص الإيجارات في بداية العام ستظهر، وصندوق التنمية العربية والهبة المقدرة بعشرة مليون دولار فمازلنا نتمسك بالخطوط الأربعة:- المباني المهدمة- الترميم- العقار ٣٩- البنية التحتية.

نبارك لأندية المخيم والشباب بالملعب المستعاد. السياسة الفلسطينية ستظل تنبض بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، وكذلك ببناء الوجود الفلسطيني وحمايته من عناصر التخريب والأمراض والآفات الاجتماعية، أحيي خطوات بناء النسيج الاجتماعي بالمخيم، بناء الهوية الوطنية التي تعلمناها ونشأنا عليها، فهي تبدأ بدرس المشاركة وتشكيل اللجان الشعبية في المخيم، وأتمنى الاستمرار بالقطاعات ولجان الأحياء والمخيم الجديد، وتنظيم عمل للهيئات والحراكات الشبابية والشعبية، واستعادة دور الأندية والمراكز الثقافية، وأحيي الملتقي الثقافي الأدبي الفسطيني لخطواته في بناء الإنسان ثقافة وعقلا، موهبة وقراءة، لشبيبة المقاطعة ضد الشركات الداعمة ولشباب ضد المخدرات، ولجنة متابعة ملف إعمار نهر البارد الفنية والميدانية والأهلية ولجنة المتابعة الهندسية. جهود الفصائل والسفارة والقيادة السياسية والقوى الشعبية والسياسية حتى آخر حجر في إعمار البارد، محطتنا إلى فلسطين.

- لنبني الإنسان هو أثمن رأس مال.

ختامًا، كل الحب لتلك القلوب التي تخفق وتنطلق وتتدفق وتتجدد لتنتصر. كل الحب لتلك الأيادي التي تقبض على نار القضية وتقول: لا. كل الحب لتلك العيون التي لا تنام كي نصل إلى الحلم. كل الحب لكم لتبقى فلسطين وتبقى الجبهة والثورة وتبقى رايتنا حمراء.

تحية لكم من روح المكان الذي يزهر فيه الأمل من جديد، ينتصر على الجرح ويشير نحو ساحات فلسطين وطن الحرية من عبقرية المكان، المخيم الذي إن ابتسم عبست المدن الكبرى، كما قال درويش. من نهر البارد من مخيم بطعم الحكاية وشغف البدايات ونكهة فلسطين زعترها وليمونها وحبقها ولون الشفق، نقف في يوم الانطلاقة نصبو معًا إلى رجال في الشمس.

تحية لكم من أناس وأنصار وأصدقاء، محبين من شباب وشابات، وفتوة وشيوخ ونساء، ورفاق وأبطال وشهداء حملوا في روحهم الضوء الذي لم يخفت على الرغم من عتمة النفق الطويل.

تحية لكم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في ذكرى ميلادها الـ٤٩.

وقبلات إلى عيونٍ تغمض وتدمع بتواضع، ولكنها واثقة كما أعرفها بجيلٍ يصعد نحو الافق. قبلات إلى روح الحكيم، قبلات على كل جبين ناصع بالشرف والانتماء والأصالة دلنا إلى درب الحلم مقاوماً خالد أبو عيشة إلى العائد أبو علي مصطفى، والوديع وأبو ماهر وأبو أمل، وصابر محيي الدين إلى قنديل فكرٍ أشعله غسان كنفاني، وقبلات من المخيم إلى من أرسل سرباً من الأجنحة خلف الزنزانة لتكسر حقد السجان. قبلات لقبضة القائد أحمد سعدات.

للرجال والبنادق أبناء العنقاء في كل زقاق وخندق، وساحة وميدان وشارع، من أبو الأمين إلى علي الفوز وناصر عسقول واليماني وأبو محمد طه ونبيل السعيد وأبو مصطفى، وفهد وفوزي وإبراهيم ربيع، وشحادة غنام والشيخ صالح، وأبو طارق وأبو العيس وأبو عماد، وأبو زياد وعمادعودة، وغنام وأبو حميد والجنداوي وصالح وكمال وأبو صالح، إلى أرض البرتقال النازف في الوطن، من جيفاراوربحي حداد واسحق مراغة، والنزال والرزة وحنني ومعتز وبهاء وعدي وغسان والأسير المطارد والمغدور الشهيد عمر النايف.

تحية إلى ذاكرة فلسطين الأبدية في يوم ذكرى الجبهة الشعبية، أبوعمار وأبو جهاد والشقاقي وياسين والعياش والقاسم، وأبو عدنان قيس وجبريل ومحسن، وأبو العباس وطلعت يعقوب وعواد والنجاب وغوشة .

لعنوان الحرية في الأسر أبو غسان وعاهد ومروان وآلاف الأسرى، وإلى الذين انتزعوا حريتهم مؤخراً القيق وبلبول والرفيق الذي تستعد عصيرة الشمالية وكل القلوب لاحتضان حريته المناضل بلال كايد.

أيها الأعزاء:

الذكرى ليست مجرد سيرة أفرادٍ، بل تقدير لمعنى البطولة. نفتخر ونعتز ونكبر بشعب بطل، شعب الـ 100 ألف شهيد وجريح على كل مساحة فلسطين التاريخية والنضالية، مدن وقرى ومخيمات في الداخل والخارج وخلف البحار. نشمخ بكم يا شعب الحقيقة التي لا تموت والمقاومة المستمرة بكل الأشكال والألوان من الذاكرة حتى الحلم ومن الكلمة حتى الطلقة، ومن الفكرة حتى الحجر.

تتزامن الانطلاقة الذكرى مع الانتفاضة الكبرى، إنه القدر وليس الخيار، نتذكر انتفاضة الحجارة وأطفالها والثانية والثالثة والتي مازال أنين دمها، وابتسامة شبابها وسكاكين فتيتها تأبى أن تغادر وجداننا، فكلها تختصر بجملة واحدة لمن أراد أن يفهم: (هذا الشعب يستحق وطنه).

أيها الرفاق:

منذ انطلاقتها لم تولد الجبهة كردة فعل ارتجالية على الهزيمة، بل كتنظيم تفاعلي يؤمن بالفكرالثوري والرؤية الواضحة للأمور، لذلك رسمت الجبهة استراتيجيتها - النظرية والممارسة. تعريف العدو والصديق، قوى الثورة وأعداء الثورة، ربط بين الوطني والقومي والأممي، التكتيك والاستراتيجية، الوحدة الوطنية والتناقض الرئيسي مع الاحتلال. هذه هي عناصرالقوة وشروط النصر لمن أراد أن يكمل المسيرة ويحقق النصر.

أيها الحشد الكريم:

في المشهد الفلسطيني: نحن أمام سؤال جدي، من الذي فشل المفاوضات أم المسار السياسي منذ مدريد حتى اليوم؟

الفشل يتضح بعدم وجود إرادة حقيقية للخروج من الانقسام والجميع يدركونه خدمة مجانية للعدو. إنه سؤال جدي حول مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.

في المشهد الصهيوني: العنصرية هي القاسم المشترك بين كل ألوان الأحزاب في الصهيونية في الكيان اخر انواع الاستهتار، شرعنة الاستيطان والبؤر وضم الأراضي، ومنع الأذان.

في المشهد العربي: أسوأ حالاته حروب بينية وخارجية ودولية لتدمير الدولة الوطنية نتيجتها نزف وخسارة للقضية الفلسطينية وأهمها التطبيع العلني بلا خجل، والرد يكون بمقاومة عربية شاملة للقوى التقدمية والوطنية والديمقراطية العربية، ليس بالمؤتمرات، بل بالاشتباك التاريخي الشامل ضد الإمبريالية وأدواتها، وكذلك في المجال الفلسطيني تتصدى للتخلف والتبعية والتطبيع وواجه الاحتلال وفق استراتيجية بديلة.

المشهد الدولي: اليمين المتطرف يتقدم في الولايات المتحدة، وهذا أقله توسيع موجة العنصرية في العالم، وعدم احترام المعايير الدولية ولا المؤسسات الدولية، لذلك دعوة فرنسا للمؤتمر دولي ليست إلا وسيلة لإعادة المفاوضات الثنائية وبمرجعيات جديدة، ما يسمى بمبادرة فرنسية هو تخريجة دولية للعودة إلى المفاوضات المستهلكة والمهلكة.

ندعو في ذكرى الانطلاقة وأمام هذا المشهد التراجيدي الذي يحيط بنا إلى:

- بناء الشراكة الوطنية وتأسيساً على كل ما قيل في مؤتمر فتح السابع، الحديث عن ضرورة الحوار وإنهاء الانقسام، وبناء الشراكة الوطنية، يعني بالنسبة إلينا هواستعادة المشروع الوطني التحرري الفلسطيني.

- طي صفحة اوسلو، الأسوأ من أوسلو وما وصلت إليه تصوير أنه انتهى، ولكن لا خيار إلا الوضع االقائم، وعندما نتحدث عن المقاومة يتحدث البعض عن كلفة المقاومة، قلب الصورة بين مقاومة لزيادة كلفة الاحتلال، كلفة المقاومة مهما عظمت هي أقل بكثير من كلفة بقاء الاحتلال، أما الحديث عن مقاومة ذكية تحتاج إلى سياسة ذكية، أي أن لا تضييع القضية في أحابيل وألعاب الدول والتنسيق الأمني والمفاوضات بلا طائل. المقاومة الذكية هي المقاومة الجدية المجربة التي تدمرالاحتلال وتمرغ أنفه بالتراب.

- المسؤولية الوطنية تتطلب الدعوة الفورية لعقد الاجتماع القيادي للإطار المؤقت لمنظمة التحرير كلجنة تحضيرية، لكن ليس تحت قبضة الاحتلال، لأننا مازلنا أمام مرحلة تحرر وطني، فنحن لم ننجز التحرير بعد، ولأننا لا نريد المنظمة نسخة عن السلطة، أو عن أي فصيل. هذه منطمة الكل الفلسطيني شعباً وتمثيلا وفصائل.

المشهد في الساحة اللبنانية:

- إلى متى يولد الفلسطيني في لبنان، ويتعلم ويتخصص في جامعاتها، ويحمل شهاداتها ولا يحق له أن يعمل في لبنان؟

من الممكن أن يعمل في الأنروا إن وجد وظيفة شاغرة، أو أن يهاجر. هكذا ينزف المجتمع ويتم تذويب قضية اللاجئين.

- الدولة: السياسة الإيجابية، وليس التمييزية التي لن نصمت عنها، وسننتقدها بكل أخوة وحرص، وهي تؤذي سمعة من يمارسها. السياسة الصحيحة هي التي تعزز العلاقات الإيجابية، وتحمي الكيانية اللبنانية من هواجس التوطين، والهوية الفلسطينية من مخاوف إنهاء قضية العودة.

- لا بالمنع ولا بالإغلاق، ولا بالجدار أو غيره يصان الأمن، بل نحن نرى أنه يصان بالأمان الذي يخلق بيئة إيجابية، ونهيب بكل من يعتبر أي إجراء سلبي يتخذ من دون درس يطال اللبناني قبل الفلسطيني .

- ندعو العهد الجديد إلى سياسة إيجابية تستفيد من الماضي، وأن يشمل البيان الحكومي هذه السياسة ليس كشعار ورفع عتب، بل قرارات ملموسة للتنفيذ، وليس للتفسير ووضعها طي الانتظار.

- الأنروا: المطالبة بموازنة ثابتة للأونروا تمكنها من وضع استراتيجية تبني عليها سياسة، وليس وفقاً للموارد المتاحة. ما سمعناه كان ايجابياً على هذا الصعيد، ويبشر بالأمل، البنية التحتية للتعليم مدارس جديدة وتعاطي جديد بالجانب الصحي، المهم سماع رأي القوى والمختصين.

- نهرالبارد: بناء وفق الاستراتيجية المعتمدة، والأولوية للبناء وجلب الموارد، وهناك إشارة إيجابية وجيدة في ما يخص الإيجارات في بداية العام ستظهر، وصندوق التنمية العربية والهبة المقدرة بعشرة مليون دولار فمازلنا نتمسك بالخطوط الأربعة:- المباني المهدمة- الترميم- العقار ٣٩- البنية التحتية.

نبارك لأندية المخيم والشباب بالملعب المستعاد. السياسة الفلسطينية ستظل تنبض بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، وكذلك ببناء الوجود الفلسطيني وحمايته من عناصر التخريب والأمراض والآفات الاجتماعية، أحيي خطوات بناء النسيج الاجتماعي بالمخيم، بناء الهوية الوطنية التي تعلمناها ونشأنا عليها، فهي تبدأ بدرس المشاركة وتشكيل اللجان الشعبية في المخيم، وأتمنى الاستمرار بالقطاعات ولجان الأحياء والمخيم الجديد، وتنظيم عمل للهيئات والحراكات الشبابية والشعبية، واستعادة دور الأندية والمراكز الثقافية، وأحيي الملتقي الثقافي الأدبي الفسطيني لخطواته في بناء الإنسان ثقافة وعقلا، موهبة وقراءة، لشبيبة المقاطعة ضد الشركات الداعمة ولشباب ضد المخدرات، ولجنة متابعة ملف إعمار نهر البارد الفنية والميدانية والأهلية ولجنة المتابعة الهندسية. جهود الفصائل والسفارة والقيادة السياسية والقوى الشعبية والسياسية حتى آخر حجر في إعمار البارد، محطتنا إلى فلسطين.

- لنبني الإنسان هو أثمن رأس مال.

ختامًا، كل الحب لتلك القلوب التي تخفق وتنطلق وتتدفق وتتجدد لتنتصر. كل الحب لتلك الأيادي التي تقبض على نار القضية وتقول: لا. كل الحب لتلك العيون التي لا تنام كي نصل إلى الحلم. كل الحب لكم لتبقى فلسطين وتبقى الجبهة والثورة وتبقى رايتنا حمراء.

* المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان.

مزيد من الصور:










تعليقات: